تقدم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الوداع الأخير لأسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه تحضيراً لحضور الجنازة الرسمية، وبعد إعلان الحداد الرسمي ثلاثة أيام، تحيّي البرازيل للمرة الأخيرة «الملك» بيليه الذي توفي الخميس عن 82 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان. وسافر لولا، الذي تولى منصبه رسمياً الأحد في حفل بدأ بدقيقة صمت تكريماً لبيليه، إلى مدينة سانتوس جنوب شرق البلاد «لتقديم احترامه وتكريمه»، حيث تختتم الجنازة المفتوحة التي أُقيمت على مدار 24 ساعة. وبدا التأثر واضحاً على لولا الذي وقف وزوجته السيدة الأولى روسانجيلا «جانجا» دا سيلفا أمام نعش بيليه واحتضنا أرملته وأفراد أسرته داخل ملعب فيلا بيلميرو، موطن نادي بيليه القديم، سانتوس. وقام الآلاف من المشجعين وكبار الشخصيات الكروية، في مقدمهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو، في إلقاء النظرة الأخيرة على نعش بيليه في الملعب نفسه الذي اذهل فيه العالم في بداياته مع ناديه الأشهر سانتوس. وقال إنفانتينو للصحفيين: «بيليه أبدي. إنه رمز عالمي لكرة القدم، الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" سيطلب من جميع الدول الأعضاء تسمية أحد الملاعب لديها باسم البرازيلي تكريماً له». أخبار ذات صلة 738 «بيليه» في البيرو لاعب كرة يواصل العطاء في سن الـ 42.. تعرف عليه وكشفت كاتيا كروس، البالغة من العمر 58 عاماً، وهي مشجعة قديمة لسانتوس، إنها وقفت في طابور لمدة أربع ساعات للوصول إلى «فيلا بيلميرو» لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش بيليه، وأشارت إلى أنّ «بيليه كان كل شيء. كان الملك. إنه يستحق هذا التكريم». بدوره، أشار أنتونيو كارلوس بيريرا دا سيلفا، وهو فنان يبلغ من العمر 36 عاماً، إنه وصل في منتصف الليل ليكون من بين الأوائل في الداخل عندما بدأت الجنازة المفتوحة. برز بيليه، واسمه الحقيقي، إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، في بداياته في سن الـ 15 عاماً، عندما خاض أولى تجاربه الاحترافية مع سانتوس. تمكن من الفوز بلقب كأس العالم ثلاث مرات مع منتخب بلاده في اعوام 1958، 1962 و1970، وهو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي حقّق هذا الإنجاز. أظهر العالم بأسره تأثره بالظاهرة بيليه، وهذا ما ظهر جلياً لحظة وفاته، بعدما انهمرت رسائل التعزية من كل أصقاع العالم، من بينهم العديد من اللاعبين النجوم الحاليين والسابقين الذين ابدوا إعجابهم بـ «الملك» كلاعب. وسافر العديد من نجوم الرياضة، والسياسيين وكبار الشخصيات والمشجعين إلى سانتوس لحضور المراسم الأخيرة، رغم أنّ حلول رأس السنة في الفترة ذاتها، حال دون وصول الكثيرين. وحمل رجال ارتدوا ملابس سوداء يتقدم إدينيو، نجل بيليه، نعش الأسطورة إلى الملعب صبيحة الاثنين. وبكت أرملة الأيقونة الراحلة، مارسيا سيبيلي أوكي زوجته الثالثة، التي تزوجها في عام 2016، أمام نعشه المفتوح، وهي تمد يدها لتلمس رأسه. ولفّ النعش بأعلام سانتوس والبرازيل وأحيط بالزهور البيضاء، بما في ذلك أكاليل مقدمة من ريال مدريد الإسباني ونجم البرازيل الحالي نيمار الذي كان والده حاضراً. وانهالت الإشادات من جميع أنحاء البرازيل، فيما تم رفع في مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في ريو دي جانيرو، ملصق عملاق عليه صورة بيليه يحمل كلمة «أبدي». وعولج بيليه في الفترة الأخيرة من سرطان القولون قبل أن تتراجع حالته الصحية بعدما عانى مشاكل في الكلى والقلب. لكنه ظل نشطاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كان يقدم دعمه لمنتخب البرازيل من سريره في المستشفى في ساو باولو خلال كأس العالم في قطر وقدّم مواساته لمنتخب السيليساو الذي كان يُعد أحد ابرز المرشحين للقب قبل انطلاق المونديال، وذلك بعد الخروج من الدور ربع النهائي، قبل ثلاثة أسابيع من وفاته. وسيمر موكب الجنازة عبر سانتوس إلى منزل والدة بيليه، سيليست أرانتيس البالغة من العمر 100 عام، والتي لا تزال على قيد الحياة على أن ينتهي في مقبرة سانتوس التذكارية، حيث ستقام الجنازة الأخيرة قبل دفن بيليه في ضريح خاص.
مشاركة :