الحي التراثي بعجمان.. أصالة الماضي و تطور الحاضر

  • 1/12/2023
  • 00:03
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

من /يعقوب العوضي.. عجمان في 10 يناير/ وام/ يقف حي عجمان التراثي بشموخ و فخر كشاهد على تاريخ إمارة عجمان ،راويا بدقة متناهية قصة حقبة مهمة من تاريخ الإمارة و تطورها خلال القرنين الماضيين وصولا إلى حاضرها المزدهر الذي نعيشه اليوم. و يمنح الحي زواره بعدا عميقا للتعرف على ماضي الاباء و الاجداد الذين وضعوا و بكل جهد و تفان اللبنات القوية الراسخة لإمارة عجمان الأمرالذي حوله الى واجهة سياحية وبوصلة تاريخية تنبض بالحياة والذكريات الخالدة وتبرز الهوية الأصيلة للإمارة. و يشهد الحي التراثي كذلك أبرز الفعاليات التي تنظمها إمارة عجمان في المناسبات الوطنية و الدينية و المحلية كالاحتفال بعيد الاتحاد ، والاعراس الجماعيه وفعاليات ثقافية و فنية متنوعة . و لم تغفل حكومة امارة عجمان عن الجانب الاستثماري عبر توفيرها المساحات التي تتناسب مع تطلعات المستثمرين في الإمارة ،حيث يحتوي الحي مساحات مخصصة للاستثمار ولمختلف الاستخدامات وبأسعار تنافسية و امتيازات مختلفة دعماً لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة ..كما يضم الحي بين جنباته متحف عجمان ومنطقة وسط المدينة القديمة ( سوق الحصن ) و سوق صالح. - متحف عجمان.. في يوم تاريخي من أيام دولة الامارات العربية المتحدة بشكل عام و إمارة عجمان بشكل خاص و تحديدا في العشرين من مايو 1991 افتتح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه " متحف عجمان بحضور صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الاعلى حاكم عجمان، وشكل هذا الحدث الهام باكورة تأسيس حي عجمان التراثي والذي تحول بعد أكثر من ثلاثة عقود الى أحد أهم الوجهات السياحية و التراثية في الدولة. و يستعرض متحف عجمان الذي يعد المتحف الرئيسي في إمارة عجمان تاريخ الأجداد و حياتهم وتقاليدهم عبر نماذج من الآثار والصناعات الحرفية القديمة والتحف بالإضافة إلى أسلوب الحياة في الماضي بهدف تعريف الزوار بطبيعة الحياة في المجتمع الإماراتي خلال مرحلة ما قبل النفط والتعريف بتراث ونمط الحياة في الإمارات و هو في الاساس حصن يعود إلى القرن الثامن عشر كان مقر الحاكم حتى العام 1970 حيث تم تحويله لمقر شرطة عجمان في نفس العام حتى عام 1979 قبل أن يصبح متحفاً في العام 1991. ويقدّم متحف عجمان من خلال المعروضات المشروحة باللغتين العربية والإنكليزية تفاصيل دقيقة عن تاريخ إمارة عجمان و تطورها على مدى السنين الماضية الماضية و يعد بناء الحصن بحد ذاته نموذجا رائعا لفن الهندسة المعمارية الإماراتية التقليدي. و في الخامس و العشرين من ابريل الماضي افتتح سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان متحف عجمان بحلّته الجديدة بعد ان أدخلت عليه تقنيات حديثة للصوت والصورة وطريقة العرض واعتُمد للمتحف شعار خاص يجسّد هويته الجديدة. و أصبح المتحف و بعد التحديث يحتوي على 25 قسماً بعد ان كان يضم 16 قسما فقط منها غرفة صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي التي قضى الحاكم فيها سنوات طويلة من طفولته وشبابه ، وقسم السوق الشعبي والطب التقليدي والتداوي بالأعشاب ، والمطبخ القديم وغرفة المعيشة،كما يضم قسما متخصصاً بصيد الاسماك والغوص للبحث عن اللؤلؤ والزراعة و غيرها يعرضها المتحف باللغتين العربية والإنجليزية ،ما يدخل الزائر في تجربة تفاعلية فريدة معززة بأحدث تقنيات التكنولوجيا. - سوق الحصن.. يعتبر سوق الحصن في عجمان واحدا من أهم المناطق التراثية في الإمارة و يتضمن 41 متجراً متاحاً لجميع أنواع الأنشطة وتتراوح مساحتها مابين 40 إلى 100 متر مربع و يحتوي على عدد من المقاهي و المطاعم و محلات بيع التحف و العملات الاثرية و العطور،و أعيد افتتاح السوق في يناير2021 بعد خضوعه لعدة عمليات تطوير ضمن الحي التراثي. و يتميز سوق الحصن بسكيكه التي سميت أماكنه بأسماء شعراء عجمان الذين ذاع صيتهم في عالم الشعر و تميزت قصائدهم باروع مفردات اللهجة المحلية المتميزة بالأصالة و التراث ، فيما تتزين جدران السوق بأبرز أبيات الشعر التي نظمها كبار شعراء عجمان تقديرا و تخليدا للارث الذي تركه أولئك الشعراء العظام إضافة الى جداريات و رسومات فنية متنوعة تخلد احداثا هامة في تاريخ الدولة بشكل عام و إمارة عجمان بشكل خاص كما يضم السوق بين جنباته سور عجمان و سارية العلم. - سوق صالح.. من أشهر الأسواق الشعبية في عجمان هو سوق صالح الذي يعتبر وجهة تجارية سياحية ذات رونق تراثي متميز يجسد العديد من الدلالات التاريخية و التراثية التي يتمتع بها الحي التراثي في عجمان. تأسس السوق في خمسينات القرن الماضي و كان احد الوجهات السياحية التي اعيد ترميمها ضمن مشروع تطوير الحي التراثي الذي حافظ على طرازه المعماري التاريخي و أنماطه الهندسية المتميزة ، ويحتوي السوق على 80 محلا و متجرا متميزا ، وو تقدم المحلات والمتاجر الكثير من الخدمات و المنتجات التقليدية مثل الاقمشة بمختلف أنواعها و أصنافها إضافة إلى الملابس الجاهزة للسيدات و محلات الخياطة. و يضم السوق العديد من المحلات التي تبيع منتجات غذائية كالبهارات والتوابل ومنتجات تجميلية وعطرية مثل المصنوعات الجلدية والبخور والعطور إضافةً إلى ضمّه لمساكن قديمة تم تصميمها معماريًا بشكل تقليدي عتيق.

مشاركة :