في حوار لصحيفة وهج نيوز الإلكترونية مع د. هاني الافغاني استشاري علم الوراثة والجينات السرطانية. (على ذلك تحديد خارطة الجينوم السعودي والذي بات يخطو خطوات متسارعة لتحقيق أهدافه بأسرع وقت كيف لا وهو أحد محاور رؤية المملكة 2030.) حوار نوال العنزي تحت إشراف ا. عبد الله المالكي * في البداية نرحب بك في صحيفة وهج نيوز الإلكترونية ونشكرك على إتاحة الفرصة لنا لإجراء هذا الحوار القيم معك: * وبداية حوارنا معك نتمنى أن تعرفنا بنفسك وبسيرتك الذاتية للقراء الأعزاء؟ _ هاني محمد أمير الله الأفغاني بكالوريوس طب المختبرات ماجستير علم الوراثة الطبية دكتوراة علم الجينات السرطانية أعمل بمختبر مستشفى قوى الأمن بمكة متزوج ولدي 4 أطفال * يعطيك العافية د. هاني هل حدثتنا أكثر عن تخصصك الدقيق الذي يهم جانب كبير بالحياة؟ _ تخصصي لا يقل أهمية أو حتى لا هو بالأفضل بين التخصصات فكل له إسهاماته في تطور العلم والحياة والبشرية، ولكن تكمن أهمية تخصص علم الوراثة الطبية في معرفة ودراسة طبيعة الأمراض المستعصية والنادرة وأيضا تلك التي لها علاقة بالجينات والمورثات لدى الإنسان، وبالتالي إما معرفة المسبب بدقة وللتنبؤ بحدوث المرض ونسبة الشفاء أو تحديد نسبة الخطورة لللأفراد بالإصابة بالمرض عن طريق ما يسمى بالطب التنبئي وبالتالي حماية ووقاية المجتمع والأقارب من تكرار الوقوع في براثن المرض عن طريق مجال الطب الوقائي،أيضا تكمن أهمية علم الوراثة الطبية في تحديد العلاج وتطويره وتحديد الجرعات المناسبة ولكن معظمها تحت الدراسة لتعتمد في المستقبل القريب،وكل هذا مندرج تحت مضلة الطب الدقيق أو الطب الشخصي. * ماشاء الله دكتور كثيراً ماتحدثناً بحسابك بالتويتر عن أخر مستجدات وتطورات الباحثين عن الأمراض الوراثية والعلاجات التطويرية عن السرطانات… هل حدثتناً عن أخر ماتوصل له العلماء بهذا الجانب ؟ _ بالنسبة لمرض السرطان فهو مرض مزعج ومميت ولكن بفضل الله ثم بالتقدم المذهل والمتسارع في البحث العلمي أصبح بالإمكان التغلب على مثل هذه الأمراض المعضلة ولله الحمد، حيث أنه دخلت في علاج السرطان والأورام وعلاجات متطورة تساعد في التغلب السريع على الأورام فمن ضمن هذه العلاجات العلاج الجيني وهو علاج يقوم بالتصحيح البنائي على التغيرات والطفرات الممرضة و المسببة للسرطان على سلاسل الحمض النووي ال دي إن إي ولكن مثل هذه العلاجات و التقنيات المتطورة تعالج طفرة معينة لشخص معين في ورم معين ومن الصعب في هذه المرحلة أن يعالج باستخدام العلاجات الجينية جميع أنواع السرطان وجميع أنواع الطفرات حيث أن كل ورم يحمل أو يكون بسبب طفرات مختلفة، أيضا هناك علاجات تعتمد على علم المناعة وتسمى العلاجات المناعية، فهذه العلاجات تعتمد على التحفيز الخلايا المناعية في جسم الإنسان أو جسم المصاب لمهاجمة الخلايا السرطانية التي تحتوي على بروتينات معينة تتعرف عليها الخلايا المناعية ويتم محاربتها من قبلها والقضاء عليها، وقد أثبتت الدراسات أنه نجاح مثل هذه التقنيات وهذه العلاجات المناعية على معظم الخلايا السرطانية ولله الحمد تم اعتماد بعضها، كما لا يفوتنا أن نذكر فيه بهذا الصدد أن هناك لقاحات ضد أنواع معينة من الأورام والسرطانات الناتجة عن عوامل وراثية حيث بحيث يعطى الشخص المعرفة الأكثر خطورة والمعرض للإصابة بسرطان معين في العائلة يتم إعطاؤه لقاح بحيث إذا وجد أي خلايا سرطانية جديدة يتم القضاء عليها مبكرا. *نسمع كثيراً عن بعض الأمراض الوراثية وكيف انتقالها بين الأجيال وكيف الحد منها وتوعية المجتمع عن بعض النقاط…لكن قد يتبادر لأذهاننا سؤال هنا هل هناك جينات سرطانية متوارثة بين الأجيال؟ _ سؤال جيد جداً بالنسبة للأمراض الوراثية نعم بإمكانها أن تنتقل عبر عبر الأجيال عن طريق أنماط وراثية معروفة أنه منها النمط الوراثي السائد أو النمط الوراثي المتنحي، فالنمط الوراثي السائد يحتاج لي نسخة واحدة معطوبة من الجين المسبب للمرض لحدوث وظهور المرض وأعراضه بينما النمط الوراثي المتنحي فهو بحاجة إلى نسختين من معطوبة من الجين المسبب للمرض لظهور ذلك المرض وإن وجدت نسخة واحدة فيعتبر ذلك الشخص حامل للمرض وليس مصابا به أو مريض،أما في حال الأورام فإنها تنتقل عبر الأجيال بصفة سائدة أو بالنمط الوراثي السائد معظمها مع وجود بعض من الأورام بنسبة قليلة وضئيلة جدا جدا تكون أنه إن ناقلها عبر النمط الوراثي المتنحي، وهناك عدة أنواع من الأورام فمنها ما يعرف ب البيئي وهو الأكثر و منها ما هو أهم ما يعرف ب الوراثي أو العائلي فا كليهما يعتبران ولله الحمد قليلة جداً لحدوث الأورام. *سمعناً عن أهتمامك ببعض النباتات الطبية التي تكون مساعده بعلاج بعض الأمراض السرطانيةوغيرها، و نعلم جميعاً يوجد بممكلتنا الحبيبة تنوع كبير بأشكال وأنواع النباتات وفوائدها منذ القدم من أجدادنا وتختلف طرق استخدامهم ، هل ترى يادكتور إلى الآن هناك عدم وعي وجهل ببعض النباتات وعدم الإستفادة منها بشكل أكبر بالبحث عنها؟ _ ما شاء الله تبارك الله سؤال جداً جيد وهو محور إهتمام الكثير من المختصين و وكذلك الباحثين في علاج الكثير من الأمراض وخصوصا الأمراض السرطانية وهو الاستفادة القصوى من النباتات الطبيعية التي حبانا الله بها أنه على أرجاء الكرة الأرضية حقيقة من المعروف لدينا أن معظم الأدوية الموجودة حاليا لها أساس وتركيبة كيميائية موجودة في بعض النباتات والتي باتت تعرف بالنباتات الطبية وقد تكون بعض هذه النباتات استخدمت في أنه في الماضي من قبل الأجداد سواء في بيئتنا أو في بيئتنا العربية أو في أنحاء العالم، فمثلا على سبيل المثال لا الحصر نبات البروكلي ثبت بالأبحاث مقاومة لبعض الأورام ك الثدي والقولون لاحتواء على الكثير من العناصر المقاومة للأجسام الحرة والأكسدة، أيضا من المعروف أن فاكهة الفراولة أيضا تعتبر من النباتات المحتوية على الكثير من المواد من اللواء المقاومة للأكسدة والأجسام الحرة المدمرة لي للخلايا وتركيبة الحامض النووي دي إن إي،ومن المعلوم أن وطننا الحبيب زاخر بالنباتات والأعشاب المستخدمة في الطب الشعبي فهناك بعض الأعشاب وبعض النباتات الموجودة في وطننا والتي من الممكن والمرجح أن تكون مقاومة أيضا للأورام فمن ذلك نبات الريحان وبذوره أيضا حب الرشاد ويزرع أنه بشكل كبير في منطقة القصيم ويعتبر من أجود أنواع حب الرشاد حقيقة ،أيضا اثبت مقاومته لبعض الأورام وغير ذلك من الأعشاب الموجودة لدينا ولكن الجهل يكمن في عدم الاستفاضة في الأبحاث الطبية والعلمية للوصول للتركيبة الكيميائية والدوائية التي يمكن استخدامها على المرضى بشكل علاجي،إلا أن هناك بعض الأبحاث بحيث لا نظلم البحث العلمي في جامعاتنا فهناك عدة أبحاث أجريت على سرطان المخ ومدى علاجه بإستخدام نبات الكركم وأثبت أنه قوة الكركم في علاج أقوى هذه السرطانات وهو سرطان المخ على الخلايا. *هناك قصة جميلة سمعناها عن بداية قصة نجاحك كيف بدأت وانتهيت بهذا التخصص الذي أراه عمل أنساني كيف تسطيع مساعد وحل لبعض أمراض العالم وأكيد مررت خلال رحلتك ببعض المواقف الطريفة أو المؤثرة هل ذكرت لنا أحدهم؟ _ نعم بالنسبة للالتحاق بهذا العلم وهذا التخصص المهم جدا في بداية الأمر حقيقة كنت لا أرغب ولا أميل لهذا التخصص وذلك لصعوبة هذا التخصص ولعدم دراستة بتوسع في مرحلة البكالوريوس ولهذا كنت أطمح لأن أدرس الماجستير في تخصص المختبرات الطبية بشكل أوسع وحقيقة لم تتم الموافقة ولا واعتماد دراستي بالرغم من الرفع لأكثر من مرة ولكن بعد أن تزوجت ولله الحمد ،كانت زوجتي أول من اقترح علي فكرة دراسة علم الوراثة وأول من شجعني على ذلك وكان الاتفاق أن أدرس أول تخصص يأتيني بالقبول من الجامعات البريطانية وسبحان الله إن شاء الله أن يكون ماجستير علم الوراثة أول قبول يأتيني من الجامعة من جامعة غلاسكو وتم الرفع وتمت الموافقة من قبل العمل بأمور وبشكل ميسر جدا وها أنا الحمد لله الآن أحمل شهادة الدكتوراه في هذا التخصص ومن أعرق الجامعات بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل تشجيع زوجتي ووجعلني الله سبحانه وتعالى أن أحب هذا التخصص المهم في الساحة العلمية والطبية فهي من وقفت بجانبي بعد توفيق الله ثم دعم والداي. *هل هناك تصورات خاطئة بالمجتمع حول بعض الأمراض الوراثية والأمراض السرطانية وتود تصحيحها؟ _ نعم صحيح هناك تصورات خاطئة جداً وفي أكثر المجتمعات وليس مجتمعنا فقط ومن المفاهيم التي يجب أن تصحح عن بعض الأمراض الوراثية اعتقاد بعض الأشخاص بأن الأمراض الوراثية تصيب الأطفال فقط وهم حديثي الولادة ،ولكن هناك أمراض وراثية تصيب إما كبار السن أو في عمر متقدم وفي سن الطفولة أو حتى في سن المراهقة ،أيضا هناك بعض المفاهيم التي يجب أن تصحح ومنها أن المجتمع يعتقد إن المرض الوراثي يجب أن يكون في أحد الأبوين أو كلاهما من الصحيح أن هناك أمراض وراثية داء خصوصا ذات النمط السائد قد تقفز أحد الأجيال بمعنى لا تظهر في بعض الأجيال وتظهر في الأجيال التي بعدها فقد لا يظهر في الآباء ولكن يظهر في الأبناء. أما بالنسبة لأمراض السرطان فبات شائعاً بأن أمراض السرطان لا يمكن أن تشفى أو لا علاج لها وهذا خاطئ جداً حيث أن مع تقدم العلم ولله الحمد أصبح من الممكن علاج مرض السرطان بشكل كامل ،طبعا يجب أن يكتشف في وقت مبكر أيضاً هناك بعض العلاجات الجينية الآن والتي يمكن تتقدم وتشفى أمراض السرطان . *ماهي نصائحك وتوجيهاتك لمن يهتم بمجال علم الوراثة والجينات السرطانية أو بشكل عام عن جانب تخصص علم الوراثة بجميع فروعه وكيف يطور أدائه؟ _ أما عن بعض النصائح الخاصة بالمهتمين بعلم الوراثة أو بصفة عامة الطب الجزيئي أقول لهم عليهم بالاطلاع على كل جديد في هذا المجال وفي جميع المجالات الطبية والعلمية لأن هذا العلم من العلوم التي لها مستقبل مشرق ومهم أيضا فيجب على المختصين في هذا العلم إن يكونوا على إطلاع دائم لكل ما هو جديد فهذا العلم متسارع جداً ومتداخل في جميع المجالات الحياتيه قد يكون هذا العلم مصاحب بصعوبه بالغه ،ولكن ممتع جدًا لما يرينا من دقه صنع الخالق عز وجل كما أمل منهم الاهتمام بالبحث العلمي فهو أساس التطوير والتطور لرفعة بلدنا المعطاء. *كيف ترى التطلعات المستقبلية لمجال علم الوراثة والجينات السرطانية بوجة نظرك ؟ _ بالنسبة لعلم الوراثة مستقبلاً أولا على الصعيد العالمي فلهذا العلم أهمية بالغة كما أسلفت فهو الآن يدخل في معظم المجالات سواء الصناعية أو الحيوية أو الطبية والعلاجية،فهناك عدة أفرع من العلوم الطبية تنبني على تخصص علم الوراثة ومنها الطب الشخصي والطب الدقيق والطب التشخيصي الموجه،وجميعها تعتمد على التركيبة الجينية للإنسان بحيث يتم التعرف على الأمراض وصرف العلاجات ونسب الجرعات بناء على التركيبة الخاصة لكل شخص واستنادا على التعبير الجيني لدى الأشخاص، أما على صعيد دولتنا الحبيبة رعاها الله فالاهتمام بالطب الوراثي والجزيئي قائم وفي تطور مستمر وأكبر مثال على ذلك تحديد خارطة الجينوم السعودي والذي بات يخطو خطوات متسارعة لتحقيق أهدافه بأسرع وقت كيف لا وهو أحد محاور رؤية المملكة 2030. *ختاماً كلمة أخيره تود إيصالها لقراء صحيفة وهج نيوز الإلكترونية؟ _أولا أود أن أشكر لكم تكرمكم بإجراء هذه المقابلة معي ثانيا أقول لهؤلاء القراء شكرا لكم على دعمكم لي هذا الصرح العلمي و للعلماء من أبناء الوطن الذين يعملون بكل جد وإخلاص لجعل راية هذا الوطن خفاقة عالية على جميع الأصعدة وأهمها المجالات العلمية والطبية أنتم أيها القراء الأساس في دعم كل ما هو مفيد فلكم جزيل الشكر والامتنان * لايسعنا إلا شكرك لقبولك لهذا الحوار الثمين معك دكتور الذي فعلاً تعد مثال مشرف وفخر لعلماء الوطن من علم ورقي أخلاق مع الجميع.
مشاركة :