أ ف ب - تعهدت بريطانيا، الثلاثاء، مواصلة مشاريعها الفضائية بعد أن أعرب رؤساء قطاع الفضاء عن خيبة أملهم بسبب فشل المحاولة الأولى لإطلاق أقمار اصطناعية من أراضي المملكة المتحدة، مؤكدين إجراء تحقيق فيما حدث. وقال الكونسورسيوم، الذي يضم شركة "فيرجن أوربت" ووكالة الفضاء البريطانية وميناء كورنوال الفضائي، في بيان، إن "المحاولة التاريخية الأولى لإطلاق أقمار اصطناعية من الأراضي البريطانية بلغت الفضاء في وقت متأخر الإثنين، لكنها لم تنجح في نهاية المطاف في بلوغ المدار المستهدف". صفعة لقطاع الفضاء ويمثل فشل المهمة صفعة لقطاع الفضاء الوليد في المملكة المتحدة، التي كان نجاح هذه المهمة سيجعلها واحدة من 9 دول قادرة على إطلاق صواريخ إلى مدار الأرض. ومساء الاثنين، أقلعت من مطار "نيوكواي"، جنوب غربي إنجلترا، طائرة من طراز "بوينج 747" تابعة لـ"فيرجين أوربت" وتحمل تحت جناحيها الصاروخ الفضائي البالغ طوله 21 متراً. وكان الصاروخ الفضائي محمّلاً بـ9 أقمار اصطناعية لوضعها في مدار الأرض، في مهمّة كانت ستشكّل فتحاً كبيراً لبريطانيا في هذا المجال. وقرابة الساعة 23:15 بتوقيت جرينتش وعلى ارتفاع 35 ألف قدم فوق سطح المحيط الأطلسي، قبالة جنوب إيرلندا، انفصل الصاروخ عن الطائرة، كما كان مقرّراً، واشتعلت محرّكاته وانطلق نحو المدار، لكنّ خللاً حال دون وصوله إلى هدفه. وقالت "فيرجين أوربت" على "تويتر": "عادت الطائرة وطاقمها إلى المطار بسلام". كان يفترض بهذه المهمة، لو نجحت، أن تُدخل بريطانيا إلى "النادي الحصري" للدول القادرة على إرسال صواريخ إلى الفضاء الخارجي. تعقيدات إضافية وأشار بيان الكونسورسيوم إلى أنه "في وقت معين، خلال إشعال الطبقة الثانية من محرك الصاروخ وعندما كان منطلقاً بسرعة تفوق 11 ألف ميل في الساعة، تعرض النظام لاختلال أدى إلى إنهاء المهمة باكراً". وأشاد رئيس شركة "فيرجن أوربت"، دان هارت، بفرق الإطلاق، لكنه قال إن مهمتها تعقدت بسبب "طبيعة هذه المهمة الأولى من نوعها"، وهو ما ترافق مع "تعقيدات إضافية". وأضاف: "سنعمل بلا كلل لفهم طبيعة الفشل، واتخاذ الاجراءات التصحيحية والعودة الى المدار بمجرد الانتهاء من التحقيق الكامل وعملية ضمان سلامة المهمة". وقالت وكالة الفضاء البريطانية إنها ستعمل عن كثب مع "فيرجن أوربت" لأنها "تحقق في سبب الاختلال". وقال مدير الرحلات الفضائية التجارية في الوكالة مات آرتشر: "رغم هذه النتيجة المخيبة للآمال، نجح المشروع في إنشاء قدرة إطلاق أفقية" في ميناء كورنوال الفضائي. وكانت عملية الإطلاق، الإثنين، الأولى من نوعها من الأراضي البريطانية، بعدما كانت الأقمار الاصطناعية المنتجة في المملكة المتحدة تُرسَل إلى المدار عبر موانئ فضائية أجنبية. في غضون عام تجدر الإشارة إلى أن مئات الأشخاص شاركوا في إطلاق المهمة، التي سُميت "ستارت مي أب"، في إشارة إلى أغنية شهيرة لفرقة رولينج ستونز، والتي تتكفل بها شركة "فيرجن أوربت" التابعة للملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، المتخصصة في عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية الصغيرة إلى الفضاء. وكان من المفترض أن يكون للأقمار الاصطناعية مجموعة متنوعة من الوظائف المدنية والدفاعية، من مراقبة البحر إلى مساعدة البلدان على اكتشاف مهربي البشر، مروراً بمتابعة الأرصاد الجوية من الفضاء. وقالت رئيسة شركة ستاليت ابليكيشن كاتبالت، لوسي إيدج، إن التخطيط سيبدأ فوراً لمهمة بديلة لحساب جهة من زبائن الشركة كان لديها قمر اصطناعي للمراقبة البحرية للمهمة، لكنها أشارت إلى أن المسألة الأهم تتعلق بقدرات الإطلاق الفضائي في المملكة المتحدة. وقالت إيدج لإذاعة "بي بي سي": "سنواصل تجاربنا. ستكون لدينا قدرة إطلاق من المملكة المتحدة، ربما أكثر من واحدة. أعتقد منطقياً أن الأمر سيحصل في غضون عام". طفرة كبيرة وازداد عدد القواعد الفضائية في أوروبا في السنوات الأخيرة بسبب مشاريع الاستغلال التجاري لقطاع الفضاء. ولفترة طويلة، كانت الأقمار الاصطناعية تُستخدم، في المقام الأول، للبعثات الخاصة بوكالات الفضاء الوطنية، لكنّ معظم مشاريع الموانئ الفضائية في أوروبا باتت مرتبطة بمبادرات للقطاع الخاص. وشهدت السوق طفرة كبيرة مع ظهور شركات ناشئة صغيرة، إضافة إلى تكنولوجيا حديثة جعلت كلاً من الصواريخ والأقمار الاصطناعية أصغر حجماً، مع تزايد سريع في عدد التطبيقات المرتبطة بالأقمار الاصطناعية.
مشاركة :