نجح شاب مصري في افتتاح شركة لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية، هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، أصبحت تدر عليه دخلاً سنوياً يقدر بنحو مليوني دولار. وأسس مصطفى حمدان (25 عاماً)، شركة «ريسيكلوبيكيا» المصرية، في مرآب منزل والديه بمدينة طنطا التي تبعد 90 كيلومتراً شمال العاصمة القاهرة، فيما كان يدرس في كلية الهندسة هناك، واشترك مع 19 طالباً من الجامعة في مسابقة للأعمال الحرة كانت تحمل اسم «إنجاز»، وبلغت قيمة جائزتها 10 آلاف دولار. وقال حمدان: «كنت أشاهد فيلماً وثائقياً عن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، وأدركت أن هناك كثيراً من الإمكانات في استخلاص المعادن من اللوحات الرئيسة لأجهزة الكمبيوتر (موذر بورد)، مثل الذهب والفضة والنحاس والبلاتينيوم». وذكر أن «تلك صناعة منتشرة في أوروبا والولايات المتحدة، لكن لم يزاولها أحد في الشرق الأوسط». وأضاف: «اقتبست اسم ريسيكلوبيكيا بإيحاء من كلمة روبابيكيا وتعني الأشياء القديمة التي عادة ما ينادى بها في شوارع القاهرة لشراء الأدوات المنزلية القديمة». وبدأت الشركة عملها في العام 2011، وقت اندلاع موجات الربيع العربي، وبدأ حمدان بالترويج للشركة عبر نشر إعلانات في قسم الشركات بموقع التجارة الإلكترونية الشهير «علي بابا»، وجاءت أولى الطلبيات لـ«ريسيكلوبيكيا» من مشتر في هونغ كونغ أراد إعادة تدوير 10 أطنان من نفايات الأقراص الصلبة «هارد ديسك». وقال حمدان: «لم أكن أعلم حتى من أين سأجمع مثل هذه الكمية لإيجاد هذا الكم من النفايات». وذكر أنه كان في حاجة إلى جمع 15 ألف دولار، قبل فوزه بجائزة مسابقة إنجاز، وأضاف: «بدلاً من انتظاري الحصول على قيمة الجائزة، نجحت في إقناع أستاذ جامعي بإقراضي المال في مقابل 40 في المئة من أرباح الصفقة الأولى، لتأمين المال الضروري، وبعد أشهر تمت أولى شحنات الصفقة بنجاح». وتابع أنه «في العام 2013، اقتربت الشركة من التعاقد في صفقة استثمار مع شركة ألمانية، لكن بعد شهر تبددت الآمال، عندما أطاحت الاضطرابات السياسية في البلاد بمعظم الاستثمارات التي حققتها الشركة». وأشار الشاب المصري إلى أن الشركة فقدت «معظم استثماراتنا التي حققناها، ودفعت الاضطرابات السياسية والتقلبات في أسعار الذهب الشركة إلى حافة الانهيار، لكن ريسيكلوبيكيا تجاوزت العاصفة خلال العامين الماضيين بالبحث عن شركاء بدلاء في أنحاء المحيط الأطلسي»، وأوضح أن «شركة ديناميك ريسيكلينغ، ومقرها ولاية ويسكونسن الأميركية، عرضت علي بنوداً جيدة لبدء التعامل».
مشاركة :