باريس – الوكالات: أثار إعلان السلطة القضائية الإيرانية أمس إصدار أحكام إعدام في حق ثلاثة أشخاص لضلوعهم في قتل عناصر من قوات الأمن على هامش الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، ردود فعل عالمية منددة مع استدعاء دول أوروبية عدة ممثلي إيران الدبلوماسيين فيها احتجاجا. وترفع الأحكام الجديدة التي لا تزال ابتدائية وقابلة للاستئناف، إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالاحتجاجات إلى 17، تمّ تنفيذ أربعة منها، بينما صادقت المحكمة العليا على حكمَين آخرَين. وأصدر القضاء حكما بالإعدام في حق كل من صالح مير هاشمي ومجيد كاظمي وسعيد يعقوبي بعد اتهامهم بـ«الحرابة»، وفق ما أفاد الاثنين موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية. وأشار الموقع إلى أن الثلاثة دينوا بتهمة الضلوع في عملية قتل ثلاثة من عناصر قوات الأمن في محافظة أصفهان وسط البلاد في 16 نوفمبر. وسبق للسلطة القضائية أن نفّذت أحكام إعدام بحق أربعة أشخاص دينوا باعتداءات على رجال الأمن على هامش الاحتجاجات التي طالت مختلف أنحاء البلاد وتقترب من إتمام شهرها الرابع. وأعلن القضاء السبت تنفيذ حكم الإعدام بحق كل من محمد مهدي كرمي وسيد محمد حسيني لإدانتهما بالضلوع في عملية قتل روح الله عجميان، وهو عنصر في قوات التعبئة «الباسيج»، في مدينة كرج غرب طهران في الثالث من نوفمبر. وفي ديسمبر، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق كل من مجيد رضا رهناورد ومحسن شكاري بعد إدانتهما باعتداءات على عناصر من قوات الأمن أيضا. واعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي أمس أن السلطات تتعامل مع المسؤولين عن «أعمال الشغب» بطريقة عادلة. وقال في تصريحات أوردها موقعه الالكتروني، وجاءت خلال استقباله في طهران جمعا من أهالي مدينة قم، «نعم، لدينا مشكلة اقتصادية ومعيشية، لكن هل تُحلّ بإحراق حاويات القمامة وإثارة الشغب؟»، معتبرا أن السلطات المسؤولة تعامل من «أجّجوا أعمال الشغب معاملة عادلة وجادة». وأثار القمع والإعدامات تنديدا عالميا وفرضت عقوبات غربية جديدة على إيران. وفي إطار ردود الفعل، استدعت ألمانيا سفير إيران في برلين أمس للاحتجاج على إعدام رجلين مؤخرا على صلة بالتظاهرات، على ما أفادت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك. وشدّدت على أن الهدف من ذلك «الإشارة بوضوح إلى أن القمع الوحشي وترهيب السكان والإعدامين الأخيرين لن تمرّ من دون عواقب». واستدعت وزارة الخارجية الفرنسية كذلك القائم بالأعمال الإيراني «لإبلاغه بإدانتها الشديدة» لعمليات الإعدام وللقمع الحالي في إيران. وذكّرت الخارجية الفرنسية في بيان أنها قامت بذلك «مرّات عدة عبر قنوات مختلفة مع السلطات الإيرانية»، مضيفة أنها «تابعت بأكبر قدر من الاهتمام الاعتصام الذي نظم يوم أمس أمام السفارة الفرنسية في طهران والذي لم يكن عفوياً». وأعلنت دول أوروبية أخرى، مثل الدنمارك وبلجيكا وهولندا والنرويج، إجراءات مماثلة، بينما يجري الإعداد لفرض عقوبات جديدة على المستوى الأوروبي. ودعا البابا فرنسيس أمس الى وضع حد لأحكام الاعدام عالميا، وخصّ بالذكر «إيران في أعقاب التظاهرات الأخيرة». وقال «لا يمكن استخدام عقوبة الإعدام لإحقاق عدالة الدولة، نظرا إلى أنها لا تشكل رادعا ولا تجلب العدالة للضحايا، بل تغذّي فقط التعطّش للانتقام». وفي إطار القضية ذاتها، أصدر القضاء الاثنين أحكاما بالسجن في حق متّهمَين آخرَين، أحدهما لاعب كرة القدم أمير نصر آزاداني البالغ من العمر 26 عاما. وأصدرت المحكمة في حق اللاعب الذي يلعب ضمن نادي إيران جوان المحلي، ثلاثة أحكام بالسجن لفترات متفاوتة. ووفق القانون الإيراني، على نصر آزاداني أن يمضي العقوبة الأطول من بين فترات السجن، وهي الحبس 16 عاما. وكانت قضية اللاعب واحتمال الحكم بإعدامه، قد أثارت انتقادات من أطراف خارجيين، تتقدمهم النقابة الدولية للاعبي كرة القدم «فيفبرو». وأوضح ميزان أونلاين أن كل الأحكام الصادرة في قضية قتل العناصر الثلاثة من قوى الأمن، هي ابتدائية وقابلة للاستئناف أمام المحكمة العليا. ونظمت احتجاجات جديدة ضد النظام الإيراني في لندن وباريس في الأيام الأخيرة فيما تواصلت الاحتجاجات داخل إيران. وتجمع محتجون في وقت متأخر الأحد أمام سجن في مدينة كرج في شمال البلاد بعد ورود تقارير عن نقل سجينين إلى الحبس المنفرد تمهيدا لإعدامهما المحتمل على ما أفادت مجموعات حقوقية خارج البلاد. وقال موقع «1500تصوير» إن حشودا ضمت والدة المحكوم عليه بالإعدام محمد قبادلو تظاهرت أمام سجن كوهردشت للمطالبة بـ«إنقاذ» روحه والسجين الآخر محمد بروغني. وحكم على الاثنين بعد إدانتهما بتهمة ارتكاب هجمات على القوى الأمنية ورُفض طلب الاستئناف الذي تقدما به.
مشاركة :