الأمن والسلامة المنزلية: هل بيوتنا آمنة؟!

  • 1/24/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم تدع الكوارث والمآسي التي حدثت سابقاً ولاحقاً، مجالاً للتشكيك في رداءة حال الأمن والسلامة، في معظم مرافقنا ومؤسساتنا الحكومية والخاصة، ولعل ما حدث -رغم الأحزان والآلام- يوقظ الضمائر، ويبعث الأمل لمستقبلٍ أجمل، نستفيد فيه من أخطائنا، وتجاربنا الفاشلة، فلا نكرر عاداتنا السيئة، وأمراضنا المزمنة، التي تبدأ بالصراخ و»الولولة»، وردات الفعل الحماسية واللحظية، مروراً بالثرثرة وخطابات اللوم، و»حفلات اللطم»، ثم التلاشي والفتور والنسيان..! وإن كان حال الأمن والسلامة، على مستوى المرافق والمؤسسات العامة، ما علمنا و»هرمنا»، فكيف هو على مستوى الأفراد والمنازل الخاصة، في ظل غياب «ثقافة السلامة»، بمفهومها الشامل، وتطبيقاتها على كافة المستويات؟! وبالرغم من عدم وجود دراساتٍ وإحصاءاتٍ دقيقة بهذا الخصوص؛ إلا أن جميع الشواهد وأدلة الواقع الاجتماعي، تشير إلى أننا نسكن في بيوتٍ «غير آمنة»، تفتقر إلى الحد الأدنى من احتياطات وضوابط الأمن والسلامة، بل لا يكاد يبالغ من يصفها «بالمعتقلات» الخطرة، و»القنابل الموقوتة»، التي قد تنفجر في أية لحظة -لا سمح الله- ليتحول ملاذ الأسرة ومأمنها، ومحضن أفراحها وسعادتها، إلى مصدرٍ للخوف والألم والأحزان..! وعلى سبيل المثال لا الحصر، لا توجد «معايير وطنية» للأمن والسلامة، تنظم عملية بناء المنازل الخاصة والشقق السكنية، ولا يزال دور الأمانات والبلديات يقتصر على منح رخص البناء التقليدية، التي لا تخلو من إجراءات بيروقراطية، ولا يزال دور بقية الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن المهم، محصوراً في تعبئة النماذج والأوراق، ومقتصراً على التوقيع و»التبصيم»، ولا يزال المواطن البسيط -وكاتب هذه السطور أحدهم- لا يعرف الفرق بين أنواع طفايات الحريق، فضلاً عن معرفة طريقة استخدامها، ولم يفكر «مجرد تفكير» في توفيرها في منزله، حتى ولو على سبيل «الديكور»..! كما أنّ «النمط العمراني»، السائد في مجتمعنا، يكاد يتعارض تماماً مع كافة اشتراطات الأمن والسلامة، على صعيد الإنشاء والبنى التحتية، والتجهيزات الأساسية، وعدم الوعي بأهمية الصيانة الدورية، إضافةً إلى الجهل العام، بأبسط الأساليب والإجراءات، في حالة الكوارث والطوارئ، وسيظل أغلب المواطنين لا يتذكر «الدفاع المدني» إلا في «يومه المشهود»، وسيبقى الحال كما هو عليه، في غياب الوعي والمسؤولية، وستبقى معظم الجهات المعنية، ومن أهمها؛ الجهات «التعليمية» و»الأمنية»، في سباتها العميق، الذي لا يعكره سوى أنين الضحايا، وبكاء المكلومين..!

مشاركة :