جدة -; واس: شهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، اليوم حفل إعلان أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل للعام 1444هـ- 2023م. وأوضح أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيّل أن لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل بفروعها الخمسة “خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم”، عقدت سلسلة من الجلسات تخللها الاطلاع على الأعمال المرشحة وتقارير المحكّمين. ومنحت “جائزة خدمة الإسلام” لهذا العام بالتشارك مع كل من: أستاذ الدراسات الإسلامية (سابقًا) في جامعتي ميونجي وهانكوك للدراسات الأجنبية في جمهورية كوريا الجنوبية رئيس صندوق هبة الإسلامي الكوري الدكتور تشوي يونج كيل -حامد، ورئيس المجلس الدائم لصندوق التضامن الإسلامي، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في النيجر فضيلة الشيخ السفير ناصر بن عبدالله الزعابي. وقد منح الدكتور حامد تشوي الجائزة لمبررات منها ترجمته لعدد كبير من الكتب الإسلامية المتميزة بالجودة والدقة والوضوح، وسلامة اللغة ورصانة الأسلوب، التي أسهمت في نقل المعرفة عن أجزاء مهمة من الثقافة الإسلامية إلى مجتمعات الشرق الأقصى، وبالتحديد إلى الشعوب المتحدثة باللغة الكورية؛ ومن هذه الكتب ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الكورية بتكليف من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وكتب أخرى منها: الأربعون النووية، ورياض الصالحين، ومختصر صحيح البخاري، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، وكتاب النبي محمد، وكتب أخرى تعنى بتعليم الكوريين اللغة العربية، تدرس في عدد من الجامعات الكورية، بالإضافة إلى جهوده الدعوية، المتمثلة في إلقاء العديد من الدروس والمحاضرات، وتنظيم الدورات للتعريف بالإسلام والدعوة إليه، وتدريسه اللغة العربية والعلوم الإسلامية في جامعتي ميونجي، وهانكوك للدراسات الأجنبية. كما يُعد الدكتور حامد من الشخصيات الدعوية البارزة الناطقة بغير العربية في قارة آسيا، حيث يتمتع بشخصية علمية رصينة، وانفتاح فكري، واعتدال ووسطية، مكنته من اختياره عضوًا في عدد من الجمعيات الإسلامية، بالإضافة إلى جهوده في رئاسة عدد من المؤسسات والمنظمات، والاتحادات، وعضويته في عدد آخر من المجالس التي تعنى بشؤون المسلمين فهو رئيس صندوق هبة الإسلامي الكوري، كما عمل أمين اتحاد المسلمين الكوريين ورئيس مجلس إدارته، وعضو المجلس الإقليمي للدعوة الإسلامية بمنطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي، وعضو في المجلس الأعلى العالمي للمساجد برابطة العالم الإسلامي، وحصوله على عدد من الجوائز منها: جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة عن كتابه “النبي محمد”، وسام رئيس جمهورية كوريا الديمقراطية 2013م، وسام خدمة التعليم والتدريس من الحكومة الكورية 2014. فيما منح فضيلة الشيخ السفير الزعابي لمبررات منها: جهوده في العمل الخيري والإغاثي من خلال عضويته في عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية وتنظيمه وحضوره المؤتمرات والمنتديات والندوات ذات العلاقة بالعمل الخيري، وكان من ثمرة ذلك بناء عدد من المراكز الإسلامية، والمدارس، ومراكز التدريب، والمستشفيات، والمستوصفات، ورعاية آلاف الأيتام، وحفر مئات الآبار الإرتوازية، وإقامة عدد من السدود، والمشروعات الزراعية، ودعم كثير من المحتاجين في أفريقيا. كما عمل رئيساً للمجلس الدائم لصندوق التضامن الإسلامي بمنظمة التعاون الإسلامي، وشهد الصندوق خلال فترة رئاسته توسعاً وتنوعاً في نشاطاته، عادت بالنفع على الشعوب الإسلامية التي تعاني من الأمراض والأوبئة، والكوارث، وقد بلغ عدد المشاريع التي قدمها الصندوق (2775) مشروعاً شملت قطاعات تنموية، واجتماعيه، وتعليمية، واقتصادية، وطارئة بقيمة اجمالية قدرها 236.5 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى قيادته الحكيمة للجامعة الإسلامية في النيجر التي يرأس مجلس أمنائها منذ 2014م وتُعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في منطقة وسط أفريقيا، ومباشرته ميدانياً لأعمالها، وكذلك عضويته لمجلس إدارة الجامعة الإسلامية في أوغندا، وجهوده الكبيرة في دعم الجامعة التي حققت حضوراً تعليمياً قوياً في شرق أفريقيا، كما مُنح عدداً من الأوسمة تقديراً لجهوده في العمل الخيري. وفي “جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية”، قررت لجنة الاختيار للجائزة منح اللقب لهذا العام في موضوع “العمارة الإسلامية” للأستاذ في جامعة إدنبرة في إسكتلندا الدكتور روبرت هيلينبراند، البريطاني الجنسية، وقد منح الجائزة لمبررات منها: تميز أعماله بالشمولية الواسعة جغرافيًا وزمنيًا، حيث غطت شمال أفريقيا، ومصر، وفلسطين، ووسط آسيا، وامتدت من مراحل الإسلام الأولى حتى القرن التاسع عشر الميلادي، واستخدامه منهجية متميزة لدراسة العمارة الإسلامية، مصنفة حسب الشكل، والوظيفة، والمعنى، واتسام إنتاجه العلمي بالدقة، والتحليل، والمقارنة، ولذا يعد إضافة كبيرة، ومرجعية أساسية في مجال العمارة الإسلامية. أما “جائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب”، وموضوعها “السرد العربي القديم والنظريات الحديثة”، فقد فاز بها الأستاذ في جامعة محمد الخامس في الرباط الدكتور عبد الفتاح كيليطو، المغربي الجنسية، وقد منح الجائزة لمبررات منها: براعته في تأويل الأعمال السردية العربية القديمة بدراسات مكثفة أحاطت بها في شتى أنواعها، تمثله المناهج النقدية الحديثة تمثلاً إيجابياً، وعمله على تكييفها بما يناسب رؤيته التي اتصفت بالجدّة والطرافة، والإبداع، وبها ارتاد مناطق في السرد العربي القديم لم يلتفت إليها أحد قبله، وكذلك تميزه بالقدرة على تقديم السرد العربي للقارئ العام بأسلوب واضح ودقيق. فيما حصد “جائزة الملك فيصل للطب”، وموضوعها “الأوبئة وتطوير اللقاحات”، بالاشتراك كل من الأستاذ في جامعة هارفارد في أمريكا الدكتور دان هون بوروك، الأمريكي الجنسية، والأستاذة في جامعة أكسفورد في بريطانيا الدكتورة ساره كاثرين غيلبيرت، البريطانية الجنسية، حيث قدما إسهامات كبيرة في دراسة وتطوير اللقاحات التي تعتبر بالغة الأهمية للسيطرة على الأوبئة في الحاضر والمستقبل. وقد منح الدكتور دان هون بوروك، الجائزة لمبررات منها: إسهامه الرئيس في فهمنا لعلم المناعة والتسبب في العدوى الفيروسية، وتطويره لقاحات وإستراتيجيات علاجية جديدة ضد الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض المتعددة، المنتشرة عالمياً، بما في ذلك فيروس نقص المناعة المكتسبة، وفيروس زيكا، وجرثومة السِل، ومؤخرا كوفيد-19. أما الدكتورة غيلبيرت فقد منحت الجائزة لتطويرها تقنيات لقاح مبتكرة، وتطبيقها على الملاريا، والإيبولا، والإنفلونزا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ومؤخراً كوفيد-19، وقد حقق هذا اللقاح الأخير توزيعًا جغرافيًا واسعًا نظرًا لفعاليته وتكلفته المنخفضة، مما جعله في متناول مليارات الأشخاص. وبذلك تكون قد أسهمت بشكل كبير في المساواة في توفير اللقاحات في جميع أنحاء العالم. وأخيراً “جائزة الملك فيصل للعلوم” وموضعها “الكيمياء”، وحصدها بالاشتراك كل من الأستاذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في أمريكا الدكتورة جاكي يي-رو ينغ، الأمريكية الجنسية، والأستاذ في جامعة نورث ويسترن في أمريكا الدكتور تشاد ألكساندر ميركن، الأمريكي الجنسية. وقد منحت الدكتورة جاكي ينغ الجائزة نظراً لإسهاماتها في تصنيع المواد النانوية المتقدمة والأنظمة والتطبيقات، في التحفيز وتحويل الطاقة والطب الحيوي، وريادتها في تصنيع أكاسيد المعادن الانتقالية المسامية والصغيرة التي يسهل اختراقها عن طريق القوالب فوق الجزيئية، بالإضافة إلى جهودها في تطوير الكثير من المجالات العلمية، وبصورة خاصة في مجال الطب، حيث قامت بتطوير جسيمات نانوية بوليمرية تستجيب للمنبهات، وتسمح بإيصال الأنسولين لمرضى السكري، دون الحاجة إلى مراقبة خارجية لسكر الدم، وكذلك نجاحها في مواءمة تقنية النانو والطب التقني. أما الدكتور ميركن فقد منح الجائزة نظير جهوده البارزة في تقديم مفهوم الجسيمات النانوية من الذرات والحمض النووي لتكوّن روابط لإنشاء وتصميم المواد العيانية الوظيفية البلورية. وقد ساعدت هذه الإسهامات كثيراً في إثراء مجموعة أدوات الكيمياء والمواد، وتحديد العصر الحديث لتقنية النانو، وإسهامه في تأسيس مجالات جديدة في الكيمياء وعلم المواد، حيث قدم طرقًا جديدة للتفكير في البرمجة الكيميائية لتشكيل المادة، من خلال نموذج الاتصال التكميلي الخاص به. كما أعاد الدكتور صياغة قواعد التصميم الأساسية التي سمحت ببناء مئات الأنواع المختلفة من البلورات، حيث يمكن استخدام هذه الأنواع الضخمة من البلورات لتصميم وتوليف وفحص وتحديد البنى النانوية الجديدة مع أي خصائص كيميائية، أو فيزيائية مرغوبة، بالإضافة إلى اكتشافاته في مجالات عديدة منها التشخيص الطبي والعلاج، بينما يعد حمض النواة الكروي الذي صممه أساساً للعديد من الهياكل العلاجية الرائدة في التجارب السريرية البشرية، مما يوفر علاجات لتحسين الحياة ضد العديد من الأمراض. وهنأت الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل الفائزين، مقدمةً شكرها لأعضاء لجان الاختيار والخبراء والمحكمين على ما قاموا بـه من جهد كبير، ولكل من تعاون معها من المنظمات والجامعات والمؤسسات العلمية بالترشيح.
مشاركة :