نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، «شائعات» عن استقالته، وأعلن في الوقت نفسه استدعاء السفير العراقي في طهران لإبلاغه احتجاجاً رسمياً على استخدام تسمية «الخليج العربي» في بطولة «خليجي25» التي تستضيفها البصرة. وقال عبداللهيان؛ رداً على سؤال حول تقارير بشأن تقديم استقالته: «لم أسمع بشيء مثل هذا»، لكنه واجه إصراراً من الصحافيين، على هامش اجتماع الحكومة، وسئل ثانية عما إذا كان ينفي قضية استقالته؛ فأجاب: «أنفي بشدة»؛ وفق ما أوردت وسائل إعلام حكومية. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت إلغاء جلسة لمساءلة عبداللهيان في البرلمان الإيراني، بعدما سحب أحد النواب طلباً لمساءلته حول أسباب استمرار «عصابة نيويورك» في وزارة الخارجية؛ وهي التسمية التي تطلق على دبلوماسيين محسوبين على وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف؛ أبرزهم نائب وزير الخارجية والمفاوض النووي السابق عباس عراقجي. ورغم نفي عبداللهيان؛ فإن العديد من المواقع الإيرانية تساءل حول جدية ما يُتداول عن الضغوط التي يتعرض لها عبداللهيان لتقديم استقالته. وعلى مدى الشهر الماضي، تعرض عبداللهيان لانتقادات عديدة في المواقع والصحف الداخلية؛ بسبب حضوره مؤتمر «بغداد2» على ساحل البحر الميت في الأردن، وعدّ محللون هذا التيار «مشروعاً لحذف إيران من المعادلات الإقليمية». وبعد أسبوع من انتهاء «مؤتمر بغداد»، تحدثت صحيفة «اعتماد»، المقربة من الأوساط الدبلوماسية الإيرانية، عن «مفاجئة» إيران في عمان. وجاء ذلك بعدما سلطت الأضواء على تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأشار فيها إلى تعذر حل مشكلات لبنان والعراق وسوريا من دون تقليص الدور الإقليمي الإيراني. وكان السفير الإيراني الأسبق لدى بريطانيا، جلال سادتيان، وصف أداء الحكومة الحالية في السياسة الخارجية بـ«الضعيف للغاية»، متحدثاً عن «فقدان التوازن» في العلاقات الخارجية الإيرانية، في إشارة إلى اعتماد الحكومة الحالية على العلاقات مع الصين وروسيا. بدورها؛ أثارت صحف محافظة قضية المفاوضات النووية المتعثرة منذ مارس (آذار) الماضي. وانتقدت لقاء عبداللهيان ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على هامش مؤتمر «بغداد2». وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تعرض عبداللهيان لانتقادات من صحف إصلاحية ومحافظة بعدما أكد إرسال إيران مسيّرات إلى روسيا، وذلك بعد نفي الأمر لمرات عدة. وكتبت صحيفة «فرهيختغان»، التي يرأس مجلس إدارتها علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي، أن تصرفات عبداللهيان «مسار مؤذٍ» و«دليل على ضعف جدي في المجال الدبلوماسي». وأضاف: «لم يكن بعض المواقف السابقة للوزير متناسباً مع موقع ومكانة الجهاز الدبلوماسي الإيراني، ولا يمكن أن يكون موقفه الجديد مقاربة دبلوماسية صحيحة لتأمين المصالح الوطنية». وعادت الانتقادات والتشكيك في مؤهلات عبداللهيان في السياسة الخارجية، هذا الأسبوع، إلى الواجهة، مع تصاعد ردود الفعل الغاضبة في إيران بسبب تسمية «الخليج العربي» في بطولة «خليجي25». وعلق عبداللهيان على استخدام العراق تسمية «الخليج العربي»، ووصفها بـ«المصطلح الوهمي». وقال للصحافيين إنه استدعى السفير العراقي إلى وزارة الخارجية، وأضاف: «عكسنا حساسية الشعب الإيراني تجاه استخدام المصطلح الدقيق والكامل للخليج (...) إلى الجانب العراقي»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الحكومي الإيراني. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اتهمت صحيفة «شرق» الجهاز الدبلوماسي بـ«الانفعال». وكتبت: «مباريات كرة القدم في البصرة مهدت لطرح مزاعم معادية لإيران في العراق». وطالبت وزارة الخارجية الإيرانية باتخاذ موقف رسمي من تصريحات رئيس الوزراء العراقي ومقتدى الصدر. وانتقدت الصحيفة عدم استدعاء السفير العراقي وعدم اتخاذ موقف جدي وصريح من قبل «الخارجية». وقالت: «من الضروري أن يتخذ مسؤولو الجهاز الدبلوماسي، ووزارة الرياضة، واتحاد كرة القدم، موقفاً صريحاً من استخدام (التسمية المزيفة)؛ بناء على المصالح الوطنية». وقال عبداللهيان، في تصريح منفصل لموقع البرلمان «خانه ملت»، إنه «على الرغم من أن علاقات استراتيجية وأخوية وعميقة تربطنا بالعراق، فإننا قد أعربنا بوضوح عن احتجاجنا على هذا الموضوع» لدى استدعاء السفير قبل 3 أيام.
مشاركة :