يحذر خبراء الصحة من المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في زجاجات الرضاعة ولعب الأطفال والمنسوجات وتغليف المواد الغذائية، وذلك لأنها تنتقل إلى الأجنة عبر المشيمة لتصل إليهم في الأرحام. ويشيرون إلى أن الأطفال يتعرضون لكميات مختلفة جدا من البلاستيك حسب المكان الذي يعيشون فيه، وينصحون الوالدين بالتقليل من كمية البلاستيك من خلال التأكد من تغليف طعام الأطفال بأقل قدر ممكن منها. أوسلو - كشفت دراسة مروعة أن اللدائن الدقيقة (شظايا صغيرة من المواد البلاستيكية) تعبر المشيمة لتصل إلى الأجنة في الرحم. ويحذر العلماء من استحالة منع الأطفال من تناول جزيئات البلاستيك الدقيقة وكذلك البلاستيك النانوي الأصغر، والذي يمكن العثور عليه في كل مكان تقريبا. وأضاف العلماء أن اللدائن الدقيقة تم العثور عليها أيضا في الأطفال حديثي الولادة. ويبتلع الأطفال المواد البلاستيكية الدقيقة من زجاجات الرضاعة ولعب الأطفال والمنسوجات وتغليف المواد الغذائية. وعندما ينتهي الأمر بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الغبار المنزلي، يمكن للأطفال تناولها عن طريق اللعب والزحف على الأرض. وتحتوي اللدائن الدقيقة على مواد كيميائية ضارة أخرى، بالإضافة إلى البلاستيك، مثل الفثالات والمعادن المضافة للتلوين أو التثبيت أو كمبيد بيولوجي. وعندما ينتهي الأمر باللدائن الدقيقة في الهواء الطلق، على سبيل المثال كجزيئات من إطارات السيارات، فإن هذا اللب البلاستيكي غالبا ما يكون مغطى بتلوث الهواء وعادم السيارة. وتختلف اللوائح الخاصة بالبلاستيك في مختلف السلع، مثل لعب الأطفال وزجاجات الأطفال، ومعالجة النفايات البلاستيكية في جميع أنحاء العالم. وهذا يعني أن الأطفال يتعرضون لكميات مختلفة جدا من البلاستيك حسب المكان الذي يعيشون فيه. ويتعرض الأشخاص الذين يعيشون في فقر بشكل أكبر بكثير للمواد البلاستيكية الدقيقة. ◙ اللدائن الدقيقة تحتوي على مواد كيميائية ضارة بالإضافة إلى البلاستيك، مثل الفثالات والمعادن المضافة للتلوين وقال مؤلف الدراسة كام سريبادا، من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، “من المحتمل جدا أن يتعرض الأطفال للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أكثر من البالغين، على غرار تعرض الأطفال بشكل أكبر للعديد من المواد الكيميائية البيئية السامة الأخرى. ولا أحد يعرف بالضبط مقدار البلاستيك الدقيق الذي يتناوله الطفل، ولكن العديد من الدراسات تشير الآن إلى أن أطفال اليوم يمتصون المواد البلاستيكية الدقيقة في أجسامهم في وقت مبكر من عمر الجنين. وهذا مقلق”. وليس لدى الأطفال جهاز مناعة متطور تماما وهم في مرحلة مهمة جدا من نمو الدماغ. وهذا يجعلهم عرضة للخطر بشكل خاص. والمواد البلاستيكية النانوية واللدائن الدقيقة صغيرة جدا إلى درجة أنها يمكن أن تنتقل إلى عمق الرئتين ويمكنها أيضا العبور إلى المشيمة، وفي الوقت نفسه تنقل معها مواد كيميائية خطرة في رحلتها. وأضاف سريبادا “لهذا السبب نعتقد أن المواد البلاستيكية النانوية والمواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تشكل خطرا على صحة الأطفال”. ويمكن للوالدين تقليل كمية البلاستيك التي يتعرض لها أطفالهما من خلال التأكد من تغليف طعامهم بأقل قدر ممكن من البلاستيك، وتنظيف المنزل، واختيار منتجات النظافة التي تحتوي على كمية أقل من البلاستيك واختيار مواد البناء التي لا تحتوي على البولي فينيل كلوريد أو مواد بلاستيكية أخرى عند القيام بتجديدات المنزل. ونظر الفريق في 37 مقالا عن البلاستيك الدقيق والبلاستيك النانوي في ما يتعلق بالحمل والطفولة. ويقول إنه لا يوجد ما يكفي من الأبحاث الحالية حول تعرض الأطفال للمواد البلاستيكية السيئة في المدرسة، وفي أجنحة الأطفال حديثي الولادة ومن خلال حليب الأم وبدائل حليب الأم ومنتجات العناية بالأطفال. ولم تحاول أي دراسات تقريبا معرفة كمية البلاستيك التي يتناولها الأطفال. ويمكن تفسير هذا النقص في الدراسات الحالية جزئيا بالقيود في التكنولوجيا الحالية للبحث في الجسيمات الصغيرة جدا. ويقول الفريق إن هناك حاجة إلى المزيد من البحث حول مستوى تعرض المرأة الحامل للمواد البلاستيكية المختلفة، وكيف يمكن نقل البلاستيك إلى الجنين. وقالت الكاتبة الفرنسية كاترين كوردونييه إن مادة البلاستيك باتت موجودة في كل المواد التي يتم استخدامها تقريبا، بدءا من أواني الطعام مرورا بمستحضرات التجميل والملابس، ووصولا إلى معظم ألعاب الأطفال. ◙ خبراء الصحة يشيرون إلى عدم تسخين الطعام في عبوات بلاستيكية رغم وجود دليل يؤكد ملاءمتها للتسخين دون أضرار وأضافت أن المواد البلاستيكية تلوث الهواء الذي نتنفسه، وتشكل خطرا دائما لأنها لا تختفي أبدا، سواء قمنا بإعادة تدويرها أو حرقها أو رميها في قاع مكبات النفايات، فكل قطعة من البلاستيك مصنوعة منذ قرن ما زالت موجودة حتى اليوم بشكل أو بآخر. وحسب التقديرات، يتم إلقاء ما يعادل حمولة شاحنة قمامة مليئة بالنفايات البلاستيكية في مختلف محيطات الأرض كل دقيقة. وتتحلل هذه المواد البلاستيكية بمرور الوقت إلى المليارات من الجسيمات المجهرية التي تلوث السلسلة الغذائية، وتنتهي في أطباق الأكل عندما يتناول الأشخاص الأسماك والمأكولات البحرية، ويمكن لهذه الأجزاء أن تتسرب إلى الرئتين عبر الهواء الذي نتنفسه. ويشير خبراء الصحة إلى وجوب عدم تسخين الطعام في عبوات بلاستيكية، رغم أن دليل استخدام بعض تلك الأواني يؤكد أنها ملائمة للتسخين دون أضرار. ويؤكد خبير التغذية لوران شوفالييه أن وضع حليب بارد في وعاء بلاستيكي لا يسبب الكثير من المشاكل، لكن عندما يتم تسخين الحليب فيه فإن ذلك يتسبب في انتقال الجزيئات البلاستيكية إلى الطعام. وأضافت الكاتبة أن تخزين الطعام يكون آمنا بشكل أكبر في الأواني الزجاجية، لأن أواني البلاستيك قد تحتوي على مركبات البيسفينول والفثالات، والتي تصنف على أنها من مسببات اضطراب الغدد الصماء. انشرWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :