لم تصبح الأمور اعتيادية في تلك البقعة من العالم العربي، أتحدث عن منطقة الخليج تحديداً، فحجم النمو يفوق الخيال، وآفاق التطور أصبحت أسرع من إيقاع الزمن، والتطور ليس معنياً فقط بالشكل المبهر في العمران وشبكة الطرق المدهشة، بل في حياة البشر الناعمة، وسلوكهم المتحضر، وعلى الرغم من أنني عاصرت نهضة الإمارات، وعشت مراحل تطورها إلا أنني في زيارتي الأخيرة لامست قفزة أخرى، ربما لا تستطيع أن تعبر عنها الكلمات. القفزات الخيالية الخليجية تلاحقك، فبعد هذا المونديال التاريخي، الذي قدمته قطر، تأتي السعودية ومن خلال نادي النصر الملقب بـ«العالمي» لتأخذنا في منطقة أخرى، تدير بها رأس العالم بتلك الصفقة الخيالية مع كريستيانو رونالدو أحد أساطير كرة القدم، وبتلك المشاهد التي لا تصدق، والتي صاحبت حفل استقباله في الرياض، ونقلتها كل قارات العالم على الهواء، من خلال 40 قناة تلفزيونية، إنها صفقة العصر الذكية من السعودية، التي سحبت البساط الكروي من تحت أقدام كل أندية العالم، ومن رونالدو نفسه، الذي شعر كأنه يولد من جديد كونه إنساناً، يحظى باستقبال يفوق استقبال الرؤساء، وكونه لاعباً، تلاحقه كل أضواء الدنيا من جديد، بعد أن كادت أن تدير له ظهرها. كلمات أخيرة * كلمات محسوبة ومهمة تلك التي أدلي بها كريستيانو فور وصوله إلى الرياض: لقد أصبحت جزءاً من هذا البلد، هذه بداية مسيرة جديدة، وليست نهاية كما يظن البعض، سأسعى جاهداً للفوز والانتصار، وإمتاع الجماهير، وتغيير عقلية الجيل الجديد من الفتيان والفتيات. * هذه الجملة الأخيرة كانت في الصميم، فلكي ترتقي وتذهب إلى العالمية، لا بد من تغيير عقلية أهل الملاعب، لكي تواكب هذا الإبهار المحسوس، الذي تشهده المنطقة بأسرها. * عندما تبدأ دورة الخليج بالبصرة غداً نتمنى أن نجد انعكاساً في الملعب لتلك القفزات الهائلة، وأمنية خاصة للأبيض الإماراتي لكي يجدد العهد، وينطلق من جديد. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :