ذكرت أكبر هيئة تنظيمية للأصول الحكومية في الصين أنه من المرجح أن تشهد الشركات المركزية المملوكة للدولة في الصين توسعا مطردا في الإيرادات والأرباح في عام 2022. ومن المتوقع أن ترتفع الإيرادات السنوية المجمعة للشركات المركزية المملوكة للدولة بنسبة 8.3 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 39.4 تريليون يوان "نحو 5.7 تريليون دولار"، وفقا للجنة مراقبة وإدارة الأصول المملوكة للدولة التابعة لمجلس الدولة. ورجحت أن تصل أرباحها خلال هذه الفترة إلى 2.55 تريليون يوان، بزيادة 5.5 في المائة عن العام السابق، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أمس. وأظهرت البيانات أنه بحلول نهاية نوفمبر الماضي، بلغ متوسط نسبة الدين إلى الأصول للشركات المركزية المملوكة للدولة 64.9 في المائة، بانخفاض 0.2 نقطة مئوية عن العام السابق. من جهة أخرى، كشفت موجة كوفيد الأخيرة عن نظام صحي متباين بين الأرياف والمدن الصينية. ففي حين تواجه الصين طفرة وبائية جديدة غير مسبوقة جراء كوفيد - 19، يقوم عديد من سكان الأرياف برحلات طويلة للوصول إلى مستشفيات المدن الكبرى الأفضل تجهيزا، ما يعكس التباين الكبير في النظام الصحي في البلاد. وبحسب "الفرنسية"، فإن المستشفيات في المناطق الريفية لا تلقى إقبالا كبيرا عموما، إذ يفضل المرضى نوعية الرعاية المقدمة في مراكز الاستشفاء في المدن. فنظام الصحة في الصين التي تعد من الاقتصادات الأكثر تباينا في العالم هو غير متوازن، مع تخصيص التمويل والموارد إجمالا للمؤسسات الحضرية بالدرجة الأولى، على حساب تلك الواقعة في الأرياف. وقد اشتدت وطأة هذا التفاوت في الأسابيع الأخيرة في ظل الارتفاع الشديد في حالات كوفيد - 19. وفي العاصمة بكين ومدينة تيانجين الكبيرة المجاورة، أتخمت خدمات الطوارئ لدرجة وضع عشرات المرضى، أغلبهم من الكبار في السن، على حمالات في الأقسام المشتركة من المستشفى. ووضعت قوارير أكسجين أو أكياس مصل لكثيرين منهم، في حين كانت الآلات تراقب مؤشراتهم الحيوية. وبدا بعضهم فاقدا للوعي أو بلا حركة، وقد التصق بعضهم ببعض وتقطعت أنفاسهم. وفي المقابل، في منطقة شينان الريفية التابعة لدائرة تيانجين، كان المستشفى المحلي القليل التجهيزات يعمل دون طاقته بكثير. وفي قاعة رديئة التدفئة بالقرب من باحة الاستقبال، التحف نحو ستة أشخاص كبار في السن معاطف سميكة، وربطوا بأكياس المصل. وحول هؤلاء مقاعد خالية ولم يكن الطاقم مشغولا مثل الفرق الصحية في المدن. وبالنسبة إلى يانجونج هوانج خبير الصحة من مجلس العلاقات الدولية وهو مجمع فكري أمريكي "ما نشهده في الصين الريفية يدل إلى أي درجة على أن إصلاح النظام الصيني لم يحرز أي تقدم". وأكد الخبير أن "الناس المستائين من النوعية الرديئة لخدمات الصحة في المناطق الريفية يتجنبون اللجوء إليها ويقصدون مستشفيات المدن". ومع اقتراب أول موجة من الإصابات بكوفيد - 19 ما بعد رفع القيود من نهايتها، قد تخف الضغوطات عن بعض المؤسسات الصحية. لكن الحالات الأكثر خطورة ما زالت تنقل إلى المستشفيات الحضرية ويصعب على سكان الأرياف إيجاد أدوية أو أطباء في جوارهم. وأخبر تاجر محلي في شينان بأن موجة كوفيد - 19 ضربت المدينة الصغيرة التي تقطنها 30 ألف نسمة في كانون الأول (ديسمبر)، قائلا "الأسوأ خلفنا". ويقر السكان والعاملون في المستشفى بأنه في حال كانت الأعراض حادة، يفضل المريض أو عائلته الذهاب إلى تيانجين في رحلة تستغرق ساعة ونصفا. ويذهب البعض أبعد من ذلك إلى بودينج على بعد مائتي كيلومتر حيث اكتظت المستشفيات بالمرضى في الفترة الأخيرة. وحتى البلدات المتوسطة الحجم ترزح تحت وطأة ازدياد الإصابات. وفي تانجشان، المدينة الصناعية التي تضم 7.7 مليون نسمة، بدت الخدمات الصحية أقل عرضة للضغط مقارنة بتيانجين على بعد ساعتين. وكان نحو 20 شخصا في قاعة الإنعاش في أحد مستشفيات وسط المدينة. وقد شخصت إصابتهم جميعا بكوفيد - 19، وفق إحدى الممرضات. وكان ثلاثة أو أربعة أشخاص لا غير على أسرة وضعت في الرواق. وتعد السلطات الصينية أن ذروة الإصابات قد انحسرت في عدة مدن كبيرة، مثل بكين وتيانجين. لكنها تحذر من الأسابيع المقبلة وقت عودة ملايين من سكان المدن إلى مناطقهم الريفية بمناسبة السنة القمرية الجديدة التي تحل في 22 من يناير. ولفت شي تشن الأستاذ الشريك في كلية الصحة العامة في جامعة يال الأمريكية "يزيد المرضى الريفيون الضغوطات على مؤسسات الصحة الحضرية إلى حد ما". لكن "خلافا للمناطق الحضرية موجة أوميكرون هذه لم تبلغ ذروتها بعد في الريف الصيني"، بحسب شي تشن، الذي توقع "احتمال تفاقم الوضع عند عودة عمال المدن إلى مناطقهم الريفية".
مشاركة :