رونالدو كرستيانو الذي كان يحلم اللاعب السعودي بأخذ صورة معه في أحضان أوروبا الباردة، بات أقرب للمشجع في ملعب الملز من أي مشجع في أيٍ من ملاعب القارة العجوز، فإن كان يعتقد البعض وجود لاعب بحجم كرستيانو في نادٍ سعودي بهذا المبلغ الكبير، وهو بهذا السن الكبير، أنه لأمور فنية بحتة فنظرته ـ مع احترامي ـ قاصرة، فهناك دواعٍ للجذب والسياحة، للوي أعناق العالم لبلد الحضارات والقيم ليتعرفوا على كنوز المعرفة والثقافة الدينية والسياسية والأخلاقية التي تميزنا عن العالم بهويتنا التي نعتز بها ونثق بأنها الأفضل، وأنها ستقنع الجميع بجمالها ورقيها وأناقتها عند كل من يقترب منا ليتعرف علينا أكثر، لكن لو بقينا بنفس المكان نلف حول أنفسنا لنجابه غضاضة الإعلام العالمي، وظلمه لنا، لجهله بنا، بوسائلنا التقليدية التي لا تجذب إليها إلا من يحبنا وينتمي إلينا فكراً وعقيدةً ولغةً ودماً، فإننا لن نصل للعالم كله، والذي يدعونا المال والاقتصاد والقوة والسلاح للوصول إليهم، لذا يجب ومن مبدأ المداراة التي لم ينهانا ديننا عنها، بل أنها كانت إحدى ركائزه في الصدر الأول من الإسلام، حينما تعامل مع كل الأديان والأطياف، ليصل إليهم بحجته القوية وبكلمته السمحة الطيبة، وبتجارته وتعاملاته العادلة الراقية، التي أبهرت الشعوب حينها فدخلوا في الإسلام أفواجا. كم نحتاج لأكثر من رونالدو وقيمته العالمية ليتعرف العالم بأجمعه على شعبٍ سعوديٍ راقٍ وأنيق وذي خلقٍ عظيم، في أجواء التسامح والمحبة وأناقة المكان وجماله الباذخ، في زمن صار حتى الأمن فيه بمقابل، بينما الأمان عندنا طبيعة تمشي على الأرض، بسبب قوانين البلد التي هي بالأصل قيمٌ نمارسها في المسجد والبيت، والعمل والممشى، والحديقة والملعب، بل في كل بقاع الأرض التي نسير فيها. إذاً فحيهلا بولد البرتغال في فريقه الجديد، ونتمنى أن نرى قريباً البرغوث الأرجنتيني والظاهرة العالمية الأخرى ليونيل ميسي متمايلاً بخفته الحركية الفنية، داخل أروقة الهلال، ونيمار البرازيل موقعاً مع أنمار قادماً للاتحاد، وهكذا نتمنى أن نرى النجوم الذين لايخدش وجودهم للحياء باباً، بيننا يلفتون العالم لنا، ولأخلاقنا، وتعاملاتنا، وسياحتنا، حتى نستفيد من ملايينهم مليارات المليارات والتي لايمكن حسبتها إلا عند المتخصصين في هذا العلم. ختاماً على النصراويين أن يعلموا بأن ظاهرة ككريستيانو بهذا العمر لم يأتي ليمزق شباك الخصوم ليعاملوه ك(تاليسكا وأبوبكر ومادو وغريب والعمري) وإنما لابد أن تكن لائحته مختلفة عنهم، فوجوده في دورينا أكبر من أنه تواجد رياضي فحسب، لذلك على لاعبيهم أن يعو ذلك مبكراً ولا يستاءوا إن لعبوا ديربي في الرياض أو كلاسيكو بجدة والظاهرة يحضر حفلاً في شتاء طنطورة بعيداً عن حراج بن قاسم. وكذلك الكلام ينساق للهلال، فإن حضر ميسي فلا يعتقد البليهي أنه جاء لأجل أن يكن ضيفاً في سناباته، فالموضوع أكبر من ذلك، وعلى المنظومة الرياضية أن تتفهم وتتعاون لإنجاح مشروع التعريف بأعظم بلد على وجه الأرض. توقيعي في زمن السرعة والمصالح، إن تعرّف (قلبك) مرةً على من يحبه، فلا تفقده إياه، بسبب العودة للتعرف عليه من جديد..! @shumrany