ذكرى البيعة، صفحة من صفحات تاريخنا الناصعة، فقد انطوى من عمرها المديد عامٌ، وأبقى من نفحاته أروع الإنجازات، في العهد الميمون الذي يطيب الحديث عنه وعن ما فيه من أعمال جليلة لا تُخطئها العيون في كافة المجالات، حيث بايع الوطن ابناً من أبنائه البررة الأخيار، وفارساً مغواراً لا يشقّ له غبار، فهو الجدير بالبيعة، كما تمنّته القلوب المُحبّة وتوّجته القدرة الإلهية ثم الإرادة القوية لهذه الأمة الأبية، التي تعرف قدره جيداً، وتدرك أنه رجل المهام الصعبة، حيثُ تشهد له تجاربه بالحنكة والحكمة، كما أنه الرجل المناسب لقيادة عهد الحزم في هذا المنعطف الدقيق من تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، إنها حقبة يلزمها إلى جانب الحزم والعزم، الحكمة والحنكة، فتلك مواصفات قائد المسيرة المُفدَّى، درع العروبة والإسلام، الملك سلمان بن عبدالعزيز، هكذا يحق لنا أن نفخر زهواً، وأن نبتهج فرحاً، بذكرى البيعة المباركة، والوطن يحتفي بمرور عام على تولِّي الملك المفدى مقاليد الحكم في البلاد، فهو عام مختلف بكل المقاييس، بدءاً بانتقال السلطة إلى جيل الأحفاد، بضخ الدماء الشابة في شرايين القيادة، ثم القرار الهام بهيكلة أجهزة الدولة، وترقية الأداء الحكومي، ليُعنى من جهةٍ بالشأن السياسي والأمني، ولخدمة هذه الغاية أسَّس القائد مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ونظراً لاهتمامه بالنهضة والإصلاحات الاقتصادية، فقد أنشأ -أيده الله- مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وليضرب من جهةٍ أخرى بيدٍ من حديد على معاقل الإرهاب والفكر الضال، انطلقت المسيرة الظافرة بعون الله لمراميها، يدفعها الفكر المتزن والسواعد الشابة الفتية بالتصدِّي لمجابهة التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم، في ثقة واقتدار، فحينما اطمأن -حفظه الله- على صلابة القاعدة الداخلية، تفتّقت قريحة القيادة عن تكوين تحالف عربي إسلامي، تمكَّن بفضل الله أن يُعيد الشرعية لليمن الشقيق، من خلال عاصفة الحزم، التي حدَّت من أطماع جماعات الإرهاب والتطرف، حيث أدركت منظماتهم أن اليوم نحيا عهدًا جديدًا، وأن أسلوب المقاومة والمكافحة أصبح مختلفاً، وهكذا صارت المنظمات تحسب ألف حساب لكل خطوة تخطوها، بعد أن ضاق عليها الخناق، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من التلاشي، وبهذه السياسة المواكبة لأحداث العصر، حققت المملكة تحوّلات واسعة، حيث اكتسبت احترام العالم أجمع، نظراً لسياستها المتوازنة وسعيها الدؤوب لسلام المنطقة، ولحنكة القائد المفدى وفكره الثاقب ورأيه الصائب، فكل ذلك يُؤكِّد أن العام كان حافلاً بإنجازات فاقت كل التوقعات، عبر تخطيط يُؤسِّس لمستقبل واعد، وغدٍ مشرق يسعد به المواطنون. حفظ الله قائد المسيرة وأعز به الإسلام والمسلمين. sbt@altayar.info
مشاركة :