دراسة لـ«تريندز» حول الأيديولوجيا والسلاح لدى الجماعات الإسلاموية

  • 1/5/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة: تحت عنوان «الإسلاموية والذخيرة المتسكّعة.. تماهي الأيديولوجيا والسلاح». وتهدف إلى تحليل أسباب لجوء الإسلاموية إلى امتلاك الطائرات المسيَّرة أو امتلاك تكنولوجيا صناعتها، وفهم المدى الذي وصلت إليه خبرة الإسلاموية في مجال الذخيرة المتسكعة، وخصوصاً الطائرات من دون طيار الانتحارية. وبينت الدراسة، التي جاءت ضمن البرامج البحثية لتريندز في مجال دراسات الإسلام السياسي، أن تزايد الاستخدامات العسكرية للذخيرة المتسكّعة (الطائرات المسيرة الانتحارية أو ما يسمى أيضًا بالذخيرة الجوالة)، لم يكن فقط من قبل الجهات الحكومية فقط، بل أيضاً من قبل الجماعات المتطرفة والتنظيمات المسلحة، والتي لجأت إلى هذه التقنية في عدد من أماكن الصراع كما هو الحال في نيجيريا، وإندونيسيا، وسوريا، والعراق، وليبيا، واليمن. وأشارت الدراسة التي أعدها الدكتور وائل صالح، الباحث الرئيسي بقسم دراسات الإسلام السياسي في «تريندز»، إلى أن هذا التزايد دفع الأمم المتحدة في منتصف عام 2019 إلى التأكيد على أهمية بذل مزيد من الجهود للتصدي للمخاطر والتهديدات، التي من الممكن أن تنتج عن وقوع ذلك السلاح في أيدي الإرهابيين والجماعات المسلحة، أو توظيفها من قبل دول لتحقيق أهدافها الاستراتيجية ودعمها، كما هو الحال بالنسبة إلى إيران التي تزود حزب الله والحوثيين بأنواع متطورة من الطائرات المسيرة الانتحارية، وهو الأمر الذي يبرهن على تطبيق واسع لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار من قبل جماعات الإسلام السياسي، وخصوصاً الشيعية منها حتى الآن. ارتفاع الإنفاق ذكرت الدراسة أن استخدام مثل هذه الأسلحة في هجوم بمواد كيميائية أو بيولوجية يشكل السيناريو الأسوأ، مبينة أن ما يزيد الأمر سوءًا هو توقُّع شركة تحليل سوق صناعة الطيران والدفاع Teal Group ارتفاع الإنفاق على البحث والتطوير وشراء هذه الطائرات في جميع أنحاء العالم، إلى نحو 14 مليار دولار بحلول عام 2029. وأوضحت الدراسة أن الطائرات المسيرة الانتحارية تعتبر سلاحاً هجومياً فعالاً يمكن أن يتم اللجوء إليه أو حتى يتمكن أكثر من تقنياته مزيد من جماعات الإسلام السياسي في المستقبل. كما أشارت الدراسة إلى أن أبرز أسباب لجوء الإسلاموية إلى امتلاك هذه الطائرات المسيرة تتمثل في؛ تكلفتها المنخفضة، وسهولة تصنيعها وإنتاجها، أو الحصول عليها، والقدرة على تشغيلها واستخدامها مقارنة بالأنظمة الأخرى الأكثر تطوراً مثل الصواريخ. كما أن هذه الطائرات آمنة من حيث المخاطرة والتضحية بالعنصر البشري الذي يوجهها عند بُعد. أخبار ذات صلة حلقة نقاشية تؤكد أهمية البحث العلمي في صنع السلام «تريندز» يستحدث برامج بحث وتدريب جديدة ضرب أهداف تستطيع الطائرات المسيرة ضرب أهداف كان يصعب الوصول إليها في السابق. إضافة إلى أن امتلاكها لا يتطلب السيطرة على مساحات جغرافية كبيرة للإيواء والتخزين، أو القدرة على تجهيز البنية التحتية الخاصة بها، إضافة إلى أنها تتمكن من تحقيق أهداف حيوية بطريقة سهلة في ذات الوقت، ومن الصعوبة مواجهتها مقارنة بالطائرات الكبيرة، ولا يتسنى رصدها واستكشافها. ونظراً إلى حجمها الصغير، وطيرانها على ارتفاعات منخفضة، ومساراتها غير المنتظمة، وإمكانية تنقلها بسرعات متفاوتة، وبالنظر إلى المستوى المنخفض لطيفها الفيزيائي، فإنه يصعب رصدها بواسطة الرادارات والأجهزة الحرارية، واستجابتها التكتيكية السريعة، ووجود دول منتجة لها ذات توجّهات إسلاموية مثل تركيا وإيران، وإمكانية إطلاقها من مسافة بعيدة، وسهولة إجراء عمليات تعديل وابتكار عليها، إضافة إلى تمتع الطائرات الانتحارية المسيرة، على وجه الخصوص، بدقتها في إصابة الهدف، مقارنة بأنظمة المدفعية التقليدية؛ ما يقلل من فرص سقوط الضحايا، ولا سيما المدنيين. كما أنها تتفوق على القنابل غير الموجّهة، من حيث الدقة. خصائص  بينت الدراسة أنه نظراً إلى الأسباب المذكورة آنفاً فإنه مما لا شك فيه أن تحسين خصائص الطائرات من دون طيار الانتحارية أو تطويرها من قبل جماعات الإسلام السياسي لخدمة أغراضهم، سيشكل خطراً حقيقياً على الأمن العالمي في المستقبل القريب. ومن المتوقع أن يكون لذلك تداعيات على ساحة الصراعات المستقبلية، وعلى أمن واستقرار المنطقة على حد سواء. لكن الدراسة أوضحت أنه في المقابل تعتبر الطائرات المسيرة سلاحاً ذا حدين؛ وذلك لإمكانية توظيفها في عمليات مكافحة الإرهاب، فالطائرات من دون طيار هي بلا شك إحدى أبرز الأدوات الحديثة في مكافحة الإرهاب من قبل حكومات عدة دول، وتم استخدامها بشكل مؤسسي ومنهجي في سياق الحرب على الإرهاب في أفغانستان والصومال وباكستان والعراق واليمن. وخلصت الدراسة إلى أنه كان من المثير لفت النظر إلى مدى التماهي بين الأيديولوجيا والسلاح الذي من الممكن أن تصل إليه الإسلاموية. كما تعتبر هذه الدراسة بداية تفكير في هذا الموضوع وفي المدى الذي من الممكن أن تصل إليه الإسلاموية من خبرة في مجال «الذخيرة المتسكّعة».

مشاركة :