عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الرئيس التركماني الزائر سيردار بيردي محمدوف في بكين، اليوم الجمعة، وأعلن رئيسا البلدين الارتقاء بالعلاقات بين الصين وتركمانستان إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وفي سياق إشارته إلى أن هذه أول زيارة للرئيس بيردي محمدوف إلى الصين عقب توليه منصبه، فضلا عن أن اليوم الجمعة يوافق الذكرى الـ31 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتركمانستان، قال شي إنه من المهم جدا للبلدين وضع خطط شاملة لتنمية العلاقات الثنائية في المستقبل والإعلان المشترك عن رفع مستوى العلاقات الثنائية. وأضاف شي أن الرؤى والأهداف والمصالح المشتركة بين الصين وتركمانستان تعني أن الجانبين بحاجة إلى العمل معا على طريق التنمية وتجديد الشباب الوطني للاستفادة من المزايا التكميلية وإمكانات التعاون وتحقيق التنمية المشتركة. وأشار إلى استعداد الصين للعمل مع الجانب التركماني لتعميق التعاون الشامل وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك، لدفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى. وأكد أن بناء مجتمع مصير مشترك صيني-تركماني هو مسعى يمكّن الجانبين من زيادة تعميق التعاون متبادل المنفعة، واستيعاب كل منهما شواغل الآخر بشكل أفضل، وتعزيز صداقتهما الدائمة، على أساس الاحترام المتبادل والصراحة والثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة. وقال شي إنه "من المهم للبلدين تحقيق التضافر بين استراتيجيات التنمية الخاصة بهما بوتيرة أسرع، والاستفادة الكاملة من آليات مثل لجنة التعاون بين الصين وتركمانستان، ومواصلة توسيع نطاق وعمق التعاون، من أجل إنشاء أسس للعلاقات الثنائية بنتائج تعاون ملموسة". وأضاف أنه في مواجهة الظروف والتحديات الجديدة في المشهدين الدولي والإقليمي، يجب على الجانبين أيضا تعميق التعاون بشأن إنفاذ القانون، والأمن، والأمن البيولوجي، ومكافحة قوى الشر الثلاث المتمثلة في الإرهاب والانفصالية والتطرف، لبناء دروع أمنية قوية لتنمية البلدين. وأعرب شي عن أمله في أن يوسع الجانبان نطاق التعاون في مجال الطاقة على أساس الأولوية. وقال إن التعاون في مجال الغاز الطبيعي يمثل حجر الزاوية في العلاقات بين الصين وتركمانستان، وإن تعظيم التعاون في هذا المجال يخدم المصالح الاستراتيجية وطويلة الأجل للبلدين. وأشار إلى أن "الجانبين بحاجة إلى دفع التعاون في المشروعات الكبرى بوتيرة أسرع، وإطلاق إمكانات التعاون في مجالات مثل الطاقة الخضراء، واستخدام الغاز الطبيعي، وتقنيات ومعدات الطاقة، من أجل تعزيز التعاون عبر السلسلة الصناعية". كما دعا الجانبين إلى دفع التعاون بشكل مطرد في الاقتصاد والتجارة، والتنفيذ الجاد لخطة التعاون بين الحكومتين بشأن توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية، واستكشاف مسارات ونهج جديدة لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي. وقال شي إن "الصين ستدعم المزيد من الشركات الصينية القادرة في الاستثمار والقيام بأعمال تجارية في تركمانستان، وستعمل على وجه السرعة مع تركمانستان لتعزيز الارتباطية وتسهيل تدفق الأفراد بين البلدين". منذ بداية الجائحة، تعاون البلدان بنشاط في مجال اللقاحات، ما أظهر روح التضامن في أوقات الصعوبات. وقال شي إنه "من الضروري للبلدين مواصلة تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل في مجال التعاون الصحي والطبي وكذا الطب التقليدي، وتسريع الجهود لإنشاء مركز للطب التقليدي في تركمانستان". وأوضح أنه "يتعين على البلدين مواصلة إقامة علاقات أوثق بين الشعبين، وتسريع إنشاء كل من البلدين مراكز ثقافية في البلد الآخر، واستكمال بناء ورشة لوبان في أقرب وقت ممكن". ودعا إلى توسيع التعاون في مجالات مثل الصحافة والإعلام، وعقد فعاليات عام الثقافة لكل من البلدين في البلد الآخر بنجاح في عامي 2023 و2024، ودعم تعاون أكبر على المستوى المحلي. وتابع الرئيس الصيني قائلا إن آلية تعاون الصين + آسيا الوسطى (سي+سي5) هي آلية جديدة للتعاون بين الصين ودول آسيا الوسطى، وتتميز بكونها آلية مفتوحة وشفافة ومتبادلة المنفعة وعادلة وبراجماتية. وأوضح أن الصين مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع تركمانستان لضمان نجاح أول قمة "سي+سي5". من جانبه، قال بيردي محمدوف إنه منذ بدء العلاقات الدبلوماسية، خاصة خلال العقد الماضي بعد إقامة الشراكة الاستراتيجية في عام 2013، انخرط البلدان في تبادلات وتعاون على نحو مثمر في مجالات متعددة وعلى كل المستويات. وأوضح أن بلاده ستعمل مع الصين على تعزيز التضافر بين مبادرة إحياء طريق الحرير الكبير ومبادرة الحزام والطريق، وزيادة توسيع التعاون في الاقتصاد والتجارة، ودعم التعاون في الغاز الطبيعي وقطاعات الطاقة الأخرى، والمضي قدما في بناء خطوط السكة الحديد العابرة للحدود ومشاريع الارتباطية الأخرى، سعيا لتحقيق فوائد أكبر لشعبي البلدين. وأضاف بيردي محمدوف أن بلاده تتطلع أيضا إلى تعزيز التعاون مع الصين في مجالات الثقافة والتعليم والقطاعات الشعبية الأخرى، وكذا الخدمات الطبية والصحة. وقال إن الصين تحت قيادة الرئيس شي حققت إنجازات هائلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولعبت دورا مهما وبناء في تعزيز بناء نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا. وأضاف أن تركمانستان تؤمن بشدة بأن الصين ستحقق إنجازات أعظم في المستقبل وستقدم إسهامات أكبر في تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في العالم. وعقب المحادثات، وقع رئيسا البلدين وأصدرا بيانا مشتركا بين جمهورية الصين الشعبية وتركمانستان. كما شهدا توقيع وثائق تعاون في مجالات تشمل مبادرة الحزام والطريق، والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، والصحة، والثقافة، والرياضة، والإعلام الإخباري، والغاز الطبيعي.
مشاركة :