اتفق رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري خلال اجتماع في القاهرة اليوم (الخميس) على "وضع خارطة طريق واضحة" لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا. وذكر صالح والمشري في بيان مشترك، عقب مؤتمر صحفي عقداه في مقر مجلس النواب المصري بحضور رئيس المجلس حنفي جبالي، أنه "حرصا منا على إنجاز أساس دستوري توافقي للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبعد الاطلاع على مشروع الوثيقة الدستورية المنجزة من قبل اللجنة المكلفة بإنجاز المسار الدستوري، تم الاتفاق على قيام اللجنة المشتركة بين المجلسين (مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة) بإحالة الوثيقة الدستورية للمجلسين لإقرارها طبقا لنظام كل مجلس". وأضاف البيان أنه تم الاتفاق على "وضع خارطة طريق واضحة ومحددة يعلن عنها لاحقا لاستكمال كل الإجراءات اللازمة لإتمام العملية الانتخابية سواء التي تتعلق بالأسس والقوانين أو المتعلقة بالإجراءات التنفيذية وتوحيد المؤسسات". وقدم المسؤولان الليبيان "جزيل الشكر لمصر قيادة وشعبا لاحتضانها وتوفيرها الأجواء المناسبة لإجراء مباحثات المسار الدستوري التي أفضت إلى هذا الاتفاق". وقال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إن جميع الليبيين يسعون بكل ما يلزم من إجراءات للوصول إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية. وأردف صالح خلال المؤتمر الصحفي إن "قيادة مصر شجعت الليبيين على التقارب نحو توافق ليبي-- ليبي تمهيدا للذهاب إلى صناديق الاقتراع". وأشار إلى أن "مصر استضافت اجتماعات الليبيين في وقت كان من الصعب تحقيق ذلك داخل ليبيا، وتواصلت مع جميع السياسيين والعسكريين لإنهاء حالة الصراع وهو ما ساهم في حدوث تقارب كبير بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة". من جهته أكد رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي أن بلاده تدعم استقرار الدولة الليبية التي تعد امتدادا للأمن القومي لمصر . وشدد على أن "مصر تدعم التسوية السياسية لإنهاء الأزمة الراهنة" في ليبيا. واعتبر الخبير السياسي الدكتور طارق فهمي أن توافق رئيسي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين حول الوثيقة الدستورية وخارطة طريق جديدة "خطوة مهمة" لإجراء الانتخابات الليبية. وقال فهمي، وهو أستاذ للعلوم السياسية بجامعة القاهرة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "اعتقد أنه سيعقب ذلك خطوات لإنهاء حالة الانقسام في ليبيا والاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية". وأضاف أن "هناك فرصة جيدة لإجراء الانتخابات وما دار في القاهرة يمكن أن يبنى عليه"، قبل أن يشير إلى أنه "لاتزال هناك مشكلات متعلقة بالعملية السياسية" في ليبيا. وتابع فهمي أن "مصر تدفع بقوة ومنفتحة على الجميع واللقاء بين صالح والمشري اليوم رسالة والوثيقة جيدة ويمكن أن يبنى عليها ومصر سوف تنجح في إحداث اختراق في الملف الليبي". وأكد أن "هناك فرصا كبيرة لنجاح إجراء الانتخابات الليبية والقاهرة تقوم بتحجيم كل المساعي التي تسعى لإفشالها، وهناك تفاؤل بما تم في القاهرة اليوم خاصة أن موقف القاهرة يحظى بدعم وتأييد كبير من قبل الدول المعنية بالشأن الليبي". وفشلت ليبيا في إجراء الانتخابات العامة التي كانت مقررة في ديسمبر 2021، بسبب خلافات بشأن القوانين المنظمة للعملية الانتخابية. ويعد غياب "القاعدة الدستورية" أو "الدستور" المنظم للانتخابات أكبر عائق واجهها، وتحاول الأطراف الليبية التوافق بشأنه في ظل غياب دستور دائم في ليبيا واستمرار العمل بـ "الإعلان الدستوري"، وهو وثيقة تتضمن نصوصا دستورية مؤقتة محدودة لا يزال يجري العمل بها منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011 .
مشاركة :