أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن روسيا منفتحة على الحوار مع أوكرانيا شرط أن تقبل «الوقائع الجديدة على الأرض» عقب الهجوم الروسي. يأتي ذلك متزامناً مع تحرك حلفاء كييف الغربيين نحو إمدادها بمركبات قتالية مدرعة لأول مرة ولكن ليس الدبابات الثقيلة التي طلبتها لمحاربة روسيا، بينما توقعت واشنطن استمرار القتال العنيف لشهور على خط المواجهة الشرقي. وخلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعا إلى هدنة في أوكرانيا، كرر بوتين «أن روسيا منفتحة على الحوار الجاد شرط أن تمتثل السلطات في كييف للمطالب المعروفة والتي تمّ التعبير عنها مراراً وتأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة على الأرض»، بحسب بيان صادر عن الكرملين. وقال أردوغان لبوتين خلال الاتصال الهاتفي، بحسب بيان نشرته الرئاسة التركية إن «الدعوات إلى السلام والمفاوضات بين موسكو وكييف يجب أن تكونا مدعومتَين بوقف إطلاق نار أحادي الجانب». ومن المفترض أن يتابع أردوغان المحادثات بمكالمة هاتفية منفصلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت لاحق. من جهة أخرى تحرك حلفاء كييف الغربيون نحو إمدادها بمركبات قتالية مدرعة ومساعدات عسكرية. وقال مسؤول في الإليزيه بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ماكرون أبلغ زيلينسكي بأن فرنسا سترسل مركبات قتالية مدرعة خفيفة من طراز «إيه.إم.إكس-10 آر.سي» لكييف لمساعدتها في حربها ضد روسيا. وذكر المسؤول أنها ستكون المرة الأولى التي تُسلم فيها مركبات مدرعة من تصنيع الغرب لأوكرانيا، ولكن أستراليا قالت بالفعل في أكتوبر إنها قدمت لكييف 90 من مركبات التنقل المحمية من طراز (بوشماستر)، وهي وحدات مدرعة معززة ضد الألغام ونيران الأسلحة الصغيرة وتهديدات أخرى. وقال المسؤول في قصر الإليزيه إنّ ماكرون أكّد من جديد لزيلينسكي «دعم فرنسا الثابت» لأوكرانيا «حتى النصر»، مشدّداً على «متانة واستمرارية» المساعدة العسكرية الفرنسية لكييف. من جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، إن واشنطن تدرس إرسال مركبات برادلي القتالية إلى أوكرانيا. وعربات برادلي المدرعة، المزودة بمدفع قوي، من الوسائل الأساسية التي يستخدمها الجيش الأميركي لنقل القوات في ساحات القتال منذ منتصف الثمانينيات. ولكن تحرك بايدن لن يصل إلى حد إرسال دبابات أبرامز التي سعت إليها أوكرانيا. وطلبت كييف مراراً من الحلفاء الغربيين تزويدها بمركبات قتالية ثقيلة مثل أبرامز ودبابات ليوبارد الألمانية الصنع. وقدم مسؤول كبير في الإدارة الأميركية الأربعاء تقييماً للقتال في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، خاصة حول مدينة باخموت التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية والتي نالها دمار كبير. ورجح المسؤول استمرار القتال العنيف في المستقبل المنظور، وإن كانت القوات الروسية أحرزت تقدماً متزايداً. وأضاف «القتال لايزال محتدماً... أعتقد أننا يجب أن نتوقع رؤية ما نشهده في باخموت في أماكن أخرى على الجبهة إذ سيكون هناك قتال مستمر في الأشهر المقبلة». وفي إشارة إلى الغرب بأن روسيا لن تتراجع، أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرقاطة يوم الأربعاء إلى المحيط الأطلسي مسلحة بصواريخ كروز من الجيل الجديد التي يمكنها قطع مسافات بسرعة تفوق سرعة الصوت بخمس مرات. وأشرف بوتين عبر الفيديو على إبحار السفينة الحربية المزوّدة بالصواريخ الجديدة. وقال بوتين خلال الحفل الذي حضره برفقة وزير الدفاع سيرغي شويغو من مكان غير محدّد، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية، «أنا واثق من أنّ مثل هذه الأسلحة القوية ستحمي روسيا بشكل فعّال من التهديدات الخارجية وستساعد على الدفاع عن المصالح الوطنية». من جهته، قال شويغو إنّ «طاقم السفينة سيتدرّب على نشر أسلحة فرط صوتية وصواريخ مجنّحة بعيدة المدى». وأشار إلى أنّ صواريخ زيركون الفرط صوتية «قادرة على التغلّب على أيّ نظام دفاع جوّي حالي أو مستقبلي»، ويمكنها تنفيذ «ضربات قوية ودقيقة في البحر والبرّ». من جهتها، قالت أوكرانيا إن روسيا شنت سبع ضربات صاروخية و18 ضربة جوية وأكثر من 85 هجوما، باستخدام أنظمة إطلاق صواريخ متعددة خلال الـ24 ساعة المنصرمة على البنية التحتية المدنية في مدن كراماتورسك وزابوريجيا وخيرسون. وقال الجيش الأوكراني إنه قتل وأصاب 80 جندياً روسياً في مدينة توكماك في إقليم زابوريجيا جنوبي أوكرانيا. وقال متحدث باسم الإدارة التابعة لروسيا في زابوريجيا إن الهجوم الأوكراني استهدف مستشفى توكماك، مشيراً إلى أنه أسفر عن مقتل طبيب عسكري والعديد من المرضى. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :