إن النظام الغذائي من أهم العوامل التي تساعد الأشخاص على التمتع بحياة صحية جيدة، حيث أن الطعام له تأثير كبير على الصحة العقلية والجسدية للإنسان. ويمكن أن تساعد الأطعمة على تحسين الحالة المزاجية والنفسية للأشخاص، الذين يواجهون مشكلات صحية عند تغير المناخ والأجواء المحيطة بهم. ويشير الأطباء إلى أن اختلاف الفصول الأربعة، يمكن أن يؤثر على تغير مزاج الأشخاص لدرجة شعورهم أحيانا بالقلق والتوتر الذي يؤدي بهم الى شكل من أشكال الاكتئاب. وتسمى هذه الحالة بالاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، والتي تحدث لبعض الأشخاص من خلال اختلاف الفصول السنوية. وتقول أخصائية التغذية ناتالي أولسن، إن بعض الإضافات إلى النظام الغذائي، يمكن أن تساعد على الشعور بالتحسن خلال الأيام الأقصر والأبرد والأكثر قتامة؛ وفقا لموقع بزنس إنسايدر. وأكدت ناتالي أولسن، أن تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، مثل الأسماك، والمكسرات، الأطعمة الغنية بالألياف، يمكن أن يساعد في تقليل الالتهابات في الجسم. وأضافت، أن مثل هذه الأطعمة يمكن أن يساعد على الشعور بالتحسن بشكل عام، وخاصة خلال اختلاف الفصول السنوية. وتابعت، إن الأطعمة ذات الخصائص المضادة للالتهابات أساسية مع تغير الفصول، حيث أن الإجهاد والمشاعر السلبية يمكن أن تؤدي إلى حدوث التهاب في الجسم، ما يخلق حلقة مفرغة. وتوصي أولسن، بتناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية المتواجدة بكثرة في الأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل والرنجة. كما أوصت بمحاولة الحصول على حصتين في الأسبو ع من اكل الأسماك، فإذا كنت لا تأكل السمك، أضف المكسرات إلى وجباتك. وتقول، إن ثاني أفضل التوصيات للأطعمة الغنية بالأوميجا 3، هي تناول المكسرات والبذور، وبذور الكتان وبذور الشيا، فجميعها مصادر رائعة للأوميغا 3، وتساعد في تقليل الالتهاب. وأشارت إلى أن الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفول والشوفان، يمكن أن توفر خصائص رائعة مضادة للالتهابات. وأوضحت أن الألياف القابلة للذوبان تذوب في الماء مكونة مادة شبيهة بالهلام، تلتصق بالسموم في الجسم التي يمكن أن تزيد الالتهاب والكوليسترول. كما أن الألياف القابلة للذوبان، تعمل على تغذية البكتيريا الموجودة في أمعائنا، كما يخلق ميكروبيوما صحيا. وقالت أولسن، إن أمعائنا تنتج هرمونات “سعادة” مثل السيروتونين، والدوبامين وحمض غاما أمينوبوتيريك (GABA)، وهي هرمونات مهمة لتنظيم مزاجنا. وتابعت، يجب أن نولي اهتماما خاصا للسكر المضاف مع تغير الفصول، لأنه يمكن أن يؤدي إلى تحطم نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى زيادة الالتهابات في الجسم. وشرحت أولسن، أن 15غ من السكر المضاف سيؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، ويسبب التهابا بأكثر من 15غ من السكر الموجود في الفاكهة. وقالت، إن الفاكهة تحتوي أيضا على فيتامينات ومعادن وألياف، ما يجعلها أفضل بكثير بالنسبة لك، من الأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف في الغالب. وأوصت باختيار اللحوم الخالية من الدهون لتجنب المواد الكيميائية التي تؤثر على الحالة المزاجية، وأن معظم الذين يتناولون اللحوم عادة ما يحصلون على ما يكفي من البروتين يوميا. وأكدت خبيرة التغذية، على أن المشكلة تأتي غالبًا، عندما يأكل الناس لحوما مصنعة ومرتفعة الدهون. وقالت، إن اللحوم التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والهرمونات والمضادات الحيوية، يمكن أن تسبب أيضا التهابا في جميع أنحاء الجسم، وتؤثر على مزاجك. وذكرت أخصائية التغذية ناتالي أولسن، قائلة: “إن صحة أمعائنا، والحفاظ على صحتها، هي واحدة من أفضل الأشياء الأساسية التي يمكننا القيام بها، للتغلب على الاضطراب العاطفي الموسمي بطريقة تشعرنا بالرضا حقا”.
مشاركة :