البلاد- وكالات سلطت شبكة “سي إن إن” الأمريكية الضوء على المعاني والتأثيرات التي يحملها تنظيم العراق لبطولة “خليجي-25″، وهي البطولة الدولية الأولى لكرة القدم التي ينظمها العراق منذ أكثر من أربعة عقود، وهو الذي خرج للتو من أسوأ وأطول مأزق سياسي منذ سنوات. ونقل تقرير الشبكة الأمريكية عن محللين إشارتهم إلى أن البطولة المقامة في مدينة البصرة، تمثل “بارقة أمل” بالنسبة إلى الشعب العراقي الذي يعاني، كما أنها بمثابة رسالة سياسية يشير العراق من خلالها إلى جيرانه وإلى العالم، بأنه على استعداد لتخطي عقود من الاضطرابات. ونقل التقرير عن مساعد المدير في شركة “كونترول ريسكس” للاستشارات في دبي بارتيك أوسجود قوله: إن “العراق بلد مهووس بكرة القدم وهو يضغط منذ سنوات من أجل الحصول على حق استضافة مباريات دولية تنافسية”. ورصدت الشبكة في تقريرها مظاهر الحماسة في البصرة إزاء استضافة البطولة حيث تزينت الجدران بالرسومات الجدارية، بينما اصطف المشجعون في طوابير طويلة من أجل الحصول على التذاكر، ورفرفت أعلام الدول المشاركة في شوارع المدينة ولافتات ترحيبية كتب عليها “البصرة ترحب بكم” و”البصرة منزلك”. ونقل التقرير عن سائق سيارة أجرة” محمد علي” (29 عاماً) ” إننا بانتظار هذه اللحظة منذ 40 عاماً”، مشيراً إلى أن البصرة تشعر بالأمان وسكانها يغمرهم الفرح. وأضاف” واجهنا مشاكل، إلا أننا دائماً نقول: إن الرياضة توحد الناس، ونحن نرى الكثير من الناس من الخليج ويمكن أن نقول إنهم أيضا اشتاقوا للبصرة”. ونقل عن رئيس العلاقات العامة في وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن إشارته إلى أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية من أجل ضمان سلامة المواطنين والمشجعين الوافدين إلى البصرة، المقدرة أعدادهم بعشرات الآلاف. كما نقل التقرير عن أستاذ السياسة في جامعة بغداد إحسان الشمري قوله: إن العراق من خلال تنظيمه البطولة يقول: إن هناك استقراراً سياسياً كبيراً، ويتوجه إلى الوضع الأمني، خصوصاً في حال اكتملت البطولة بنجاح دون أي حوادث أمنية”. وبالإضافة إلى ذلك، اعتبر الشمري أن العراق يأمل أيضاً في تعزيز صورته أمام المستثمرين والشركاء السياسيين، إلى جانب تقريبه من جيرانه الخليجيين الذين جمعته بهم علاقات فاترة منذ غزو صدام حسين للكويت في العام 1990. وتابع التقرير، أن العراق انزلق نحو الفوضى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، وفي أواخر العام 2021 سقط في أطول أزمة سياسية بعدما فشلت القوى السياسية في تشكيل حكومة وتم اختراق الجمود في أكتوبر الماضي بعد انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة، لكن الخبراء ما زالوا يشككون فيما إذا كانت الحكومة ستتمكن من منع المزيد من الاضطرابات وتطبيق إصلاحات جدية، بينما ما يزال اقتصاد العراق في أزمة وبنيته التحتية في حالة خراب. وتناول التقرير التفاؤل الموجود في البصرة من جانب أهلها، ونقل عن علي سلمان (46 عاماً) قوله: إن البصرة كلها فرحة وهي تفتح أبوابها للخليج والمحافظات (العراقية) الأخرى”، مضيفاً أنه يريد أن يقول للزوار من الخليج والمحافظات العراقية، ألا يستأجرون في الفنادق لأن “أبواب منازلنا مفتوحة”.
مشاركة :