الكويت – أفادت تقارير إعلامية بأن الكويت رشحت أحد أبرز دبلوماسييها أمينا عاما لجلس التعاون الخليجي خلفا لمواطنه الذي يغادر المنصب أواخر الشهر الجاري، بعد قرابة شهر من قرار إعفائه وموافقة المجلس عن احتفاظها بمنصب الأمين العام. وذكرت صحيفة "الرأي" المحلية، نقلا عن مصادر -لم تسمها- إن الكويت قررت ترشيح السفير جاسم البديوي لشغل منصب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، خلفاً للأمين العام الحالي نايف الحجرف، الذي تنتهي فترة لايته في 31 يناير الجاري. هذا الخبر أكدته صحيفة "الأيام" البحرينية، نقلا عن مصادر كويتية مطلعة، حيث أشارت إلى أن الكويت رشحت البديوي ليكون خلفًا للحجرف. ذلك الترشيح جاء بعد قرابة شهر من موافقة مجلس التعاون الخليجي في القمة الـ43 التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، على رغبة دولة الكويت بالاحتفاظ بمنصب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لفترة ثانية، اعتباراً من انتهاء الفترة الحالية للأمين العام نايف فلاح مبارك الحجرف في 31 يناير الجاري. وبحسب البيان الختامي للقمة التي التأمت في 9 ديسمبر الماضي، فإن المجلس الوزاري سيتابع تسمية دولة الكويت لمرشحها الجديد لشغل المنصب اعتباراً من الأول من فبراير 2023م واستكمال الإجراءات اللازمة لذلك. وعبرت دول الخليج في البيان "عن تقديرها البالغ للجهود الكبيرة والمخلصة والمميزة التي بذلها الحجرف، الذي سوف تنتهي فترة عمله في نهاية شهر يناير 2023، وإسهاماته الفعالة في مسيرة العمل المشترك، أثناء فترة عمله". وكان جاسم البديوي تقلد منصب سفير الكويت في الولايات المتحدة، في شهر أغسطس من العام 2022، ليكون خلفاً للشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، الذي كان سفيراً للكويت منذ عام 2001. ويعد البديوي من الشخصيات المرموقة التي نالت صيتاً واسعاً في الكويت والمحافل الدولية كافة، حيث شغل عدة مناصب من بينها نائب رئيس البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة في 2011، وسفير الكويت لدى جمهورية كوريا (2013 إلى 2016)، رئيس بعثة الكويت في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وسفير الكويت لدى مملكة بلجيكا (2016- 2022). وكان الدبلوماسي الكويتي كُرم خلال حفل أقامته مجلة "سيؤول سيتي" و"إن دي إن نيوز"، عندما كان يشغل منصب السفير في سول، ومنحته جائزة "أفضل سفير" نظير جهوده في تطوير العلاقات بين كوريا الجنوبية ودولة الكويت. وقبل انتهاء ولايته أميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجي بثلاث سنوات، أعفي نايف الحجرف من رئاسة المنظمة الخليجية، بناءً على طلب بلاده الكويت. وجاء الحديث عن إعفاء الحجرف من منصبه الذي عين به، في فبراير 2020، من خلال تأكيد صحف سعودية وكويتية، قبل أن يتأكد رسمياً بعد بيان رسمي من مجلس التعاون الخليجي، في 9 ديسمبر الماضي. ويعد إعفاء الحجرف من منصبه قبل انتهاء ولايته سابقة في تاريخ مجلس التعاون، حيث لم يسبق للمجلس، منذ تأسيسه عام 1981، أن أعفى الأمين العام من منصبه. ومنصب الأمين العام يعينه المجلس الأعلى -رؤساء الدول الأعضاء- لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد. ويهدف مجلس التعاون إلى توثيق الروابط بين شعوب المجلس، والعمل على تحقيق التعاون والتكامل بين دوله في جميع المجالات، ووضع نظام ثابت في الأنظمة الاقتصادية والمالية والتجارية والجمارك، ودفع عملية التقدم العلمي في مختلف المجالات، وإقامة مشاريع مشتركة، وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة والتعاون. وتتمثل مهمة الأمين العام، وفقاً للهيكل التنظيمي، "بإعداد الدراسة الخاصة بالتعاون والتنسيق والخطط للعمل المشترك، ووضع تقارير دورية وخطط لأعمال المجلس، ومتابعة تنفيذ القرارات، بالإضافة إلى تحضير الاجتماعات وإعداد جدول أعمال المجلس، وغير ذلك من المهام الأخرى". ويتولى الأمين العام منصبه ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، ويملك أمناء مساعدين في الجانب السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والتشريعي القانوني.
مشاركة :