لا ينتج البنكرياس في مرضى السكري من النوع الأول، الأنسولين أو ينتج القليل جدا منه، وهو هرمون مهم يساعد في تحويل الطعام إلى طاقة، لذلك يتعين على هؤلاء المرضى مراقبة مستويات السكر أو الجلوكوز في الدم عن كثب وزيادة مستويات الأنسولين كل يوم من حياتهم باستخدام الحقن أو مضخة الأنسولين. هذا التدخل العلاجي الدائم الذي يتعين على المرضى القيام به بصورة دائمة، تقوم تقنية جديدة بتنفيذه تلقائياً عبر ما يعرف بـ«البنكرياس الصناعي»، الذي يحاكي وظيفة البنكرياس الطبيعي، والذي أوصى المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية في بريطانيا الثلاثاء، باستخدامه. ووفق الموقع الإلكتروني للمعهد، تتألف هذه التقنية من جهاز استشعار مستمر لمراقبة الجلوكوز متصل بالجسم، وهذا بدوره ينقل البيانات إلى مضخة الأنسولين التي يتم ارتداؤها بالجسم، وتستخدم هذه البيانات لإجراء عملية حسابية لمعرفة كمية الأنسولين التي يجب توصيلها إلى الجسم للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ضمن النطاق الصحي. ويقول مارك تشابمان، المدير المؤقت للتكنولوجيا الطبية بالمعهد في بيان نشره موقعه الإلكتروني «يعاني بعض الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول من إدارة حالتهم، رغم أنهم يفعلون كل ما يطلبه منهم فريق مرض السكري، وهذه التكنولوجيا هي أفضل تدخل لمساعدتهم على السيطرة على مرض السكري». ووصف بارثا كار، المستشار الوطني لمرض السكري في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، هذه التكنولوجيا، بأنها «توفر أفضل تحكم لإدارة مرض السكري من النوع الأول»، مضيفا «لقد رأينا نتائج رائعة من تجارب العالم الحقيقي، فجودة الحياة التي تمنحها هذه التكنولوجيا لمن يستخدمها هائلة». ومن جانبه، يثني محمد عمر، اختصاصي السكري والغدد الصماء بوزارة الصحة المصرية، على آلية العمل السهلة والبسيطة التي توفرها تلك التقنية، والتي تغني عن بعض التفاصيل التي تجعل بعض مرضى السكري يتكاسلون عن متابعة العلاج بانتظام، مما يعرضهم لأخطار مثل بتر الأعضاء والعمى ومشاكل الكلى. وفي الوقت الحالي، تتضمن الرعاية القياسية لمرض السكري من النوع الأول، قياس مستويات الجلوكوز في الدم بانتظام باستخدام اختبار الدم بوخز الإصبع أو باستخدام جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر (في الوقت الفعلي أو المسح الضوئي بشكل متقطع)، وتتم إدارة مستويات الجلوكوز في الدم عن طريق عدة حقن أنسولين يومية أو باستخدام مضخة لحقن الأنسولين تحت الجلد. ويقول عمر لـ«الشرق الأوسط»: «التقنية الجديدة الموصوفة تغني عن مثل هذه التفاصيل، وتدير العملية بشكل تلقائي، لذلك فهي اختراق مهم لتحسين جودة الحياة». ويتوقع أن يتم طرح هذه التقنية بأسعار مرتفعة جدا، وقد تكون هذه هي المشكلة التي تحول دون تعميمها في بعض الدول. وقضية التكلفة التي أشار إليها عمر، تمت إثارتها مؤخراً في بريطانيا، إذ تبلغ تكلفة هذه التكنولوجيا حاليا ما يقرب من 6 آلاف جنيه إسترليني سنويا، لكن المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية في بريطانيا يقول إنه يسعى لتوفيرها بسعر أقل.
مشاركة :