باحثون يبتكرون نظاما يحول بخار المحيطات إلى مياه شرب

  • 1/4/2023
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ابتكر‭ ‬باحثون‭ ‬أمريكيون‭ ‬نظاماً‭ ‬يتيح‭ ‬التقاط‭ ‬بخار‭ ‬مياه‭ ‬المحيطات‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬مياه‭ ‬شرب،‭ ‬وتكون‭ ‬مشكلة‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬المحيطات‭ ‬قد‭ ‬أسهمت‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬مسألة‭ ‬نقص‭ ‬المياه،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬دراسة‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬نايتشر‮»‬‭. ‬ ومع‭ ‬تزايد‭ ‬مشكلة‭ ‬الاحترار‭ ‬المناخي،‭ ‬‮«‬سيتعين‭ ‬إيجاد‭ ‬طريقة‭ ‬لرفع‭ ‬كميات‭ ‬المياه‭ ‬العذبة،‭ ‬لأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬المتأتية‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬الحالية‭ ‬وإعادة‭ ‬تدويرها‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كافياً‭ ‬لسد‭ ‬احتياجات‭ ‬البشر‭. ‬ويقول‭ ‬برافين‭ ‬كومار‭ ‬وهو‭ ‬أستاذ‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬إلينوي‭ ‬في‭ ‬أوربانا‭ ‬شامبين‭ ‬وأحد‭ ‬معدّي‭ ‬الدراسة‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭: ‬‮«‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬اقترحناه‭ ‬يمكن‭ ‬اعتماده‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‮»‬‭. ‬ ويرى‭ ‬وزملاؤه‭ ‬أنّ‭ ‬تبخر‭ ‬مياه‭ ‬المحيط‭ ‬الذي‭ ‬يعززه‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬خزانات‭ ‬لمياه‭ ‬الشرب‭. ‬وبدل‭ ‬التبخّر‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬سيجري‭ ‬التقاط‭ ‬الهواء‭ ‬المشبع‭ ‬بالمياه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مرافق‭ ‬خاصة‭ ‬مُثبتة‭ ‬قبالة‭ ‬السواحل،‭ ‬قبل‭ ‬تكثيفه‭ ‬ونقله‭ ‬عبر‭ ‬أنابيب‭ ‬ليتم‭ ‬تخزينه‭ ‬قبل‭ ‬إعادة‭ ‬توزيعه‭. ‬ وما‭ ‬يميّز‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتحلية‭ ‬المياه‭ ‬هو‭ ‬أنّ‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التبخّر‭ ‬والتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬غاز،‭ ‬تفقد‭ ‬تقريباً‭ ‬كل‭ ‬كميات‭ ‬الملح‭ ‬التي‭ ‬تحويها‭ ‬بصورة‭ ‬طبيعية،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬ليست‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬مالحة،‭ ‬وتتطلب‭ ‬معالجتها‭ ‬لتصبح‭ ‬صالحة‭ ‬للاستهلاك‭ ‬كميات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬فيما‭ ‬تنجم‭ ‬عنها‭ ‬آثار‭ ‬بيئية‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬تتسبب‭ ‬به‭ ‬الطرق‭ ‬المُستخدمة‭ ‬راهناً‭ (‬محلول‭ ‬ملحي،‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬التي‭ ‬تحوي‭ ‬معادن‭ ‬ثقيلة‭). ‬ويؤكد‭ ‬العلماء‭ ‬أنّ‭ ‬مزارع‭ ‬الرياح‭ ‬البحرية‭ ‬والألواح‭ ‬الشمسية‭ ‬فوق‭ ‬اليابسة‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬لتشغيل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭. ‬ وأشارت‭ ‬المُشاركة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬الدراسة‭ ‬والمتخصصة‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬فرانسينا‭ ‬دومينغيز‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬تعيد‭ ‬إنتاج‭ ‬الدورة‭ ‬الطبيعية‭ ‬للمياه،‭ ‬أما‭ ‬‮«‬الاختلاف‭ ‬الوحيد‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬إدارة‭ ‬وجهة‭ ‬المياه‭ ‬المُتبخرة‭ ‬من‭ ‬المحيطات‮»‬‭. ‬ وقال‭ ‬الباحثون‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬سطحَ‭ ‬التقاط‭ ‬عمودي‮»‬‭ ‬بعرض‭ ‬210‭ ‬أمتار‭ ‬وارتفاع‭ ‬100‭ ‬متر‭ ‬يمكنه‭ ‬توفير‭ ‬حجم‭ ‬كاف‭ ‬من‭ ‬الرطوبة‭ ‬القابلة‭ ‬للاستخراج‭ ‬لسدّ‭ ‬حاجة‭ ‬نحو‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬يومياً‮»‬‭. ‬ وجرى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬عقب‭ ‬عمليات‭ ‬محاكاة‭ ‬أُجريت‭ ‬على‭ ‬14‭ ‬موقعاً‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬وتقع‭ ‬قرب‭ ‬مراكز‭ ‬سكانية‭ ‬رئيسة‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬تشيناي‭ ‬ولوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬وروما‭. ‬واستناداً‭ ‬إلى‭ ‬النماذج،‭ ‬يمكن‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬أن‭ ‬ينتج‭ ‬بين‭ ‬37‭.‬6‭ ‬و78‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬لتر‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬سنوياً‭ ‬بحسب‭ ‬ظروف‭ ‬كل‭ ‬موقع‭. ‬ وقالت‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬الدراسة‭ ‬عفيفة‭ ‬رحمن‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬التوقعات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالمسائل‭ ‬المناخية‭ ‬تُظهر‭ ‬أنّ‭ ‬تدفق‭ ‬بخار‭ ‬مياه‭ ‬المحيطات‭ ‬سيزداد‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬ما‭ ‬يوفر‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬كميات‭ ‬المياه‭ ‬العذبة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬نهجاً‭ ‬فعالاً‭ ‬وضرورياً‭ ‬جداً‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وتحديداً‭ ‬للسكان‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬جفافاً‭ ‬تاماً‭ ‬او‭ ‬محدوداً‮»‬‭.‬

مشاركة :