هذا هو العنوان الذي تصدر كلمة / مقالة السيد عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية، نشر المقال يوم الأربعاء، وقبله بيومين الاثنين نشر مقال لسيد أحمد غزالي رئيس وزراء الجزائر الاسبق يدور في فضاء مقال السيد الجبير الذي جاء موثقاً بالأرقام والحوادث والمؤشرات على ان تصدير الارهاب باسم الثورة نهج اساس في نظام الملالي. والواقع ان تصدير الارهاب / الثورة ليس مجرد نص في دستور النظام وهو نص ليس له مثيل، وإنما هو جزء لا يتجزأ من الفكر الولائي القديم. ولاية الفقيه منذ ان تم وضعها والعمل بها في العهد الصفوي الأول، تقوم بوصفها ايديولوجيا على هذا المبدأ تصدير الارهاب الذي أخذ مساحات اوسع وتشكل بتلاوين عديدة في الحقبة الاخيرة من هذا الزمن المرتبك في مفاهيمه نتيجة ارتباك اوضاعه. وولاية الفقيه لم تعد ولاية دينية / مذهبية بقدر ما هي الآن ولاية سياسية خالصة تماماً من اي شبهة دينية، فجماعات ارهابية كثيرة تتبع في التقليد بحسب المذهب الجعفري عمائم لا علاقة لها بعمامة ولي قم، لكن هذه الجماعات على المستوى السياسي والعسكري تتبع نهج ولي قم وتأتمر بأمره. علي سلمان في نفيه الارتباط مع سلطة قم يعلن في احد تصريحاته انه لا يقلد خامنئي، لكنه لم يكمل العبارة فيذكر من يقلد على المستوى السياسي والميداني. وبالضرورة المنطقية، فان ايران لن تتغير ما لم يتغير نظام ولاية الفقيه القائم على تصدير الارهاب باسم الثورة، وما يرد من حوادث وارقام في مقال السيد وزير خارجية السعودية يقدم الدليل على ذلك. ورئيس وزراء الجزائر الاسبق السيد غزالي يقول بذلك من خلال ما أورده من شهادات حية أخرى تلمس فيها الرجل من خلال موقعه التدخل الايراني في بلاده باسم الثورة الارهاب وزراعة ورعاية خلايا إيرانية النهج في الجسم الجزائر الوطني. الولي الفقيه لم يعد يحتاج التقية الآن لاخفاء تلك الرعاية والولاية السياسية والعسكرية على هذه الميليشيات والخلايا والقواعد الموزعة والمزروعة في وطننا العربي، بل اصبحت هذه المجاميع الارهابية مبرراً اعتبرته ايران شرعياً يعطيها حق ومشروعية التدخل المباشر في شؤون تلك البلدان بحجة حماية الاقلية واحياناً الاكثر الشيعية هنا أو هناك. لا نحتاج لان نكرر اساليب اللعب والتلاعب بورقة الطائفية التي للاسف أغوت جماعات وجماعات من الطائفة فتوهموا صدقها وجديتها فانحازوا لعمامة قم، والادهى انحياز المثقفين منهم وان كان في بعد من ابعاده يبدو انحيازاً انتهازياً رخيصاً لركوب الموجة العارمة وصعود طوفان الربيع كما قال أحدهم لخاصته مبرراً انتهازية صعوده إلى منصة خطابة الدوار في تلك الأيام السوداء التي مرت بنا. وصول المعتدلين إلى سدة الرئاسة هناك ليس تحولاً ولا يعني تغييراً في السياسة الإيرانية، فالنهج ثابت ثبات عمامة الولي على رأس ايران ونظامها والحديث الطويل العريض عن معتدلين ومتطرفين في الرئاسة واجهزتها أو في الحكومة ووزاراتها مجرد مضيعة للوقت في دردشات ودروشات سياسية لا تلامس الحقيقة في طبيعة نظام طهران الذي تقوده قم بوصفها مقر الولي الفقيه ومقر الحكم والحاكم الأوحد. لسنا معنيين بالمحاضرات الاكاديمية التي يلقيها علينا بالمجان السيد الرئيس اوباما، ولا معنيين بنصائح وزير خارجيته المنزوع الدسم كيري، فهو ساعي بريد ليس اكثر، وأينه من كسينجر الذي كان صانع قرارات لا حامل رسائل. باختصار إيران لن تتغير ما لم يتغير نظامها، وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان.
مشاركة :