التقى سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أمس الرئيس البوروندي بيار نكورونزيزا لمحاولة إقناعه بقبول نشر قوة أفريقية للسلام في بلاده، واستئناف المناقشات مع المعارضة، وذلك بعد ليلة جديدة من أعمال العنف في بوجمبورا. ويأمل سفراء الأمم المتحدة في أن يقنعوا الرئيس البوروندي بقبول نشر خمسة آلاف جندي أفريقي في إطار البعثة الأفريقية للوقاية ولحماية بوروندي، وهو أمر رفضته حكومة بوروندي حتى الآن، معتبرة أن هذه البعثة «قوة غزو». وعقد اللقاء مع رئيس الدولة بعد ظهر أمس في جيتيغا التي تبعد نحو مائة كيلومتر شرق بوجمبورا، كما التقى سفراء الدول الأعضاء في المجلس صباح أمس وزير الخارجية آلان نياميتوي، ونائب الرئيس غاستون سينديميو، ثم ممثلين عن المجتمع المدني الذين يقيم معظمهم في الخارج. وهي ثاني زيارة يقوم بها السفراء خلال أقل من عام إلى هذا البلد الصغير، الواقع في منطقة البحيرات العظمى، والذي يشهد منذ أبريل (نيسان) 2015 أزمة خطيرة تهدد بالتحول إلى حرب أهلية. فيما تكشف الأزمة حجم القلق الدولي من اندلاع دوامة عنف جديدة في البلاد، التي شهدت بعد استقلالها مجازر بين اتنيتي الهوتو والتوتسي. وأعلن الاتحاد الأفريقي في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي أنه سيرسل بعثة حماية إلى بوروندي، قوامها خمسة آلاف عنصر سعيا إلى وقف العنف. ورفع الاتحاد اقتراحه إلى الأمم المتحدة، حيث كتبت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتطلب منه «الدعم الكامل» في شأن هذه المسألة. وبعد لقائه سفراء مجلس الأمن أمس، قال وزير الخارجية البوروندي «لم نغير موقفنا من البعثة»، مؤكدا أنه «قدم تأكيدات بشأن رغبة الحكومة في التقدم في الحوار» مع معارضي الولاية الرئاسية الثالثة لنكورونزيزا، وهم المعارضة والمجتمع المدني وجزء كبير من حزب الرئيس نفسه. فيما قال نائب الرئيس البوروندي بعد لقائه الدبلوماسيين «هناك مشاكل وهذا صحيح». لكنه أضاف موضحا أن «الحكومة البوروندية ستفعل ما بوسعها لجلب السلام والأمن». وكان مئات المتظاهرين المؤيدين للحكومة استقبلوا بغضب الخميس وفد السفراء الـ15. الذي يريد دفع الحكومة البوروندية إلى بدء محادثات جدية مع المعارضة، وذلك بهدف إخراج بوروندي من أزمة مستمرة منذ أبريل الماضي. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «توقفوا عن التدخل في الشؤون البوروندية»، و«لن تحدث إبادة». وبعيد وصول وفد الأمم المتحدة، اندلعت أعمال عنف جديدة في بوجمبورا، أسفرت عن سقوط قتيل على يد الشرطة، وجريح بالرصاص، كما سمع دوي انفجارات وإطلاق نار في عدد من أحياء العاصمة. وتشهد بوجمبورا أعمال عنف باستمرار منذ بدء الأزمة السياسية، التي نجمت عن ترشح الرئيس بيار نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة، الذي أعيد انتخابه في يوليو (تموز) الماضي، وقد رأت المعارضة في ذلك انتهاكا للدستور ولاتفاقات أروشا للسلام، التي أنهت حربا أهلية طويلة (1993 - 2006) ونصت على تقاسم السلطة. وقبل ساعات من وصول وفد السفراء الخميس، أعلنت حركة تمرد مسلحة تحمل اسم القوات الجمهورية لبوروندي عن تعيين الجنرال غودفروا نيومباري، رئيس الأركان السابق للجيش البوروندي والرئيس السابق لمكتب الاستخبارات الوطني، على رأسها، والذي قاد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في مايو (أيار) 2015 قبل أن يفر. وقد تبنت هذه الحركة سلسلة هجمات على الشرطة مساء وليلا في بوجمبورا. لكن لم تصدر أي حصيلة رسمية للهجمات، بينما رفض الناطق باسم الشرطة الإدلاء بأي تعليق.
مشاركة :