أدانت للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس الشرقية وقاضي قضاة فلسطين، الأربعاء، "اعتداء" متطرفين إسرائيليين على مقبرة مسيحية. وقال رئيس الأساقفة الأنچليكاني في القدس المطران حسام نعوم، في مؤتمر صحفي بالمقبرة: "تلقينا أخبارا صعبة عن تكسير شواهد قبور وصلبان وبعض الصور الموجودة على القبور". وأضاف: "هذا ليس فقط عمل جبان، وإنما أيضا مقزز ويرفضه أي إنسان فيه قطرة دم إنسانية ويظهر خطاب كراهية واضح للمسيحيين في مدينة القدس وهو أمر نرفضه رفضا كاملا". وأشار نعوم إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الاعتداء، فقبل 9 سنوات وقع اعتداء مماثل على هذه المقبرة وشاهدنا أنه عندما لا يتم التعامل مع أمر ما بطريقة ملائمة فإن من الممكن ان يتكرر مرات". وقال: "نحن نأمل أن لا يتكرر هذا الأمر لأن مدينة القدس هي مدينة المقدسات وعلى كل العالم أن يعلم أننا نمر بظروف صعبة نواجه فيها تطرف ديني". وأردف نعوم: "نتمنى على السلطات الإسرائيلية أن تقوم بمسؤوليتها في اعتقال الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل الجبان حتى لا يتكرر". وأفادت الكنيسة الأسقفية في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه: "في وقت ما خلال عطلة رأس السنة الجديدة اقتحم المخربون المقبرة البروتستانتية التاريخية على جبل صهيون، حيث حطموا عن قصد وبلا هوادة أكثر من 30 شاهد قبر، العديد منها تاريخي". وأضافت: "كشفت لقطات كاميرات أمنية لاحقًا أن هذه الجرائم وقعت يوم 1 يناير/كانون الثاني وأن الجناة عددهم اثنين على الأقل، وكلاهما شاب يرتدي الكيباه (القلنسوة التي يضعها المتدينون اليهود على رؤوسهم)". وقال نعوم: "الفكرة هي أن الناس الذين يعيشون سويا من الديانات الثلاث أن يعرفوا كيف يعيشون مع بعضهم البعض باحترام واحترام حرية العبادة والمقدسات، هذا هو مطلبنا ولا نطلب المستحيل بمعنى حقوق إنسان وحقوق أديان التي يعترف بها العالم أجمع بموجب القوانين الدولية". وكانت الشرطة الإسرائيلية قالت في بيان أرسلت نسخة منه للأناضول، الثلاثاء: "تلقت الشرطة بلاغا عن تشويه عدد كبير من شواهد القبور في المقبرة البروتستانتية بالقرب من جبل صهيون في القدس". وأضافت: "حضرت عناصر من الشرطة إلى مكان الحادث ولاحظت الأضرار التي لحقت بها، وبدأت الشرطة التحقيق". وتابعت الكنيسة: "كانت العديد من الصلبان الحجرية أيضًا أهدافًا للمخربين، مما يشير بوضوح إلى أن هذه الأعمال الإجرامية كانت مدفوعة بالتعصب الديني والكراهية ضد المسيحيين". بدوره ندد قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، باعتداء متطرفين إسرائيليين على المقبرة المسيحية. وقال في بيان وصل الأناضول: "هذا الاعتداء يمثل العقلية العنصرية والهمجية التي تتحكم في دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي لا تفرق بين مسلم ومسيحي أو بين الأحياء والأموات، فالكل مستهدف في نظر هؤلاء الذين يهدفون لإخلاء المدينة المقدسة من أهلها الأصليين من المسلمين والمسيحيين على حد سواء". وطالب الهباش العالم المسيحي، وخاصة الفاتيكان والكنائس المسيحية كافة في العالم، بالوقوف في وجه عقلية الإجرام التي تستهدف المحرمات والمقدسات. ومنذ عدة سنوات يهاجم متطرفون إسرائيليون أماكن دينية إسلامية ومسيحية وممتلكات فلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية والمدن والبلدات العربية في إسرائيل تحت مسمى "تدفيع الثمن".
مشاركة :