بطاقم مكون من حوالي 350 متطوعا من أكثر من 60 جنسية، ترسو سفينة لوجوس هوب (Logos Hope) حاليا في ميناء بورسعيد بالبحر المتوسط شمال شرق القاهرة، حيث تقيم أكبر معرض عائم للكتاب في العالم كجزء من مهمتها الإنسانية لنشر المعرفة وتعزيز التبادل الثقافي. وتعد بورسعيد الوجهة الأولى لسفينة لوجوس هوب في العام الجديد 2023، لكنها ليست المرة الأولى التي تزور فيها السفينة مصر حيث أقامت معرضها العائم للكتاب بنجاح في نفس الميناء في عام 2010. ووصف جيمس بيري قبطان لوجوس هوب، التجربة في مصر بأنها "مثيرة للغاية"، قائلا إنها فرصة ممتازة للتبادل الثقافي بين طاقم السفينة والسكان المحليين. وأضاف قبطان السفينة البريطاني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "أمر رائع للزوار أيضا أن يأتوا على متن السفينة ويلتقون بأناس من العديد من البلدان المختلفة ويتشاركون ويتعلمون شيئا عن ثقافات بعضهم البعض ويقيمون صداقات دائمة". ويقام معرض لوجوس هوب للكتاب في مصر في الفترة من 5 حتى 21 يناير الجاري، ومن المتوقع أن تغادر السفينة، التي زارت بيروت قبل زيارتها بورسعيد، مصر في 23 يناير متوجهة إلى ميناء العقبة بالأردن. وتحمل لوجوس هوب شعار "مشاركة المعرفة والمساعدة والأمل"، ويقدم المعرض المقام على متنها أكثر من 5000 عنوان كتاب في مختلف المجالات مثل العلوم والأدب والتعليم والهوايات وكتب الأطفال وغيرها، وتباع جميعها بأسعار مخفضة لخدمة هدف مشاركة المعرفة. واستقبل طاقم السفينة الزوار بابتسامات ودودة وهم يرتدون الأزياء التقليدية التي تعبر عن بلادهم، ومنها البرازيل وتشيلي وغانا وكازاخستان وجنوب إفريقيا وتايلاند وزامبيا. وكان محمود طه وهو محامي مصري من محافظة الشرقية، يتجول في المعرض العائم للكتاب عندما قرر شراء كتابين عن القيادة الروحية والعمل الجماعي. وقال الشاب المصري "جئت هنا لحضور افتتاح أكبر معرض عائم للكتاب في العالم والاستفادة من الكتب القيمة التي يقدمها، كما أنني أود التحدث إلى أفراد طاقم السفينة والتعرف على ثقافاتهم المختلفة". وكان من بين الزوار أسرة مكونة من زوجة جزائرية وزوج مصري وابنتهما الصغيرة. وقالت فلة ياسمين محمد من الجزائر "كنا ننتظر وصول السفينة بفارغ الصبر، فنحن عائلة من عشاق الكتب والقراءة هوايتنا، وقد اشترينا بالفعل بعض الكتب حتى الآن وسوف نشتري المزيد". وتم بناء السفينة في العام 1973 وجرى شراؤها في العام 2004 من قبل منظمة "جي بي إيه" (GBA) لتنضم لأسطول سفنها، وهي منظمة خيرية مقرها ألمانيا، واسم المنظمة هو اختصار لعبارة "كتب جيدة للجميع". وبدأت السفينة مهمتها الخيرية في العام 2009، حيث سافرت من أوروبا إلى منطقة البحر الكاريبي وأجزاء أخرى من العالم، بحسب إدوارد ديفيد مدير عام لوجوس هوب. وقال مدير السفينة الماليزي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "منذ أن اشترينا السفينة قمنا باستخدامها للترويج للتعليم والمساعدة والأمل في مناطق مختلفة من العالم"، مشيرا إلى أن لوجوس هوب زارت أكثر من 100 ميناء حول العالم منذ العام 2009. ويقدم فريق لوجوس هوب أيضا خدمات بسيطة للمجتمعات التي يعملون معها، مثل زيارة المستشفيات والمدارس ودور الأيتام القريبة وتقديم أكبر قدر ممكن من الرعاية والمساعدة المجتمعية. ولقيت لوجوس هوب ترحيبا كبيرا من سلطات بورسعيد التي قدمت التسهيلات للسفينة بالتنسيق مع الجهات والوزارات المصرية المعنية. وقال المهندس عمرو عثمان نائب محافظ بورسعيد لـ((شينخوا)) "نحن فخورون بوجودهم هنا ونتعاون معهم ونقدم لهم كل الدعم من خلال تنسيقنا مع كافة أجهزة الدولة، وترحب الحكومة المصرية بالسفينة وتقدم لها كل الدعم أثناء تجربتها هنا في مصر".
مشاركة :