اتُّهم الأمير هاري أمس الجمعة بالسعي قبل أربعة أشهر من تتويج الملك تشارلز الثالث إلى تدمير الأسرة الملكية البريطانية، إذ إن التفاصيل المثيرة التي أوردها في مذكراته تقضي نهائياً على أي إمكان لمصالحة داخل آل وندسور. والتزمت الأوساط الملكية الصمت في شأن سيل الاتهامات المدهشة التي أوردها هاري وما رواه من تفاصيل محرجة تسربت قبل نشر كتاب مذكّراته بعنوان «اسبير» (الاحتياطي) في 10 يناير الجاري، إذ طرحته مكتبات إسبانية للبيع ساعات عن طريق الخطأ، فتبيّن أن مضمونه يذهب إلى أبعد بكثير مما كان متوقعاً. ولاحظت صحيفة «ذي ديلي ميرور» الشعبية في عنوانها أن «لا أحد بمنأى عن مهمة هاري الوحشية لتدمير الأسرة». واتهمت صحيفة «ذي صن» الأمير المقيم في كاليفورنيا «بإلقاء عائلته تحت حافلة لقاء ملايين الدولارات». واعتبرت أن لا شيء «يمكن أن يبرر المسار الهدام والانتقامي الذي اختاره». ورأت صحيفة «ديلي ميل» أن هاري اختار «بصق أكبر قدر ممكن من السم» واصفة كتابه بـ«الحقير». وتواجه وسائل الإعلام مشكلة في اختيار المقتطفات الأكثر إثارة، إذ إن كمّاً كبيراً منها موجود في هذا الكتاب الذي يضمّ أكثر من 500 صفحة. لكنّ أشدّها إيذاءً هي تلك المتعلقة بأخيه وليام، وريث العرش ووظيفة رئيس الدولة في 15 دولة في العالم، الذي يصفه هاري وفقاً للمقتطفات التي نشرتها وسائل الإعلام بأنه «العدو اللدود». وشرح هاري في مذكراته أيضاً أنه عارض ووليام زواج والده من كاميلا التي باتت قرينة الملك اليوم، خوفاً من أن تكون «زوجة أب سيئة». ولم يتوانَ هاري عن الاعتراف بعدد من الأسرار المتعلقة به شخصياً، منها إقراره بتعاطي الكوكايين، وأنّه قتل 25 «مقاتلاً معادياً» خلال مشاركته في المهام العسكرية في أفغانستان، ويتناول حتى فقدانه عذريته، واستعانته بامرأة أتاحت له الدخول في تواصل روحي مع والدته ديانا التي قضت عام 1997 في حادث سيارة في باريس. وقال الخبير الدستوري في جامعة بانغور في ويلز كريغ بريسكوت: «لا أعتقد أننا سبق أن شهدنا أمراً مماثلاً، اي أحد أفراد العائلة المالكة يهاجم المؤسسة بأكبر قدر ممكن من العلنية».
مشاركة :