أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس، فرض حظر تجول ليلي في كافة أنحاء البلاد، بعد أيام من احتجاجات على الأوضاع الاجتماعية والمعيشية، اندلعت إثر وفاة شاب خلال مظاهرات في ولاية القصرين الفقيرة، امتدت إلى عدة مدن. وقالت الوزارة في بيان "نظرا لما شهدته البلاد من اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، وما باتت تُشكله هذه الأعمال من مخاطر على أمن الوطن والمواطن، تقرر بداية من أمس، إعلان حظر التجول بكامل تراب الجمهورية، من الثامنة ليلا وحتى الخامسة صباحا. وأكدت الوزارة أن كل مخالفة لهذا القرار يتعرض مرتكبها إلى التبعات القانونية اللازمة. وكانت السلطات دعت في وقت سابق إلى الهدوء، بعد أيام من الاضطرابات التي اندلعت في القصرين، إثر وفاة الشاب، رضا اليحياوي، الأسبوع الماضي بصعقة كهربائية، خلال تسلقه عمودا قرب مقر الوالي، احتجاجا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام. وذكر شهود عيان، أن متجرين لبيع الأدوات المنزلية وفرعا مصرفيا تعرضت للتخريب والنهب في الشارع الرئيسي بالحي، كما أضرمت النار في نقطة حراسة للشرطة. وأوضح المسؤول في الحرس الوطني، خليفة شيباني أمس، أنه تم خلال الليل الفائت توقيف 16 شخصا في العاصمة، بعد أعمال تخريب ونهب للمتاجر والمصارف في حي التضامن الشعبي، شمال غرب البلاد، مشيرا إلى أن الصدامات استمرت حتى الخامسة صباحا بين الحرس الوطني وملثمين. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، وليد الوقيني، التوقيفات، وقال إن هناك مجرمين يسعون إلى استغلال الوضع، مشددا على أن الوزارة مع المتظاهرين السلميين، وأضاف "ستتم محاسبة من يعتدون على الأملاك العامة والخاصة بقسوة". يأتي ذلك في وقت عززت قوات الأمن التونسي وجودها في بعض أحياء العاصمة، وعدد من المدن الداخلية، فيما نقلت وكالة الأنباء التونسية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع، المقدم بلحسن الوسلاتى، أن وحدة عسكرية متمركزة في جبل الشعانبي، تمكنت من القبض على مجموعة مشبوهة، تتكون من سبعة عناصر حاولوا التسلل من مدينة القصرين وسط غرب تونس باتجاه جبل الشعانبي، حيث تتمركز جماعات إرهابية مسلحة.
مشاركة :