ورقة الحياة! - سمر المقرن

  • 1/23/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا أحب الاستشهاد عن دول بعيدة عنَّا، إنما التقارب في الأدلة مع دول تشبهنا يكون أسهل في نقل التجربة والتطبيق. وهنا أتحدث عن المرأة الكويتية بعد الطلاق، حيث كفل لها القانون الحصول على كافة حقوقها، ومن هذه الحقوق أن يكون لها نصف المنزل، وهذه القوانين سارية كذلك في دول عربية وإسلامية أخرى. بينما لدينا في المملكة ما زالت المرأة بحاجة إلى إيجاد قوانين تكفل لها حق العيش الكريم بعد الطلاق، بداية من الأنظمة المتبعة أثناء مطالبتها بالطلاق في أروقة المحاكم، والذي للأسف تم التمادي في نظام (الخلع)، حيث يتم الحكم به في قضايا تستوجب الطلاق لا الخلع، الذي جاء في حال كرهت المرأة البقاء مع زوجها بلا سبب، فهي تلتزم هنا برد المهر الذي دفعه لها، بينما نرى قضايا تحمل فيها المرأة أسبابًا منطقية لطلب الطلاق كأن يكون الزوج مدمن مخدرات أو مصاباً بمرض يثنيه عن الممارسة الزوجية، فيحكم - بعض- القضاة بالخلع وفي هذا ضرر مادي على المرأة كما أنه يُجردّها من كافة حقوقها! إن من أهم ما يجب النظر إليه بعد الطلاق هو السكن، فالمرأة تخرج بعد سنوات طويلة من بيتها دون أن تكفل لها القوانين أي حقوق في هذا البيت، فإما أن تعود إلى بيت أهلها وهذا ليس منطقيًا في حال اصطحبت المرأة معها أطفالاً اعتادوا على الاستقلالية بمنزلهم، كما أنها لا تستطيع استئجار بيت وهذا الأمر مؤلم للغاية، لأنه ليس لديها محرم، مع أنه لا يوجد أي قانون يمنع المرأة من الاستئجار إلا أنها مجرد جهود من الملاَّك وأصحاب العقار يمنعون فيها المرأة من استئجار بيت باسمها دون مسوّغ قانوني، وهذا الأمر وحده بحاجة إلى وقفة! تخرج المرأة من حياة زوجية «كريهة» دون أن تجد في يدها أي حق من حقوقها، بل حتى النفقة التي هي من حق أطفالها لا تتجاوز الخمسمائة ريال في الشهر، وهذا المبلغ لا يوفر مصاريف إطعام (قطة) فكيف بطفل يحتاج إلى سلسلة مصاريف طويلة وتزيد بارتفاع الأسعار الملتهب والذي لم تشمل الزيادة هذه النفقة منذ وعينا على هذه الدنيا! المرأة بعد الطلاق في الكويت تحصل على نفقة متعة لمدة عام، ويعيش أبناؤها حياة كريمة لأنها إنسان مستقل وليس حملاً ثقيلاً «مكسور» ويكون والدهم مُلزماً بكافة مصاريفهم الحياتية بما في ذلك أجور العاملة المنزلية التي تخدمهم والسائق الذي يوصلهم إلى مشاويرهم.. بجد، نحن بحاجة إلى قوانين أحوال شخصية تكفل لجميع أفراد الأسرة حياة كريمة وتراعي عدم تأثر الأبناء بالطلاق حتى لا تبقى المرأة صامتة أسيرة لجدار الزوجية الذي لا تريده فقط لأنها تضحي بنفسها من أجل الأولاد، حتى لا يتأثروا ماديًا ونفسيًا بعد طلاقها من أبيهم. مع أن بقاءها في حياة تشعر فيها بالضرر هي من تؤثِّر سلبيًا عليها وعلى أبنائها، أكثر من انتزاعها ورقة الحياة!

مشاركة :