لا تزال ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح مستمرة في حصارها المطبق على جميع منافذ مدينة تعز، إذ شددت الميليشيات الانقلابية من حصارها بعد زيارة الوفد الأممي للمدينة، أول من أمس. وقال مصدر في المقاومة الشعبية في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية قصفت الأحياء السكنية بعد خروج الوفد الأممي بشكل عشوائي وهستيري بمختلف أنواع الأسلحة»، مع تنفيذها محاولات تسلل ومحاولات هجومية على الكثير من مواقع المقاومة في جبهات القتال، ولكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم أمام المقاومة والجيش الوطني. وأضاف: «شنت الميليشيات محاولاتها الفاشلة على جبهات القصر الجمهوري وجبهة حي الدعوة والكمب وعلى تبة الأرانب في الجبهة الغربية، بالإضافة إلى محاولاتهم التسللية إلى جبهة ميلات والكرساح في الضباب، لكنهم تمكنوا من استهداف مواقع للمقاومة بمديرية المسراخ». وسقط العشرات من الميليشيات الانقلابية جراء غارات التحالف التي تقودها السعودية على مواقع وتجمعات الميليشيات بمناطق متفرقة من المدينة ومحيطها، حيث تركزت على مواقع الميليشيات في سوفتل، ودمرت طقم ومخزن سلاح ومواقع أخرى في حوش مبنى البلدية في جولة القصر، استهدفت فيها دبابة، ومواقع أخرى في وادي عرش. وفي جانب آخر، دعت نقابة الصحافيين اليمنيين محافظ محافظة تعز الجديد، علي المعمري، الذي تم تعيينه من قبل الرئيس هادي، قبل أيام، بذل الجهود للإفراج عن الزملاء الصحافيين حمدي البكاري، مراسل قناة «الجزيرة» الإخبارية، وعبد العزيز الصبري، مراسل صحيفة «المصدر أون لاين»، وسائقهما، الذين اختطفوا قبل يومين وسط مدينة تعز. وأعلنت النقابة رفضها الزج بالصحافيين في الصراعات في الوقت الذي لا يزال 13 صحافيا معتقلين لدى ميليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة. ومن جانب بدأت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح تتراجع في الجبهات القتالية الحدودية مع السعودية، جراء تقدم قوات التحالف واستعادة مواقع كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، مما جعل عناصر القوات الخاصة الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح تنسحب من مواقع القتال وتعود إلى العاصمة صنعاء. ويأتي ذلك، بعدما شهد الشريط الحدودي مع السعودية بمديرية حرض، إحدى مديريات محافظة حجة الواقعة إلى الشمال الغربي للعاصمة صنعاء والتابع لإقليم تهامة، خلال اليومين الماضيين، مواجهات عنيفة بين قوات التحالف التي تقودها السعودية والقوات الموالية للشرعية، من جهة، وميلشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، من جهة ثانية، في الوقت الذي لا تزال قوات التحالف تحكم قبضتها على جبهة ميدي المجاورة والمتنزه والميناء الاستراتيجي وأجزاء من مدينة ميدي والشريط الساحلي الغربي. وعلى السياق ذاته، تمكنت قوات التحالف والقوات الموالية للشرعية من إعادة السيطرة على تبة البلبلة في أطراف مديرية حرض الممتدة إلى معاقل ميليشيات الحوثي في محافظة صعدة، شمال المدينة، التي تزامنت مع غارات التحالف التي شنتها على مواقع الميليشيات في مديرية حرض وغارات أخرى تركزت على تعزيزات عسكرية للميليشيات في مثلث عاهم. في المقابل، لا تزال المقاومة الشعبية بإقليم تهامة تصعد من هجماتها ضد مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح في مدينة الحديدة ومناطق إقليم تهامة، مما كبد الميليشيات الانقلابية الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد. وقال مصدر من المقاومة الشعبية في إقليم تهامة لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة استهدفت أمس القيادي الحوثي المدعو أبو مازن، في شارع زايد بالقرب من مصنع صلاح الدين بمدينة الحديدة، وأصابوه مباشرة بسلاح شخصي. القيادي أبو مازن يُعد المسؤول الأول عن التوجيه والتعبئة لمرتزقة ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، ويعمل على توزيع مسلحيهم إلى جميع الجبهات القتالية المختلفة. وأكد القيادي في المقاومة التهامية ومنسق مجلس شباب الثورة بمحافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، طارق سرور، خطورة فتوى المسن الثمانيني محمد المطاع، أبرز المنظرين الدينيين الحوثيين. وقال سرور إن فتوى المطاع تهدف إلى تعميق الشرخ الاجتماعي وتدعو إلى هدر دماء اليمنيين والمزيد من القتل والخراب بين أبناء اليمن، مما يشير إلى أن الفكر الديني لجماعة الحوثي متميز بالتطرف وتكفير من يخالف رأيهم ومذهبهم وعقيدتهم المتطرفة. ودعا طارق سرور، في حديث صحافي له، هيئة علماء اليمن إلى فضح هذه الفتوى وإعلان موقفهم منها. وكان المنظر الحوثي محمد المطاع قال في الذكرى الأولى لانقلاب ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح إن «الرئيس هادي ومؤديه (كفار)». إلى ذلك، كشفت «رصد»، وهي منظمة مجتمع مدني محلية بمحافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، ارتكاب ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح 2627 حالة انتهاك في الحديدة خلال عام 2015 الماضي. وتنوعت الانتهاكات، بحسب المنظمة ما بين قتل واختطاف واعتداء وتشريد ونزوح، وتهديد للصحافيين والإعلاميين والنشاطين الحقوقيين وغيرهم. وقالت «رصد» في بلاغ صحافي لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح ارتكبت هذه الانتهاكات في محافظة الحديدة خلال العام الماضي، منها 1959 حالة اعتداء بحق الأشخاص، و84 حالة قتل، 1049 حالة اختطاف بحق قيادات حزبية وشخصيات أكاديمية وتربويين وناشطين سياسيين وعسكريين ومدنيين منهم نساء وأطفال، إضافة إلى حالات التهديد للصحافيين والإعلاميين والنشاطين». وذكرت «رصد» أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح عملت على تفويض سلطات الدولة وقامت بالتدخل في مهام الدولة واستحداث نقاط تفتيش ومعسكرات تدريب، بالإضافة إلى الاعتداء على الحريات الإعلامية والسياسية. وقال غالب القديمي، عضو تحالف «رصد» لـ«الشرق الأوسط» إن «عام 2015 كان عامًا أسود عاشته محافظة الحديدة.. لقد هجرت الميليشيات الانقلابية مئات الأسر، وأصبح الآلاف منهم يعيشون تحت قط الفقر، بل إن تهامة اليوم أصبحت تعيش حالة يُرثى لها، فهناك أكثر من 80 شخصًا قتلتهم ميليشيات الحوثي والمخلوع بدم بارد، بينما تسببت بقتل أكثر من مائتي شخص بسبب تخزينها للأسلحة ووجود ميليشياتها في الأحياء السكنية».
مشاركة :