كشفت نتائج استطلاع رأي عربي اليوم (الثلاثاء) عن أن عرب يرون أن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل هي الأكثر تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها. وأظهرت نتائج المؤشر العربي 2022 التي أعلنها اليوم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات خلال مؤتمر صحفي في الدوحة، أن الرأي العام متوافق وشبه مجمع بنسبة 84 بالمائة و78 بالمائة على التوالي على أن سياسات إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تهدد أمن المنطقة واستقرارها. وبحسب المركز العربي فقد نفذ الاستطلاع في 14 بلدا عربيا هي الأردن وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان وفلسطين ولبنان والعراق والسعودية والكويت وقطر، للوقوف على اتجاهات الرأي العام العربي نحو مجموعة من الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وشمل الاستطلاع 33300 مستجيب ومستجيبة ونفذ في الفترة بين يونيو وديسمبر العام الماضي وشارك في تنفيذه 940 باحثا وباحثة قطعوا أكثر من 890 ألف كلم للوصول لمناطق العينة، ما يجعله أضخم مسحٍ للرأي العام في المنطقة سواء من خلال حجم العينة أو البلدان التي يغطيها أو محاوره، وفقا للمركز. وفي إطار التعرف إلى آراء المستجيبين في القضية الفلسطينية، أشارت النتائج إلى أن المجتمعات العربية ما زالت ترى القضية الفلسطينية قضية العرب جميعا، إذ عبر ما نسبته 76 بالمائة عن أن "القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعا، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم". ويعكس تقييم الرأي العام لسياسات بعض القوى الدولية تجاه فلسطين عدم ثقته بها، إذ إن أكثرية الرأي العام تنظر بسلبية إلى سياسات الولايات المتحدة الأمريكية التي قال 77 بالمائة إنها سيئة إلى سيئة جدا، تليها السياسات الفرنسية بنسبة 61 بالمائة. أما على صعيد الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها، فقد أظهرت النتائج أن 84 بالمائة من مواطني المنطقة العربية يرفضون الاعتراف بإسرائيل، وأرجع الذين يعارضون الاعتراف بها موقفهم إلى عدد من العوامل والأسباب، معظمها مرتبط بطبيعتها الاستعمارية والعنصرية والتوسعية، طبقا للمركز. وعلى صعيد المحيط العربي، بينت النتائج أن 80 بالمائة من الرأي العام العربي يرى أن سكان الوطن العربي يمثلون أمة واحدة وإن تمايزت الشعوب العربية بعضها عن بعض، مقابل 17 بالمائة قالوا إنهم شعوب وأمم مختلفة. ويعد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مؤسسة بحثية فكرية مستقلة للعلوم الاجتماعية والإنسانية النظرية والتطبيقية، وقد تأسس في خريف العام 2010 بوصفه مؤسسة أكاديمية عربية مقرها الدوحة. أما المؤشر العربي فهو استطلاع دوري حافظ المركز العربي على تنفيذه منذ العام 2011، ومع استمرار تنفيذ هذا الاستطلاع الضخم وتعدد موضوعاته أصبحت بياناته مصدرا مهما للمؤسسات البحثية العربية والدولية وللأكاديميين والخبراء.