للجبال سحر خاص في الإمارات… فخلال أشهر الشتاء تتحول الجبال بارتفاعاتها الشاهقة وقممها العالية إلى وجهة سياحية، يقصدها المغامرون والسائحون والزوار، ليقضوا بين صخورها ساعات وأحيانا أياما وليالي في نزهة فوق السحب. دبي ـ تتمتع الإمارات بوجود سلاسل من الجبال تمتد على مسافة 155 كيلومترا من بحر عمان شرقا إلى بحر الخليج غربا. ومع دخول فصل الشتاء وتحسن حرارة الجو، تزدحم طرق الإمارات بسيارات الدفع الرباعي، لتصطف أسفل الجبال، ويبدأ بعدها المغامرون والرحالة في صعود المرتفعات عبر طرق وعرة، وممرات صخرية، ليصلوا إلى نقاط ترتفع بمئات الأمتار عن سطح البحر، وفيها ينصبون خيامهم ويشعلون الحطب والفحم، ويقضون وقتهم على إطلالات قمم الجبال والبحر والصحارى، وتمر من جانبهم وأحيانا أسفل منهم موجات من السحب في مشاهد لا تنسى. ويعيش المغامرون خلال رحلات الصعود لقمم الجبال تجارب ممتعة، تبدأ بمشاهدة الكهوف وزيارة أعماقها، ورؤية جبال ذات ألوان متعددة، وصخور ذات طبيعة نادرة، ويشاهدون لوحات صنعتها الطبيعة تجمع بين شروق الشمس وغروبها، خلف السلاسل الجبلية. ولا تخلو الرحلات من مشاهدة الأودية والكائنات الجبلية من زواحف وحشرات وبعض الحيوانات، ومنها الغزلان والظباء، ورصد الأشجار والنباتات التي تنمو بين الصخور التي تشكل صورة مبهرة على القمم. ويضم جبل جيس جسرا بالحبال معلقا بين القمم الجبلية بطول 15 مترا، ويمنح زواره إطلالة طبيعية في الهواء الطلق. ومن الجبال الجاذبة للسياحية أيضا، جبل حفيت في مدينة العين، ويبلغ ارتفاعه 1249 مترا، ويضم آثارا ترجع إلى 5000 عام. رحلات ترفيهية متميزة رحلات ترفيهية متميزة ويمكن الوصول إلى قمة الجبل عبر طريق أسفلتي وسط الصدوع الجبلية، للتمتع بإطلالة بانورامية على حدائق المدينة وبساتين النخيل. وفي الشارقة، يقع جبل مليحة، الذي يضم أحافير بحرية، تكشف عن أن صحراء المنطقة كانت تقع تحت سطح البحر في العصور القديمة. ويضم الجبل محمية طبيعية للمها العربي والغزلان الجبلية، وسط كثبان الرمال التي تستقبل محبي رحلات السفاري. ويقصد عشاق الجبال أيضا، جبال مصفوت بإمارة عجمان، وهي جبال تتمتع بمنحدرات صخرية تجتذب عشاق الرياضة ومحبي استكشاف الأودية والمسالك الطبيعية الوعرة. أما جبال منطقة مسافي بإمارة الفجيرة فتعد متحفا طبيعيا متنوعا. ويقول محمود يوسف، وهو عضو فريق لرياضات السير في الجبال، إنه وفريقه ينظمون في عطلة نهاية الأسبوع رحلات لـ”الهايكنغ”، أو السير في الجبال عبر مسارات محددة، بعضها مسارات يسيرة وأخرى متوسطة أو صعبة، ويستقبل الفريق الراغبين في ممارسة هذه الرياضة من مختلف الأعمار. وأضاف أن هذه الرحلات غير ربحية وهدفها التحرك في فرق بين الجبال، وقضاء أوقات جماعية بين معالمها وقممها للاستمتاع بالطبيعة. وذكر أن هذه الهواية تستقطب عددا كبيرا من المشاركين في كل رحلة، ومن مختلف الجنسيات، حيث نسير سويا بين الجبال، لزيارة المعالم التي صنعتها الطبيعة بين الصخور، واستكشاف الكهوف والوديان والتعرف على أنواع الصخور والنباتات الجبلية. Thumbnail وتقول منى فاضل، وهي لبنانية مقيمة في دبي، إنها تحرص مع زميلاتها على المشاركة في رحلات السير بالجبال بمشاركة الفرق المتخصصة والتي تتولى تنظيم الرحلة وتحديد مناطق الزيارة وشرح معالم الجبال والمناطق التي كانت تسكنها القبائل قبل عشرات السنين. وذكرت أن الرحلات تكتسب متعتها في الأوقات التي تعقب سقوط الأمطار حيث نرى جريان الأودية بين الصخور، وتساقط الشلالات، والبقاء في القمم بين السحاب. وأضافت “بعض الرحلات تتم في مسارات صعبة، إذ تواجهنا صخورا ضخمة تستدعي تسلقها والسير في طرق وعرة لعدة كيلومترات، ثم العودة في المساء وقت الظلام، لنقيم حفلات سمر أسفل الجبال، نتناول خلالها المأكولات الشعبية الإماراتية، ونلتف حول الحطب المشتعل في أوقات البرد”. ويصف خالد فواز مشاركته في مغامرات السير بالجبال بالتجربة الممتعة التي تنقله من صخب المدينة الى مناطق تتميز بالهدوء والسكون وسط الهواء الطلق ومشاهد ممتعة بين الطبيعة الجبلية ومشاهد البحار والصحارى. ويدعو فواز محبي الرحلات من مختلف الأعمار للمشاركة في رحلات “الهايكنغ”، كونها رياضة مفيدة للياقة الجسم، وتتيح رؤية مناظر طبيعية وإطلالات لا يمكن رؤيتها في أي مزارات أخرى.
مشاركة :