رام الله / غزة 11 يناير 2023 (شينخوا) حذر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي اليوم (الأربعاء) من أن 13 ألف فلسطيني مهددين "بالتهجير القسرى" من أحياء كاملة في محيط البلدة القديمة في القدس الشرقية لإقامة مشاريع استيطانية. وقال الرويضي في بيان إن أعمال الحفريات الإسرائيلية الجارية حاليا في محيط البلدة القديمة تهدف لدفع السكان إلى الهجرة الطوعية لخطر الحفريات على منازلهم وحياتهم، أو الهجرة الجبرية ضمن سياسة التهجير القسري لإخلاء أحياء عدة. وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تسعي من وراء هذه للحفريات تقديم رواية "مصطنعة دينية لا أساس لها تاريخيا على حساب الحقيقة التاريخية للمكان الكنعاني العربي". وأوضح أن الجانب الفلسطيني يعمل منذ أشهر على جمع أكبر قدر من الوثائق والمستندات التاريخية التي تعكس الحقيقة والرواية للمسجد الأقصى ومحيطه، مؤكدا أن كافة الوثائق والمستندات والروايات القديمة والعثمانية وحتى اليوم تشير إلى عروبة المدينة وتاريخها الإسلامي المسيحي". ودعا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لتحمل مسؤولياتها القانونية بإرسال لجنة تحقيق عاجلة، للبحث في المساس بالإرث الحضاري في القدس، باعتبارها مسجلة على قائمة التراث العالمي منذ العام 1981. وقال إن القرارات الصادرة عن المنظمة رغم أهميتها إلا أن قرارها المتعلق بإرسال لجنة تحقيق لم ينفذ، بسبب منع السلطات الإسرائيلية سابقا لوصول وفدها إلى القدس، مؤكدا استمرار التواصل معها بهذا الخصوص. وفي العامين الماضيين حدثت انهيارات أرضية بشكل جزئي في البلدة القديمة نتيجة الحفريات الإسرائيلية في المنطقة بحسب مصادر فلسطينية، فيما لم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي على ذلك في حينه. وكانت منظمة اليونسكو اعتمدت في أكتوبر 2016 وبشكل نهائي مشروع قرار فلسطيني عربي مشترك ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط (البراق/المبكى) في القدس، وهو ما لاقى ترحيبا فلسطينيا واسعا في حينه. ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، وتعد القدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ العام 2014. في سياق قريب، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان الناطق باسمها حازم قاسم اليوم، ببيان منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت اجتماع أمس (الثلاثاء)، داعية إلى تحرك فاعل لحماية المسجد الأقصى من "الانتهاكات" الإسرائيلية. وطالب قاسم في بيان منظمة التعاون باتخاذ خطوات "حازمة وجادة لوضع حد لإجرام الاحتلال المستمر ضد الأرض والشعب الفلسطيني ومقدساته والتحرك الفاعل على المستوى الدولي سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا". وعقد اجتماع طارئ أمس (الثلاثاء) في مقر منظمة التعاون (تضم 57 دولة) في مدينة جدة السعودية بناء على طلب فلسطين والأردن وبالتنسيق مع الرياض رئيسة القمة الإسلامية الحالية لبحث الأوضاع في مدينة القدس. وجاء الاجتماع على خلفية دخول وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير في الثالث من يناير الجاري المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة تحت حماية مشددة من قوات الشرطة الإسرائيلية لدقائق معدودة، الأمر الذي قوبل بتنديد فلسطيني رسمي وشعبي.
مشاركة :