الشارقة في 8 يناير / وام / تولي دائرة الأشغال جهودا كبيرة وواضحة في بناء المباني الصديقة للبيئة إذ قامت مؤخراً بتشييد مبنى مدينة الشارقة للرعاية الصحية وشيدته بكافة المعايير الدولية التي تمنحه التصنيف كأحد المباني الخضراء الصديقة للبيئة ومبنى قناة الوسطى ومبنى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في خورفكان. وتعتمد المباني الخضراء بشكل عام على تقنيات البناء التي تراعي البيئة في المواد المستخدمة واستهلاك الطاقة والاستدامة ومنها ما يعتمد على المواد الأولية في البناء ويحرص على استخدام ما هو في محيط بيئة المكان مثل البناء بالتربة المدكوكة أو الأكياس الرملية ومنها ما يعتمد على تقنيات حديثة للحفاظ على الطاقة وتوليدها وإعادة تدويرها باستخدام حلول متقدمة تعتمد على الطاقة الشمسية، والمياه المستصلحة ومصادر الطاقة المتجدد ولتحسين نوعية البيئة للمباني والحد من التأثير السلبي على النظام البيئي والمساعدة على إنشاء بروتوكولات لتقييم البيئة والطاقة من الضروري اللجوء إلى المبادئ الإيكولوجية المعروفة على الصعيد الدولي بعبارة المباني الخضراء التي تهدف إلى التقليل بدرجة كبيرة أو بمعنى أدق القضاء على الأثر السلبي للمباني على البيئة وعلى شاغلي المبنى. ووصفت المهندسة علياء الرند مديرة إدارة مشاريع المباني في دائرة أشغال الشارقة مبنى مدينة الشارقة للرعاية الصحية بالمبنى الأخضر المستدام الصديق للبيئة والذي تم إنشاؤه وفق أفضل المعايير الصديقة للبيئة بهدف نشر التوعية بين الجمهور وتشجيع الأفراد والشركات على تطبيق واستخدام الطاقات المتجددة والأنظمة الموفرة للطاقة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية في الإمارة. وأكدت أن المبنى الذي تبلغ مساحته 9850 مترا مربعا مبنى نموذجي حيث يستخدم الطاقة الشمسية كمصدر رئيسي وأساسي لتوليد الكهرباء وتغطية احتياجات المبنى من الطاقة 18 WPeak بنسبة 100% ومجهز بأنظمة حديثة تزيد من كفاءة تشغيل المبنى مثل مكيفات الهواء المزودة بوحدات تحسس ذكية تتأثر بنشاط الأشخاص وتعمل على تعزيز عمل جهاز التكييف والتوفير في الطاقة وفق الوضع الحراري في الغرف إضافة إلى استخدام وحدات إضاءة LED الموفرة للطاقة التي تتناسب مع معايير المباني الخضراء كما استخدمت أنظمة إضاءة طبيعية مثل الأنابيب الشمسية Sun Pipes والفتحة السماوية. وحول استخدامات معايير المباني الخضراء في المشاريع قالت المهندسة بشاير المنصوري مدير إدارة الأفرع في الدائرة: "أضيفت في بعض المشاريع مقاعد جلوس وسلال للنفايات مصنعة من مواد معاد تدويرها بهدف التشجيع على إعادة التدوير وفرز النفايات كما تم تطبيق نظام الجدران الخضراء وزراعة بعض حوائط مواقف السيارات باستخدام حاويات نباتات معلقة تعمل على خفض درجات الحرارة وتلطيف الهواء المحيط بالمبنى لإضفاء مظهر جمالي عليه كما في مبنى قناة الوسطى كما صُبغت بعض المباني باستخدام دهانات صديقة للبيئة خالية من المواد الكيميائية والمركبات العضوية المتطايرة ما يساهم في المحافظة على البيئة والصحة العامة.ونظراً لاتساع مفهوم الاستدامة في الإمارات بات من الطبيعي تخطيط الأبنية على أسس بيئية لضمان مستقبل أفضل لحياة الناس والحفاظ على مصادر الطاقة والمياه من الهدر وتتنافس الجهات المسؤولة على ابتكار أفضل نظم البناء المزودة بتقنيات عالية الجودة وتحقيق أعلى نسب الاستدامة والوصول إلى الأرقام القياسية من خلال أبنية حكومية وسكنية خضراء وتشمل عناصر التصميم التي تم تقييمها الكفاءة العالية للتكييف وتدابير التصميم المعتمد على الطبيعة وعناصر استخدام المياه والصنابير الموفرة في الاستهلاك ومواد الطلاء على أقل نسبة من المركبات العضوية المتطايرة “جودة الهواء في الأماكن المغلقة”. وبالنسبة لمبنى قناة الوسطى تم بنجاح استخدام معظم المواد المستدامة المتوفرة لبناء مبنى أخضر عالي الأداء ونظام إضاءة موفر للطاقة والمعدات والتجهيزات المكتبية وأنظمة عزل الصوت وأجهزة الكمبيوتر المتوافقة مع تصنيف الطاقة ما يوفر كفاءة إضافية تزيد على 66% مما هي عليه في المباني القياسية. وقالت بشاير المنصوري: "تمتاز بعض مبانينا باستهلاك الطاقة بمقدار "120" كيلوواط ساعة/م2/ السنة مقارنة بالمباني التقليدية في المنطقة التي تستهلك نحو "400" وتشمل زراعة سقف مظلات السيارات بالنباتات وتوفير في مياه الشرب قدره 48% ومعالجة المياه العادمة في الموقع بنسبة 100% وألواح كهروضوئية بقدرة 660 كيلوواط وأجهزة استشعار للإضاءة الطبيعية للشمس وإشغال المكاتب لضبطها لتوفير معدلات مريحة ودرجة حرارة مناسبة كما تم تطبيق نظام BMS وهو اختصار Building Management System والذي يعني نظام التحكم بالطاقة في المباني وهو نظام للمراقبة والتحكم والتشغيل وإدارة كافة فعاليات المبنى بشكل مركزي ويشمل التحكم ومراقبة كافة الأحمال الإلكتروميكانيكية. وأشارت إلى أن معالجة جميع مياه الصرف الصحي تتم من خلال وحدات خاصة ويعاد استخدام المياه المعالجة في نظام التبريد ولأغراض الري ومرافق الصرف الصحي و في بعض المساجد استخدمنا أحدث التقنيات لتخفيف سرعة المياه أثناء الوضوء والمغاسل وتقوم بتحديد كمية تدفقها وتجميع مياه المستخدمة في الوضوء وتدويرها وتنقيتها لإعادة استخدامها في دورات المياه ولري الزراعة . وقال: “استعنا بأعمدة إنارة خارجية مزودة بألواح شمسية ونظام بطاريات تخزين تعمل على الطاقة الشمسية لتسخين المياه المستخدمة في الوضوء وملحقات المسجد بدلاً من استخدام السخانات الكهربائية وفيما يتعلق بتخفيض استهلاك الطاقة اعتمدنا تغيير نوع الإضاءة بحيث يتم استخدام LED بدلاً من الإضاءة العادية ..وفي مجال الصحة والبيئة تؤكد جودة الهواء الداخلي بتقليل كمية التلوث من خلال أجهزة ذات تقنية عالية للحد من الأضرار التي تؤثر في الصحة العامة وتحسين أداء نظام التكييف باستخدام أجهزة تقنية ذات كفاء عالية". أما عن المواصفات التي يتم على أساسها التصميم لمبنى التنمية الاقتصادية في خورفكان فأشارت المهندسة آلاء الجروان من فرع خورفكان إلى أنه يتم أخد مبدأ الاستدامة في الحسبان لتحقيق والتوفير والسلامة والعزل التي يجب أن تتوفر كلها في البناء قبل الموافقة عليه.
مشاركة :