من ايام الطيبين فى المدينه المنوره – هطول الامطار وجريان السيول فى طيبه الطيبه

  • 1/4/2023
  • 21:26
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته منذ اكثر من خمسة عقود مضت ونحن صغار ولم نبلغ سن المراهقه .نسعد بهطول الامطار وننتشى بمائها بالتعمد الوقوف فى مواقع مكشوفه سواء فى اسطح المنازل وعند انشغال الاهالي بتعديل وتنظيف مزاريب (مرازيب )تصريف مياه الامطار من الاسطح كما كنا نسميها وبعض الاحيان مشاركة الجيران فى فتح قنوات لتجميع المياه من امام المنازل باتجاه بالوعة الحى كنا نسميها (بياره)اكرمكم الله. نزول المطر يدخل على قلوبنا الصغير السعاده تجدنا ننشد بكلمات خاصه لنزول المطر (يا مطره حطى ..حطى..على قريعة ..بنت اختى..بنت اختى جابت ولد ..سمته عبدالصمد.. ووووو) وتكملة النغمه الجماعيه الجميله. وكنا نخاف ونقلق من اصوات الرعد ،،وكنا نعتقد ان من يلبس لباس او غطاء يحتوى على اللون الأحمر سوف تصيبه الصاعقه فيموت ،ولا اعلم مصدر هذه الاشاعه كذلك من لديه مذياع (راديو)يوقف تشغيله لسببين الاول تفاديا لجلب الصواعق كما يشاع والأخر وجوب الدعاء عند هطول الامطار وتسمع البعض من كبار السن السنتهم تلهج بالدعاء وهم فى منتهى الفرح والسعاده ،وتسمع منهم بعض الكلمات الجميله اضافة الى الدعاء والشكر الله تعالى بما انعم علينا من رحمته بنزول المطر وبقولهم امطار خير وبركه (انستنا رحمة ربنا ) وكانت وجبات الطعام لها مذاق خاصة عند البعض بأعداد رز وعدس وسلطة الحمر والسمك المقلي او رز الصياديه بالسمك ، والبعض يفضل السمك الناشف المملح مع العدس والملاحظ تكافل الجيران بمساعدة بعضهم البعض بتجريف العوائق الطينيه والحجاره ان وجدت فى طريق الماره من مستخدمى الطريق لدخول الحى او الخروج منه كذلك الأطمئنان وتفقد احوال الجميع خاصة ان كان من بين الجيران ايتام او ارامل او كبار فى السن يصعب عليهم القيام بخدمة انفسهم عند حدوث عوائق او حوادث داخل المنزل لاسمح الله ،،وكانت غالبية البيوت توجد داخلها آبار للمياه ولاكنها غير صالحه للشرب فقط للغسيل والتنظيف وعند نزول المطر يلاحظ ارتفاع منسوبها من المياه ،،ومن المشاهد الباقيه فى الذاكره. مشهد نزول قطرات من من مياه الامطار من سطح المنزل الى داخل الغرف من خلال السقوف فنضطر لوضع بعض الاواني المنزليه من قدور وسطول وكل ما ينفع لتجميع المياه الساقطه علينا من سقوف غرف المنزل ،،لان السقوف مصنع من الاتربه والحجاره من الاعلى وجزوع النخيل والخصف المصنع من سعف النخيل ،،وكل موسم عند نزول الأمطار تكرر نفس الحاله المذكوره على الجميع ،وبعد توقف المطر وانقشاع السماء من السحب وتطل الشمس بالوانها الذهبيه يتم نشر كل ما اصابته الامطار على اسطح المنازل تحت اشعة الشمس ليعاد استخدامها بعد جفافها من آثار مياه الامطار. ومن اسعد اللحظات التى نقضيها مع والدينا او احدهما مرافقتهم بوسيلة نقل الى غرب المدينه عند سد وادي عروه لمشاهدت السيول وقوة اندفاعها وبكميات كبيره جدا وبعد ذلك بايام نذهب الى شرق المدينه سد وادي العاقول الكبير فى مساحته ونشاهد بحيره من مياه الامطار المنقوله من خارج المدينه اضافة الى امطار المدينه  وتمكث تلك السيول فترة من الزمن قبل ان تجف ،،تجد الأهالي يتقاطرون للذهاب للاستمتاع بمناظر مياه السيول والبعض يجلب معه وجبات الغداء ليتناولها مع افراد اسرته على ضفاف مياه السيل بمسافه آمنه وبعض المدارس تنظم رحلات لطلابها لمناطق وجود السيول فى عروه والعاقول لأنها الاكثر فى تجمع وكثافة المياه ،،والذهاب الى تلك المواقع غالبا عصرا ورحلات المدارس صباحا والجميع يغادر عند غروب الشمس ،ومن الملاحظ عدم السماح بالسباحه لخطورة السباحه فى مواقع السيول مما تسبب فى غرق ووفاة البعض رحمهم الله وكانو من صغار السن وفى سن الشباب خاصة سد وادى العاقول لأن طينته لزجه وتعيق من يريد المجازفه بالسباحه فى سيلها. ايام سعيده مملؤه بالمحبه والتقدير والتعاون والإيثار على الانفس مهما كانت الظروف المعيشيه والتى كانت تقريبا متشابهه رحم الله من كانوا معنا وانتقلو الى جواره ونسأله تعالى ان يطيل فى عمر الباقين منهم لنشتم رائحة وعبق الماضي الجميل بتواجدهم بيننا ونكسب صالح دعائهم لنا بالهدايه والصلاح من رب العباد ،، ونسأله تعالى ان يعيد علينا وعليكم نزول الامطار سنين عديده ونحن وانتم فى بصحه وسلامه وبحفظ من المولى العلي القدير. والحمدالله رب العالمين للتواصل مع الكاتب 0554500414

مشاركة :