تلقت ألمانيا يوم الثلاثاء شحنتها الأولى من الغاز الطبيعي المسال الأميركي والتي وصفها مسؤولون ألمان بأنها تمثل نعمة لأمن الطاقة الإقليمي، جاءت الشحنة بعد أسابيع قليلة من افتتاح أول منشأة لإعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية الطبيعية في فيلهلمسهافن بألمانيا والتي استقبلت سفينة إمداد الغاز الطبيعي المسال التي أبحرت من لويزيانا في 19 ديسمبر وهي تحمل ما يكفي من الغاز لتلبية متطلبات متوسط 50,000 منزل ألماني لمدة عام كامل. وصلت شحنة الإنقاذ يوم الثلاثاء إلى محطة للغاز الطبيعي المسال في فيلهلمسهافن، تديرها شركة الطاقة الألمانية يونيبر والتي تقوم بتحويل الغاز السائل مرة أخرى إلى شكله الغازي باستخدام وحدة عائمة لتخزين وإعادة تحويل الغاز إلى حالته الغازية والتي حضر حفل افتتاحها وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، والمستشار أولاف شولتز، ووزير الاقتصاد والمناخ روبرت هابيك. وقال نيك دين هولاندر، كبير المسؤولين التجاريين في شركة يونيبر: «إن استخدام الغاز الطبيعي المسال كمصدر موثوق للطاقة أمر بالغ الأهمية لأمن الإمدادات لألمانيا وأوروبا ونحن ملتزمون بالمساهمة بدورنا من خلال جلب المزيد من الغاز الطبيعي المسال إلى السوق الأوروبية وخاصة ألمانيا. بنيت محطة تحويل الغاز العائمة قبالة ألمانيا منتصف ديسمبر بعد الانتهاء من خط الأنابيب المتصل بالبر الرئيس، وقال نائب المستشار روبرت هابيك إن منشأة إعادة تحويل الغاز إلى غاز بُنيت في أقل من عام «وتظهر ما يمكن أن تحققه ألمانيا في غضون بضعة أشهر إذا كان عليها أن تفعل ذلك». قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، تلقت ألمانيا تقريبًا كل ما لديها من غاز عبر خط أنابيب من روسيا والنرويج. تستحوذ الإمدادات البديلة من أمثال الولايات المتحدة الآن على جزء من حصة روسيا في السوق نتيجة للعقوبات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا. تقوم شركة فينشر جلوبال ومقرها الولايات المتحدة بتشغيل محطة تصدير عبر ممر كالكاسيو، وخلال الأسبوع المنتهي في 21 ديسمبر، وهو آخر أسبوع كامل تتوفر فيه بيانات للحكومة الفيدرالية، غادرت 26 سفينة محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال الأميركية إلى الشواطئ الأجنبية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فينشر جلوبال، مايك سابيل: «بصفتنا شركاء استراتيجيين، نتطلع إلى توفير أمن طويل الأجل لإمدادات الطاقة لحلفائنا من خلال استمرار تقديم الغاز الطبيعي المسال الأميركي النظيف والموثوق». في وقت، تراجعت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب إلى أدنى مستوياتها في عام 2022 منذ انهيار الاتحاد السوفيتي مع خفض أكبر زبائنها الواردات بسبب الصراع في أوكرانيا وتضرر خط أنابيب رئيس بسبب انفجارات غامضة، وتحدث الاتحاد الأوروبي، وهو أكبر مستهلك للنفط والغاز في روسيا منذ سنوات، عن خفض اعتماده على الطاقة الروسية، لكن بروكسل أصبحت جادة بعد أن أرسل الكرملين قوات إلى أوكرانيا في فبراير. وقالت شركة غازبروم التي تسيطر عليها الدولة، إن صادراتها خارج الاتحاد السوفيتي السابق ستصل إلى 100.9 مليار متر مكعب هذا العام. يمثل هذا انخفاضًا بأكثر من 45 ٪ من 185.1 مليار متر مكعب في عام 2021 ويشمل الإمدادات إلى الصين عبر خط أنابيب قوة سيبيريا، الذي زودت شركة غازبروم من خلاله 10.39 مليارات متر مكعب العام الماضي. وتوقفت صادرات الغاز الروسية المباشرة إلى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، في سبتمبر عقب انفجارات في خطوط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق، فيما بلغ إجمالي صادرات الغاز الروسية عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 59.2 مليار متر مكعب العام الماضي. وتعد إمدادات خط أنابيب الغاز الروسي البالغ حجمها 100.9 مليار متر مكعب، والتي تصنفها شركة غازبروم على أنها صادرات إلى خارج الاتحاد السوفيتي السابق، من أدنى المستويات منذ انهيار الدولة السوفيتية في عام 1991. وبحسب صادرات شركة غازبروم، فإن إحدى الانخفاضات السابقة في مبيعات الغاز التي حققتها الشركة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي إلى «الخارج البعيد» كانت عند 117.4 مليار متر مكعب في عام 1995. في غضون ذلك، زادت روسيا مبيعاتها من الغاز الطبيعي المسال المنقولة بحراً، ويرجع الفضل في ذلك في الغالب إلى مصنع يامال للغاز الطبيعي المسال الذي تديره شركة نوفاتك في القطب الشمالي. ووفقًا للهيئة الحكومية روسستات، ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي المسال في روسيا بنسبة 10 ٪ تقريبًا في الفترة من يناير إلى نوفمبر إلى 29.7 مليون طن. في حين تمكنت روسيا من تعويض انخفاض واردات الغاز إلى أوروبا من خلال ارتفاع أسعار الطاقة، حيث قفزت إيرادات ميزانيتها من النفط والغاز بأكثر من الثلث في الأشهر العشرة الأولى من العام. وقالت جازبروم أيضًا إن إنتاجها من الغاز في عام 2022 بلغ 412.6 مليار متر مكعب، وهو انخفاض من 514.8 مليار متر مكعب في عام 2021، عندما وصل إلى أعلى مستوى في 13 عامًا. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله إن روسيا ستخفض إنتاج وصادرات الغاز الطبيعي في 2023 بسبب إغلاق البنية التحتية للتصدير. وقال نوفاك في مقابلة مع تاس: «سيكون إنتاج الغاز بحلول نهاية العام أقل بنسبة 12 ٪ عن عام 2021، وستنخفض الصادرات بنحو الربع. ويرجع ذلك في المقام الأول إلى إغلاق البنية التحتية للتصدير». وأضاف نوفاك أن إنتاج الغاز الطبيعي المسال سيرتفع بنسبة 8.7 ٪ هذا العام. وفقًا لنوفاك، تمكنت موسكو من منع انخفاض إنتاج النفط على الرغم من العقوبات الغربية. وقال نوفاك في بيان «وفقا لبيانات أولية من وزارة الطاقة، سنزيد هذا العام إنتاج النفط بنحو 2 ٪ مقارنة بعام 2021 إلى 535 مليون طن رغم الضغوط على الصناعة. وستزيد الصادرات بنسبة 7.5 ٪ إلى 242 مليون طن». وفي إمدادات الغاز المسال في أميركا الوسطى، يسمح للولايات المتحدة بإعادة تصدير الغاز الطبيعي المسال من المكسيك. ووافقت وزارة الطاقة الأميركية على تصاريح لشركة سيمبرا إنيرجي لنقل الغاز الطبيعي إلى غرب المكسيك لإعادة تصديره من مشروعي فيستا للغاز المسال وكوستا المخطط لهما، بهدف اكتساب حصة سوقية في آسيا. وقال مصنع كاميرون للغاز الطبيعي المسال التابع لشركة سيمبرا في لويزيانا إن الطقس عطل إنتاج الغاز الطبيعي المسال دون تقديم تفاصيل. وأضافت أن أطقم المنشأة التي تبلغ طاقتها 12 مليون طن سنويا تحاول استعادة الإنتاج. أدت عمليات التجميد الأسبوع الماضي إلى خفض الإنتاج في حقول نفط داكوتا الشمالية بمقدار 300 ألف إلى 350 ألف برميل يوميًا، أو ثلث الإنتاج العادي.
مشاركة :