شهد ريف اللاذقية الشمالي في غرب سورية، معارك كر وفر جديدة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وسط معاودة الطرف الأول تقدّمه واسترجاعه مناطق كانت المعارضة قد انتزعتها منه قبل أيام، وسيطرته على مزيد من القرى والمواقع والتلال وبعضها يُعتبر استراتيجياً. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا)، أن اشتباكات عنيفة تدور على محاور عدة في جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية الشمالي، «بين الفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من طرف، وغرفة عمليات قوات النظام والتي يشرف عليها ضباط روس وتضمّ حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث ومسلّحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من طرف آخر». وأشار إلى أن قوات النظام حققت «تقدماً جديداً... وسيطرت على قرى خان الجوز والغنيمية والحور وبرج الرحملية وتلة وسد برادون، إضافة إلى منطقة السكرية»، موضحاً أن السيطرة على سد برادون تحرم المعارضة من القدرة على قصف مدينة اللاذقية بالصواريخ التي كانت تُطلق من محيط السد. ولفت المرصد إلى أن تقدّم النظام ترافق مع قصف مدفعي عنيف وغارات روسية متواصلة على مواقع المعارضة، التي كانت قد تمكنت في الأيام الماضية، من استعادة المبادرة واسترجاع العديد من المناطق في جبلي الأكراد والتركمان بعدما وصلتها تعزيزات من فصائل «جيش الفتح» من محافظات قريبة. أما وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية، فأوردت أن الجيش النظامي بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية، «وسّع من نطاق سيطرته في محيط بلدة سلمى في ريف اللاذقية الشمالي... وأحكم سيطرته الكاملة على جبل الكالوكسي وكتف القاموع، شمال شرقي مدينة اللاذقية، بنحو 48 كلم». ونقلت «سانا» عن «مصدر عسكري» أيضاً، «أن وحدات من الجيش فرضت سيطرتها على قرى الغنيمية وخان الجوز والعوينات والقلايع وبيت سكر وبيت ريحه وبرادون، شمال غربي بلدة سلمى». أما «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله» اللبناني، والذي يقاتل إلى جانب النظام، فأشار إلى أن «الجيش السوري يتقدم من جهة بلدة السكرية باتجاه بلدة ربيعة في ريف اللاذقية الشمالي وسط اشتباكات عند مشارفها مع المجموعات المسلّحة، تستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة». وتُعدّ بلدة ربيعة معقلاً أساسياً لفصائل المعارضة في جبل التركمان، على غرار بلدة سلمى التي سيطر عليها النظام قبل أيام، والتي كانت قاعدة أساسية للمعارضة في جبل الأكراد. وفي محافظة إدلب المجاورة، قال المرصد إن طائرات حربية يُرجّح أنها روسية، نفّذت غارة قرب منطقة باب الهوى بريف إدلب الشمالي، قرب الحدود السورية - التركية. وفي شمال سورية، تحدّث المرصد عن «اشتباكات متقطّعة تدور بين قوات النظام والمسلّحين الموالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، وجبهة النصرة وتنظيم جند الأقصى والفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى، في محيط حرش بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي الغربي... ومعلومات عن قتلى من قوات النظام والمسلّحين الموالين لها». كما أورد المرصد معلومات عن اشتباكات دارت فجراً بين «وحدات حماية الشعب» الكردية من جهة، والفصائل الإسلامية و «جبهة النصرة» من جهة أخرى، في محيط دوار الجندول ومنطقة الشقيف بمدينة حلب، إثر هجوم شنّه الطرف الأخير على المنطقة «ترافق مع قصف الفصائل الإسلامية مناطق في حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة وحدات حماية الشعب». أما في محافظة الرقة، فتحدّث المرصد عن غارات بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة على مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في سورية، مضيفاً أن «الغارات المكثفة استهدفت مناطق المشلب ومناطق قرب مستشفى السلام ومنطقة سيف الدولة وأماكن أخرى في مدينة الرقة، وأدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم سيدة و3 أطفال على الأقل». كذلك، أشار المرصد إلى معلومات عن مقتل ما لا يقل عن 12 عنصراً من تنظيم «داعش» نتيجة إصابتهم في غارات شنّتها طائرات حربية ليلاً على منطقة معدان، التي تُعتبر معقلاً للتنظيم في ريف الرقة الشرقي عند الحدود الإدارية مع دير الزور، والتي أتبعها «داعش» إدارياً بـ «ولاية الخير». ولفت المرصد إلى أن التنظيم نقل أخيراً إلى هذه المنطقة «أسرى ممن تم اختطافهم من منطقة البغيلية بالقسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور خلال الأسبوع الفائت»، والتي استولى عليها «داعش» بعد معارك عنيفة مع قوات النظام. في غضون ذلك، أورد المرصد أن طائرات حربية نفّذت غارات عدة على أحياء التكايا والشيخ ياسين والكنامات في مدينة دير الزور (شرق)، مشيراً إلى معلومات عن مقتل 30 شخصاً في ضربات جوية أخرى على قرية الطابية الجزيرة وعلى بلدة الخريطة حيث قُتل خمسة أشخاص هم رجل وزوجته و3 أطفال. كذلك، أشار المرصد إلى غارات عدة في محيط قرية عياش بريف دير الزور الغربي. وفي وسط سورية، لفت المرصد إلى تنفيذ طائرات حربية قد تكون روسية، غارات على مناطق في قرية حربنفسه بريف حماة الجنوبي، «ترافقت مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلّحين الموالين لها من جهة، وجبهة النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط القرية». وفي محافظة حمص المجاورة، قال المرصد إن فصائل المعارضة حققت تقدماً في محيط قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي. وفي محافظة ريف دمشق، أفاد المرصد بأن تنظيم «داعش» استهدف تمركزات لقوات النظام في منطقة اللواء 128 في القلمون الشرقي، فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام وبين الفصائل الإسلامية «إثر هجمات معاكسة من كل طرف على مواقع الطرف الآخر، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وأوردت مواقع إخبارية معارضة، في هذا الإطار، معلومات متقاطعة عن تمكّن فصائل المعارضة من تحقيق تقدّم في معارك عنيفة جرت في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، فيما واصل النظام القصف الجوي العنيف على الغوطة الغربية في إطار محاولته فصل داريا عن المعضمية. وفي جنوب سورية، جرت عملية تبادل بين قوات النظام وجبهة مقاتلة في ريف درعا، تضمّنت تسليم جثتين لعنصرين من قوات النظام، أحدهما ملازم، كانا قد قُتلا في وقت سابق في الاشتباكات الدائرة في بلدة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي، في مقابل الإفراج عن مواطنة على الأقل اعتقلتها قوات النظام في وقت سابق. خبراء روس يتفقدون مطار كويرس العسكري على صعيد آخر، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن فريقاً من الخبراء الروس يضم أكثر من 15 خبيراً وعسكرياً، وصل إلى مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي والذي تمكنت قوات النظام مدعمة بـ «حزب الله» اللبناني ومقاتلين إيرانيين ومن جنسيات سورية وعربية وآسيوية من توسيع نطاق سيطرتها في محيطه خلال الأسابيع الماضية. وأضاف أن الوفد الروسي جاء لتقويم إمكان استخدام المطار كقاعدة جوية لإقلاع وهبوط الطائرات الحربية الروسية في العمليات العسكرية على الأراضي السورية، مشيراً إلى أنه «يصعب استخدامه في الوقت الراهن بسبب حاجته إلى صيانة مدرجه والمرافق في داخله». وفك النظام أواخر العام الماضي حصاراً فرضه «داعش» لأكثر من سنتين على مطار كويرس، وهو يوسّع حالياً انتشاره في ريف حلب الشرقي، وسط مقاومة عنيفة من «داعش». وأشار المرصد، في إطار مرتبط، إلى أن «من المنتظر أن تبدأ الطائرات الروسية خلال الأيام والأسابيع المقبلة استخدام مطار القامشلي الذي بات جاهزاً لعمليات إقلاع وهبوط الطائرات الحربية، في حين لا يزال يحتاج إلى مزيد من التحصين»، لافتاً إلى أن فريقاً من الخبراء الروس وصل أيضاً إلى مطار القامشلي «لاستطلاع جاهزيته وما يستلزم لتطويره واستخدامه». كما لفت المرصد إلى أن مطار المزة العسكري في الغوطة الغربية لدمشق خرج من الخطط الروسية لاستخدامه أيضاً قاعدة لانطلاق الطائرات الحربية وذلك «بعد فشل قوات النظام والمسلحين الموالين لها بتأمين محيط المطار القريب من داريا بغوطة دمشق الغربية». وكان المرصد أورد أواخر العام الماضي أن القوات الروسية تعمل على توسيع مطار الشعيرات العسكري الواقع بالريف الجنوبي الشرقي لمدينة حمص، لاستخدامه كقاعدة لانطلاق طائراته المشاركة في العمليات القتالية في محيط تدمر وريفها بريف حمص الشرقي. ويستخدم سلاح الجوي الروسي حالياً مطار حميميم على الساحل السوري في اللاذقية كقاعدة أساسية في عملياته التي بدأت في 30 أيلول (سبتمبر) العام الماضي. سوري موقوف في ألمانيا متورط بـ «جريمة حرب» وفي برلين (أ ف ب)، أعلنت النيابة العامة الألمانية الجمعة اعتقال سوري ينتمي على ما يبدو إلى «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، للاشتباه في ارتكابه «جريمة حرب»، مؤكدة أن هذا الرجل كان يتولى حراسة مخطوف هو موظف مع بعثة الأمم المتحدة في الجولان. وأوضحت النيابة «تفيد نتائج التحقيق، أن الشخص الموقوف ينتمي إلى مجموعة مسلحة (مرتبطة بجبهة النصرة) وشارك بين آذار (مارس) وحزيران (يونيو) 2013 في حراسة» المخطوف وهو موظف مع بعثة الأمم المتحدة في الجولان اختطف قرب دمشق في شباط (فبراير) 2013. وبحسب النيابة فان الشخص الذي اعتقل هو سوري في الرابعة والعشرين من عمره عرف باسم «سليمان ا.س» وقد أوقف في شتوتغارت (جنوب غرب) بموجب مذكرة توقيف صادرة في 14 كانون الثاني (يناير). والضحية موظف في الأمم المتحدة تمكن من الهرب في تشرين الأول (أكتوبر) من السنة نفسها بحسب البيان الذي لم يعط أي توضيح عن هويته. وقالت النيابة: «إن الخاطفين وجهوا مرات عدة تهديدات بالموت إلى الضحية وحاولوا من دون نجاح الحصول على فدية». لكن البيان لا يوضح متى وصل المشبوه إلى ألمانيا.
مشاركة :