نجح زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي النائب عن ولاية كاليفورنيا، في الحصول على الأصوات اللازمة لانتخابه رئيساً للمجلس، في وقت مبكر من صباح أمس، مما ينهي آلية شهدت حتى نهايتها توترات شديدة في صفوف الحزب الجمهوري. وحصل مكارثي على 216 صوتاً في الجولة الـ 15 من التصويت، إثر مفاوضات شاقة رضخت بعدها مجموعة النواب المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب التي كانت تعرقل انتخابه. وقال مكارثي في رسالته الأولى كرئيس للمجلس: «الآن، يبدأ العمل الجاد»، مضيفاً: «سوف نستخدم سلطة كيفية إنفاق المال، وقوة أمر الاستدعاء للمسؤولين للإدلاء بأقوالهم أمام المجلس، لإنجاز العمل». بدوره، هنأ الرئيس جو بايدن مكارثي على انتخابه رئيساً لمجلس النواب، وقال إنه مستعد للعمل مع الجمهوريين ما أمكنه ذلك، مضيفاً: «حان وقت الحكم بشكل مسؤول». وأضاف بايدن: «مستعد للعمل مع الجمهوريين عندما يكون ذلك ممكناً، والناخبون أشاروا إلى أنهم يتوقعون استعداد الجمهوريون للعمل معي أيضاً». ويعد مجلس النواب ثالث أهم منصب في النظام السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه. وانتهت بذلك حال من الفوضى لم يشهدها الكونغرس منذ أكثر من 160 عاماً، مما يُنذر بنقاشات نشطة جداً في البرلمان في العامين المقبلين. ويرى المحلل السياسي إدموند غريب، في تصريحات لـ«الاتحاد» عن أنه كانت خلال الأيام الماضية العديد من التحركات من الجمهوريين للوصول إلى نهاية لانتخاب رئيس للمجلس، خصوصاً من الموالين لترامب الداعم لمكارثي، مشيراً إلى أن المعارضين اليمينيين يعتقدون أن واشنطن لم تعد تمثل المواطن العادي، وأن النواب أصبحوا يمثلون رجال الأعمال الذين لديهم مطالب مهمة ومن مصلحتهم وضع جدول زمني تحد من عدد مرات انتخاب الأعضاء لدورتين فقط. وأشار إدموند إلى أن الأعضاء المحافظين أرادوا أن يكون لهم 4 نواب في لجنة الاعتمادات المالية، فيما وافق مكارثي على منحهم ثلث أعضاء اللجنة، كما توجد أزمة فيما يتعلق بلجان الخارجية والإنفاق الخارجي للولايات المتحدة، كما يريدون وضع حد لاستدانة المال الذي وصل لحد 850 مليون دولار تقريباً في وزارة الدفاع. ووصفت المحللة السياسية الأميركية هديل عويس، أن تأخير مجلس النواب الأميركي في انتخاب رئيس له بأنه تاريخي يعكس حالة الانقسام داخل الحزب الجمهوري منذ هزيمة دونالد ترامب، حيث إن الجبهة التقليدية في الحزب ترفض رئيس الأغلبية كيفين مكارثي المقرب والمحسوب على ترامب، ومن ثم الفشل غير مسبوق. وفي سياق موازٍ، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، على أن «لا مكان للعنف السياسي» في الولايات المتحدة، خلال تكريمه عناصر من الشرطة واجهوا في ذلك اليوم حشداً غاضباً من أنصار الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب. وقال بايدن: «يجب أن نقول بوضوح وبصوت واحد، إنه ليس هناك أي مكان، في أميركا لترهيب الناخبين، ليس هناك أبداً أي مكان على الإطلاق للعنف السياسي». وأضاف «أميركا بلاد قانون، وليست بلاد فوضى»، محيياً «المجموعة الرائعة من المواطنين الأميركيين» الذين كرّمهم. وقال الرئيس الأميركي «التاريخ سيتذكر أسماءكم»، قبل أن يمنح ما مجموعه 14 «ميدالية رئاسية للمواطنة» تُعد من بين أرفع الأوسمة المدنية الأميركية.
مشاركة :