حماس تتريث في الردّ على زيارة بن غفير للأقصى بعد ضجيج من التهديدات

  • 1/4/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

غزة (الأراضي الفلسطينية) - عقدت حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى اجتماعات طارئة لمناقشة "الرد المناسب" على زيارة بن وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى، بحسب مسؤول في إحدى الفصائل. وقال مصدر في الغرفة المشتركة التي تضم الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية "الغرفة المشتركة في حال انعقاد دائم للتشاور حول رد المقاومة"، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل، فيما يبدو أن حماس اختارت عدم "الردود العاطفية"، بحسب ما يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر جمال الفاضي، مضيفا "لا تريد تصعيدا عسكريا جديدا وهي تتابع حاليا ردود الفعل الدولية والأميركية والعربية".                وخلال الليل الماضي، أُطلق صاروخ واحد من غزة سقط داخل الأراضي الفلسطينية المحاذية لحدود وسط القطاع مع إسرائيل. وقوبلت زيارة بن غفير لباحات الأقصى بإدانات واسعة لما ينظر إليه على أنه "تجاوز لخط أحمر، بينما "سرت مخاوف من أن تؤدي زيارة اليميني المتشدد بن غفير إلى اندلاع حرب جديدة، إذ أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة كانت حذّرت في وقت سابق من أن مثل هذه الخطوة ستكون "تجاوزا للخطوط الحمراء" وستؤدي إلى "انفجار في المنطقة". واعتبر الناطق باسم حماس حازم قاسم أن الزيارة "جريمة، واستمرار لعدوان الاحتلال الصهيوني على مقدّساتنا". وتوعّد في بيان بأن الشعب الفلسطيني "سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى". ويرى الفاضي أن حماس قد تكون أبدت ضبط النفس في البداية لأنها "لا تريد مزيدا من الصعوبات للمواطنين وتبحث عن التخفيف عنهم" في القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مشددا منذ 2007. ويقيم في القطاع، وهو شريط ساحلي ضيق، أكثر من 2.3 مليون شخص نحو ثلثيهم لاجئون معظمهم فقراء. ويقع المسجد الأقصى وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، في الجزء الشرقي من مدينة القدس التي ضمتها إسرائيل. ويعتبر اليهود باحة المسجد التي يطلقون عليها اسم "جبل الهيكل" أقدس موقع في ديانتهم. وزار بن غفير الذي يعيش في مستوطنة في الضفة الغربية الأقصى عدة مرات منذ دخل البرلمان في أبريل/نيسان 2021 وهو يطالب بإدخال تغييرات على إدارة الموقع للسماح لليهود بالصلاة فيه. كما يدافع عن ضمّ إسرائيل الضفة الغربية حيث يعيش ما يقرب من 2.9 مليون فلسطيني و475 ألف إسرائيلي في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير قانونية. وأدانت الدول العربية الزيارة، بينما دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس والحفاظ على وضع المسجد الأقصى الحالي حيث يحظر القانون على اليهود الصلاة. ويقول محللون إن تحرّك بن غفير يشكّل أول اختبار للحكومة الجديدة التي يترأسها بنيامين نتنياهو. ومن الدول التي أدانت الزيارة، البحرين والمغرب والإمارات العربية المتحدة التي أقامت مؤخرا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن بلاده "قلقة للغاية" بعد خطوة بن غفير التي اعتبر أنها "قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وإثارة العنف". وتذكّر خطوة بن غفير بزيارة في عام 2000 قام بها زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون واندلعت على إثرها الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت حتى عام 2005. بعد جهود قادتها الأمم المتحدة ومصر وقطر، أصدرت إسرائيل خلال العام الأخير بضعة آلاف من تصاريح العمل لسكان قطاع غزة، بدت كأنها عنصر ساهم في التهدئة بينها وبين حركة حماس. رغم ذلك، يشدّد الأكاديمي الفاضي على أن "تكرار بن غفير اقتحام المسجد الأقصى سيشكل استفزازا كبيرا للفلسطينيين وللأمة الإسلامية والعربية"، موضحا أن ذلك "سيخلق مزيدا من التوتر في الساحة الفلسطينية نحو التصعيد وستكون ردود عسكرية لحماس والمقاومة". وحذّرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليسارية من أن اللحظة الحاسمة والحساسة ستكون يوم الجمعة عندما يؤدي آلاف المسلمين صلاة الظهر في باحات المسجد الأقصى. في مايو/ايار 2021، اندلعت حرب دامية استمرت 11 يوما بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد مواجهات عنيفة بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات الأقصى وأماكن أخرى في القدس الشرقية. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيثير قضية زيارة بن غفير للأقصى في الأمم المتحدة، بينما تجتمع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (برئاسة عباس) الخميس القادم في رام الله "لمناقشة التصعيد الاحتلالي واقتحام بن غفير للمسجد الأقصى"، بحسب أمين سر اللجنة حسين الشيخ. وتقول المحللة السياسية نور عودة "لم تعد هناك أوراق للعب" بيد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بل هي تعتمد على ردود فعل الدول العربية، مضيفة أن المسؤولين في منظمة التحرير "يدركون أنه كلما طال هذا الوضع، كلما كانت صورتهم سلبية"، معتبرة أن بن غفير "يخلق وضعا يفاقم بالفعل الوضع المتوتر جدا على الأرض"، محذرة من انفجار الوضع اذ "لا أحد يعرف كيف سيبدو هذا الانفجار، أو متى يحدث". وقتل في العام الماضي أكثر من 230 فلسطينيا و26 إسرائيليا، معظمهم في الضفة الغربية.

مشاركة :