هاجم المرجع الشيعي علي السيستاني، الحكومات التي تعاقبت على العراق بعد العام 2003، لافتاً إلى أنها لم تكن أفضل من سابقاتها، إذ «ازدادت معاناة الشعب بسبب سوء الإدارة والفساد والأوضاع الأمنية المتردّية»، وقال إن «أصواتنا بُحّت من تكرار دعوة السياسيين الى رعاية التعايش السلمي». وأعلن ممثل المرجعية الدينية في كربلاء أحمد الصافي، خلال خطبة الجمعة أمس، أن «العراق لديه مقومات الدولة القوية اقتصادياً ومالياً، بما يمتلك من إمكانات واسعة سواء لجهة عقول أبنائه وسواعدهم أو الثروات الطبيعية في باطن الأرض وظاهرها». وأضاف أن «الحكومات المتعاقبة على البلد منذ عقود، لم تعمل على تسخير هذه الإمكانات لخدمة الشعب وتوفير الحياة الكريمة، بل أهدرت معظم موارده المالية في الحروب المتتالية والنزوات الوقتية للحكام المستبدّين»، وأكد أن «قيام الحكومات المنتخبة لم يغيّر الأوضاع نحو الأحسن في كثير من المجالات». وزاد أن «معاناة الشعب ازدادت من جوانب عدة في ظلّ الحكومات المنتخبة، بسبب سوء الإدارة والحجم الواسع للفساد المالي والإداري، والأوضاع الأمنية المتردّية». وتابع أن «العراق يعاني اليوم مشاكل حقيقية وتحديات كبيرة تضاف إلى التحدي الأكبر في محاربة داعش، والتحديات الأمنية الناتجة من احتضان البعض الإرهابيين ودعمهم للفتك بإخوانهم وشركائهم في الوطن بالأحزمة والسيارات، واعتداء البعض من حاملي السلاح خارج إطار الدولة على المواطنين الآمنين والتعدّي على أموالهم وممتلكاتهم». وأوضح أن «تلك المشاكل تتمثّل بالتحدي الاقتصادي والمالي، الذي يهدد بانهيار الأوضاع المعيشية نتيجة انخفاض أسعار النفط في الآونة الأخيرة، وغياب الخطط الاقتصادية المناسبة وعدم مكافحة الفساد بخطوات جدية». وقال إن «أصواتنا بُحّت بلا جدوى من تكرار دعوة الأطراف المعنية من مختلف المكونات إلى رعاية السلم الأهلي والتعايش السلمي بين أبناء الوطن وحصر السلاح بيد الدولة، ودعوة المسؤولين والقوى السياسية إلى أن يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وينبذوا الخلافات التي ليس وراءها إلا المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية». وأشار الى أن «هذا الشعب الذي أعطى وضحى، وقدّم أبناؤه البررة كل ما أمكنهم من مال ودماء للدفاع عن كرامة العراق وأرضه ومقدساته، وسطروا ملاحم البطولة، مندفعين بكل شجاعة وبسالة في محاربة الإرهاب، يستحقّ من المتصدّين لإدارة البلد غير الذي يقومون به». إلى ذلك، طالب خطيب الجمعة في الكوفة (التيار الصدري) مهند الموسوي، أمس، العشائر بالانتباه إلى «سيناريو قادم» يستهدف المكونات من خلال إشعار نار الفتنة بينها. وقال أن «العشائر حصن منيع في الدفاع عن الإسلام والوطن وشوكة في عيون المستعمرين»، وزاد: «أصبح واضحاً لشعبنا شكل المؤامرات الدولية التي تحاك ضد العراق وشعبه، والتي تجلّت بوضوح في تمزيقه الى ثلاث دويلات متناحرة، من خلال بثّ فتن الطائفية بين أبناء المذاهب الإسلامية». ولفت الى «تدمير الاقتصاد العراقي وإفلاس ميزانيته وإثقال البلد بالديون لمافيات صندوق النقد الدولي، التي مرت بمراحل متسلسلة ابتدأت بسياسيين فاشلين جاءت بهم الإدارة الأميركية لحكم العراق من أجل أن يمرروا سياستها التدميرية».
مشاركة :