مبادرة «المسرح المدرسي» في مصر لاكتشاف الموهوبين ودعمهم

  • 1/3/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعرض مسرحي يحمل عنوان «تقدر»، تدشن وزارة التربية والتعليم المصرية مبادرة «إحياء المسرح المدرسي والفنون بالمدارس» في السابع من يناير (كانون الثاني) الجاري. يقدم العرض المسرحي بدار الأوبرا المصرية، بالتعاون مع مجموعة قنوات «مدرستنا» والشريك الإعلامي الشركة «المتحدة للخدمات الإعلامية»، (الشركة المالكة لمجموعة من القنوات التلفزيونية، والصحف والمواقع الإلكترونية). وكان الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، قد استقبل صباح اليوم (الثلاثاء)، الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، لمناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون بين الوزارتين، فضلاً عن مناقشة عدد من الموضوعات الخاصة بالنشاط الثقافي في المدارس؛ ويأتي ذلك ضمن استراتيجية بناء الإنسان المصري كأحد أهم محاور «رؤية مصر التنموية 2030»، حسب بيان صحافي. وشهد الاجتماع استعراض سبل التعاون بين الوزارتين في تنفيذ مبادرة «إحياء المسرح المدرسي والفنون بالمدارس» وأوضح حجازي، في بيان صحافي، أن «التربية الفنية والثقافية تمثل أحد أهم عوامل بناء الذوق العام»، مؤكداً أن الوزارة «تستهدف أن يكون المسرح للجميع ليتمكن الطلاب في مختلف المدارس على مستوى الجمهورية من ممارسة النشاط الثقافي والفني». من جهته، أشاد الدكتور محمد جمال الدين، مدرس مسرح الطفل بكلية التربية النوعية والباحث في أكاديمية الفنون، بالمبادرة، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «المسرح المدرسي، بات من أهم الأنشطة التي تحرص عليها المدارس في جميع أنحاء العالم؛ وذلك لأنه يمثل وسيلة لاكتشاف المواهب، ويُعد بوتقة أو مدرسة حقيقية لصنع نجوم الفن، ليس في المسرح وحده، إنما في كل المجالات مثل السينما والدراما التلفزيونية، وإلى جانب التمثيل يخرج أيضاً فنانو الديكور والإخراج والإضاءة وغير ذلك»، وأشار إلى أن «للمسرح المدرسي وظائف تربوية وأهدافاً تعليمية متعددة؛ فهو يسعى إلى بثِّ قيم خلقية طيبة في نفوس الطلاب، وتنمية تذوقهم للجمال من خلال الأداء الراقي والنص الهادف والديكور والملابس على خشبة المسرح». وأضاف جمال الدين أن «علماء النفس أقروا بأن التمثيل من أهم الوسائل التي تستخدم لتحقيق الشفاء النفسي؛ فقيام الطالب بتمثيل دور ما في إحدى المسرحيات، أو مشاهدته عملاً مسرحياً إنما يعمل على خفض التوتر النفسي، وتخفيف الانفعالات المكبوتة، حيث يندمج الممثل أو المتلقي في أجواء المسرحية في أثناء الأداء؛ ما يحقق الاتزان والاستقرار النفسي»، لافتاً إلى أنه «عبر التمثيل يمكن تهذيب النفس وتقويم الكثير من السلوكيات والمشكلات النفسية، كالخجل والانطواء وعيوب النطق». ولا يقل أهمية عن ذلك، كون المسرح المدرسي، حسب جمال الدين، «وسيلة للترويح والتسلية، لأن المسرحيات المقدمة هي وسائل اتصال فعالة، تعبّر عن معنى جميل أو فكر هادف بنّاء، استناداً إلى اللغة وحركة الجسم وتعبيرات الوجه والإشارات ما يجعل منها أداة ذات قوة اجتماعية هائلة، إضافة إلى أنها تمثل علاجاً جمعياً سلساً ووسيلة فعالة للتثقيف والتأثير والتوجيه». وحول التعاون بين وزارتي التعليم والثقافة في هذا المجال، قال مخرج مسرح الطفل، هشام أسعد، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا أمر مهم للغاية، سيثمر رؤية متكاملة وخطة شاملة للنهوض بالمسرح المدرسي وإفادة الطلاب، والدليل على ذلك إعلان وزيرة الثقافة، في إطار المبادرة، عودة مشروع (مسرحة المناهج) المدرسية لتقديمها في قالب شيق يبسط المعلومة». وللمسرح المدرسي في مصر تاريخ طويل؛ وذكر محمد أبو الخير في كتابه «مسرح الطفل»، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، أن «عبد الله النديم رائد المسرح المدرسي الفعلي في مصر؛ بدأ نشاطه في هذا المجال في عام 1879عندما كان مديراً لمدرسة (الجمعية الخيرية الإسلامية) بالإسكندرية، فكون من الطلاب جماعات للخطابة والتمثيل. وكتب مسرحيتين مشهورتين، هما: (العرب) و(الوطن وطالع التوفيق)، ومثّل مع الطلاب المسرحية الثانية على مسرح (تياترو زيزينيا) بالإسكندرية عام 1881»، كما أسهم رفاعة الطهطاوي بعد عودته من باريس في نشر الاهتمام بالمسرح المدرسي، وأقرت وزارة المعارف العمومية (ما يقابل وزارة التربية والتعليم راهناً) هذا النشاط رسمياً عام 1936، وأنشأت له تفتيشا خاصاً بقيادة الفنان زكي طليمات، الذي كان أول مفتش للتمثيل بالوزارة. وكان مسرح المدرسة بمثابة مدرسة خرّجت العشرات من مشاهير الفن تعلموا فيها أبجديات التمثيل والإلقاء ومخاطبة الجمهور، ومنهم الفنانون فؤاد المهندس، وعادل إمام ويحيي الفخراني.

مشاركة :