كشفت دراسة حديثة أن نصف الأنهر الجليدية في العالم تواجه خطر الزوال بحلول نهاية القرن الحالي بسبب ظاهرة التغير المناخي. وأكد معدو الدراسة التي شملت مستقبل 215 نهراً جليدياً في العالم أهمية اتخاذ خطوات تحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة المسؤولة عن التغير المناخي، بهدف الحدّ من ذوبان الأنهار والعواقب الناجمة عنه كارتفاع مستوى مياه البحار والنقص في الموارد المائية. الاحتباس المناخي وتطرقت الدراسة إلى التأثير المباشر الذي يُحدثه الاحتباس المناخي، إذا اقتصر ارتفاع درجة حرارة الأرض على 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فسيزول 49% من الأنهر الجليدية في العالم بحلول 2100، وتمثل هذه الخسارة نحو 26% من مجموع الكتلة الجليدية، لأنّ الأنهار الأصغر حجماً ستكون أول المتضررين من الاحترار، كما توقع الباحثون ارتفاع مستوى البحار نتيجة ذوبان الجليد إلى 9 سنتيمترات تقريباً. أما في حال سجّل الاحترار المناخي أكثر من 4 درجات مئوية، فستتضرر كميات متزايدة من الأنهر الجليدية الأكبر حجماً وستزول 83% من الأنهر الجليدية، أي ما يشكل 41% من مجموع الكتلة الجليدية في العالم، فيما سيرتفع مستوى مياه البحار إلى 15 سنتيمتراً. تدابير مبكرة وأوضحت المشارِكة في إعداد الدراسة ريجين هوك، أن الدراسة تحمل بصيصَ أملٍ صغيراً ورسالة إيجابية، لأنّها تؤكّد أن البشر قادرون على إحداث فرق وأنّ اتخاذ تدابير في شأن حل هذه المسألة أمر مهم. وأضافت أن المناطق التي تحوي كميات قليلة نسبياً من الجليد كجبال الألب أو القوقاز أو جبال الأنديس، ستفقد تقريباً كل كميات الجليد التي تكسوها بحلول نهاية القرن، بغض النظر عن الاحتمال المرتبط بالانبعاثات. مستوى البحار وبينت هوك أنّ هذه الأنهر الجليدية ساهمت في ارتفاع مستوى البحار تقريباً بقدر ما ساهم ذوبان القمم الجليدية في غرينلاند وأنتاركتيكا على مدى العقود الثلاثة الفائتة". وأكدت أن الأنهر الجليدية من شأنها سدّ النقص في المياه الذي تشهده مناطق عدة خلال الصيف حين تكون معرّضة للحرّ والجفاف"، مضيفةً أنّ زوال الأنهر لن يُحدث تغييراً في المواسم فقط، بل سيتسبب في تسجيل نقص بكميات المياه، وكذلك، ستتأثر حركة القوارب في الأنهر المنخفضة والنشاطات السياحية في محيط الأنهر الجليدية الصغيرة التي يسهل الوصول إليها.
مشاركة :