رغم المخاوف.. الصين تسدل الستار على سياسة صفر كوفيد وتعيد فتح حدودها

  • 1/8/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رفعت الصين الأحد الحجر الصحي الإلزامي للمسافرين الوافدين من الخارج لتضع بذلك حدا لعزلة فرضتها على نفسها في وقت تواجه فيه البلاد موجة وبائية جديدة من كوفيد-19، باتت تثير الفزع عالمياً. حركة المسافرين في إحدى محطات القطار في جنوب الصين بدأ المسافرون في التدفق عبر المعابر البرية والبحرية من  هونغ كونغ   إلى البر الرئيسي للصين اليوم الأحد (8 يناير/ كانون الثاني 2023)، إذ يتوق كثيرون منهم إلى لم شمل طال انتظاره مع أحبائهم بعد فتح  بكين   الحدود المغلقة منذ بداية جائحة كوفيد-19. وبعد ثلاث سنوات من الإغلاق، يفتح البر الرئيسي للصين حدوده مع هونغ كونغ مع إنهاء مطالبة المسافرين الوافدين بالخضوع لحجر صحي فيلغي بذلك أحد التدابير الأخيرة ضمن سياسة  صفر-كوفيد   التي كانت تقي الشعب الصيني من الفيروس لكنها عزلته أيضا عن بقية العالم. وبدأت الصين الشهر الماضي تخفيف واحدا من أكثر أنظمة مكافحة كوفيد صرامة في العالم بعد احتجاجات تاريخية ضد سياسة تضمنت إخضاع السكان لاختبارات متكررة وقيودا على الحركة وعمليات إغلاق واسعة ألحقت أضرارا كبيرة بثاني أكبر اقتصاد. تقول تيريزا تشاو المقيمة في هونغ كونغ "أنا سعيدة للغاية، سعيدة جدا، ومتحمسة للغاية. لم أر والديّ منذ سنوات". وكانت تشاو تستعد مع عشرات المسافرين الآخرين للعبور إلى البر الرئيسي للصين من نقطة تفتيش لوك ما تشاو في هونغ كونغ في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد. ويأمل المستثمرون أن تؤدي إعادة الفتح في نهاية المطاف إلى تنشيط الاقتصاد الذي تقدر قيمته بنحو 17 تريليون دولار ويعاني من أدنى معدل نمو له منذ ما يقرب من نصف قرن. إلا أن التحول المفاجئ في السياسة أدى إلى موجة هائلة من الإصابات أنهكت بعض المستشفيات وتسببت في تعطيل للأعمال. يأتي فتح الحدود غداة بداية (تشون يون)، أي أول 40 يوما من السفر بمناسبة العام القمري الجديد، والتي كانت تعد قبل الجائحة أكبر حركة في العالم لعودة الأفراد إلى مناطقهم لقضاء العطلات مع عائلاتهم. وتقول الحكومة إنه من المتوقع أن يسافر حوالي ملياري شخص هذا الموسم، أي ما يقرب من ضعف حركة العام الماضي وبما يمثل 70 بالمئة من مستويات عام 2019. كما من المتوقع أن يبدأ كثير من الصينيين في السفر للخارج وهو تحول طال انتظار المقاصد السياحية له في دول مثل تايلاند وإندونيسيا لكن حكومات عديدة قلقة من ارتفاع إصابات كورونا في الصين فرضت قيودا على المسافرين الوافدين من البلاد. ويرى محللون أن حركة السفر لن تعود سريعا لمستويات ما قبل الجائحة بسبب عوامل من بينها تراجع الرحلات الدولية. كما استأنفت الصين اليوم الأحد إصدار جوازات السفر وتأشيرات السفر لسكان البر الرئيسي والتأشيرات العادية وتصاريح الإقامة للأجانب. وتحدد بكين حصصا لعدد من يمكنهم السفر بين هونغ كونغ والصين كل يوم. وتعتبر القيود التي كانت قد فرضتها السلطات الصينية لمدة ثلاث سنوات، من الأكثر صرامة في العالم وأثقلت كاهل الاقتصاد الصيني وأدت إلى تظاهرات في كل أرجاء البلاد، رفعت لصين بشكل مباغت الشهر الماضي غالبية إجراءات مكافحة هذه الجائحة. يأتي قرار السلطات الصينية في وقت تواجه فيه البلاد موجة وبائية جديدة من كوفيد-19 ويشكل رفع  الحجر الصارم   في فنادق محددة التدبير الأخير في هذه القيود. وهذا الإجراء مفروض منذ آذار/ مارس 2020 ويخضع له كل شخص وافد من الخارج. وكان الحجر في الأساس ثلاثة أٍسابيع لكنه خفض بعد ذلك إلى أسبوع الصيف الماضي ومن ثم إلى خمسة أيام في تشرين الثاني/ نوفمبر. بيد أن احتمال تدفق عدد كثيف من السياح الصينيين دفع أكثر من عشر دول إلى فرض فحوصات تشخيص الإصابة على المسافرين الوافدين من الصين حيث ارتفع عدد الإصابات بشكل كبير منذ التوقف المباغت عن سياسة "صفر كوفيد" التي طبقت بحزم مدة ثلاث سنوات. ونددت بكين بهذه القيود على السفر التي فرضت على مواطنيها واعتبرتها "غير مقبولة" مع أن الصين بقيت مغلقة بشكل واسع منذ العام 2020 أمام السياح والطلاب الأجانب. ففي ختام  اجتماع أزمة لخبراء الاتحاد الأوروبي   الأربعاء، "شُجعت" الدول الأعضاء بقوة على فرض فحوصات تشخيص على الزوار الوافدين من الصين. وانضمت هولندا والبرتغال الجمعة إلى الدول التي تفرض على الوافدين من الصين ابراز فحص تشخيص كوفيد-19 سلبي النتيجة عند الوصول. ويتوقع أن يتفاقم  انتشار الوباء في الصين   مع اقتراب عطلة رأس السنة الصينية نهاية كانون الثاني/ يناير التي يسافر خلالها ملايين الأشخاص من المدن الكبرى التي تسجل فيها إصابات كثيرة، إلى الأرياف لزيارة الأهل الذين غالبا ما يكونون مسنين وفي وضع ضعف. واتخذت الصين إجراءات للحد من الانتقادات بشأن مسارها الفوضوي للتخلي عن سياسة "صفر كوفيد". فقد ذكرت خدمة "ويبو" المرادفة لتويتر في الصين أنها حظرت في الفترة الأخيرة 1120 حسابا "بسبب انتهاكات ضد خبراء وجامعيين". ع.غ/ ح.ز (آ ف ب، د ب أ)

مشاركة :