قالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي نجوى أوهيبة إن مشروع المصالحة الوطنية لن ينجح إلا بالتكاملية ومشاركة الأطراف كافة في البلاد من دون إقصاء أو أحكام مسبقة، مشيرةً إلى مؤتمر للمصالحة ينوي المجلس تنظيمه في منتصف الشهر الحالي بمشاركة ممثلين عن كل التيارات والمكونات والأطياف الليبية من المدن كافة. وأشارت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي في حوار مع «الاتحاد» إلى أن الشارع الليبي ينتظر تعاطي مجلسي النواب والدولة مع هذه المبادرة التي تهدف إلى إيجاد حلول للنقاط الخلافية بشكل توافقي ومن دون مزيد من التأخير، مؤكدة أن العمل سيكون بالبناء على ما تم التوصل إليه من قبلُ في القاعدة الدستورية وليس بالبداية من الصفر. وطرح المجلس الرئاسي الليبي، في الثامن من ديسمبر الماضي، مبادرة لحل الأزمة السياسية وتحريك حالة الجمود السياسي، تفضي إلى إنجاز «القاعدة الدستورية» تؤسس لانتخابات برلمانية ورئاسية وتنهي المراحل الانتقالية. أخبار ذات صلة 10 أزمات تهدد العالم في 2023 ليبيا.. «الأعلى للدولة» يقر استئناف الحوار مع «النواب» وعن موقف الأمم المتحدة والدول المعنية باستقرار ليبيا من المبادرة، أكدت وجود مساندة للحلول الليبية التي يقودها الليبيون، مشيرةً إلى ترحيب المبعوث الأممي عبد الله باتيلي بالمبادرة منذ الإعلان عنها وحث الأطراف على الانضمام لها. ولفتت إلى أن مدينة «غدامس» تستعد لاستقبال الاجتماع التقابلي لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة خالد المشري، يوم 11 يناير الجاري، حيث تمت مخاطبة مجلسي النواب والدولة بشكل رسمي بالزمان والمكان، مشيرةً إلى أن الليبيين ينتظرون تعاطي المجلسين مع المبادرة. وصوت المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري في جلسة، أمس الأول، برفض دعوة المجلس الرئاسي للمشاركة في اجتماع ثلاثي بمدينة «غدامس» للنقاش حول الخلافات المتعلقة ببعض بنود القاعدة الدستورية. وحول سبب طرح رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي للمبادرة أمام الجامعة العربية، لفتت إلى أن المبادرة جاءت بناء على مشاورات ولقاءات سابقة، سواء في اجتماع القمة العربية في الجزائر أو خلال زيارة رئيس المجلس الرئاسي للرياض للمشاركة بأعمال القمة الصينية العربية، مشيرة إلى وجود اهتمام عربي بمعرفة وفهم أكبر لرؤية المجلس الرئاسي للمرحلة وللمخرج الملائم للانسداد السياسي الذي وصلت له الأمور في ليبيا. وأضافت نجوى أوهيبة: «اقترحت الأمانة العامة للجامعة العربية لقاء رئيس المجلس الرئاسي مع المندوبين الدائمين لكل الدول الأعضاء لضمان وصول رؤية المجلس الرئاسي لكل الدول». وأوضحت أن المجلس الرئاسي يرى في وجود موقف عربي موحد وواضح تجاه ليبيا في صالح الانتخابات ودعم المصالحة الوطنية أمراً مهماً ومؤثراً على قبول وانضمام كل الأطراف الداخلية للعمل معاً، مضيفة «المجلس الرئاسي مؤسسة موحدة لم تخضع للانقسامات وأعضاؤها ليس بينهم مترشح للانتخابات، وبالتالي فهي مؤسسة بعيدة عن تضارب المصالح». وعن مؤتمر المصالحة الوطنية المزمع تنظيمه في البلاد، أوضحت نجوى أوهيبة أن المصالحة ملف يركز عليه المجلس الرئاسي وقد أنجز فيه خطوات عدة في العام الماضي، مشيرةً إلى حرص المجلس على إنجاح المؤتمر عبر ضمان مشاركة الأطراف كافة من دون إقصاء أو أحكام مسبقة.  مضيفة: «المصالحة هي ملف لا ينجح سوى بالتكاملية والمشاركة من الجميع». وكشفت عن تنظيم المجلس الرئاسي مؤتمراً تمهيدياً للمصالحة في الأسبوع الثاني من يناير الجاري، يشارك فيه ممثلون عن كل التيارات والمكونات والأطياف الليبية من كافة المدن، مؤكدة أنهم سيلتقون في لجان عمل على مدى أكثر من يوم في هذا المؤتمر التمهيدي في طرابلس ليخرجوا بقرارات وأفكار هي التي تقود وتحدد شكل مسار المصالحة. وتابعت بالقول: «هناك عمل على مشروع قانون إصلاح ذات البين الذي يعنى بتدابير العدالة والمصالحة وتعمل عليه لجنة قانونية».