بعد الاتفاقيات العسكرية والدفاعية التي أبرمتها اليابان مع أستراليا وبريطانيا، أعلنت الولايات المتحدة واليابان توسيع تحالفهما الدفاعي ليشمل التصدّي لأيّ هجوم عبر الفضاء، واستبدال كتيبة المدفعية المرابضة بجزيرة أوكيناوا بوحدة من «المارينز»، أكثر فتكاً وأسرع حركة. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الياباني يوشيماسا هاياشي ووزيرَي دفاع البلدين لويد أوستن وياسوكازو هامادا، «نحن متّفقون على أنّ الصين تشكّل أكبر تحد استراتيجي لنا». وإذ رحب بلينكن، بحرارة، بالاستراتيجية الدفاعية الجديدة التي اعتمدتها اليابان أخيراً، أوضح أن البلدين اتّفقا على أن معاهدة الدفاع المشترك المبرمة بينهما تشمل أيضاً الهجمات التي تتمّ عبر الفضاء، بمواجهة تزايد القدرات الصينية عبر الأقمار الاصطناعية. وأضاف أن هذا الاتفاق يعني أنّ أيّ هجوم يتمّ عبر الفضاء ضدّ أيّ من البلدين من شأنه أن يفعّل المادة الخامسة من المعاهدة الدفاعية الثنائية، والتي تنصّ على أن أي هجوم على أي من البلدين هو هجوم أيضاً على البلد الآخر. ورغم وجود نحو 50 ألف جندي أميركي يتمركز أكثر من نصفهم في أوكيناوا، قال وزير الدفاع الأميركي إنه سينشر في هذه الجزيرة وحدة للتدخل السريع من سلاح مشاة البحرية (المارينز) لتعزيز القدرات الدفاعية لليابان في مواجهة التهديدات الصينية المتزايدة. وأوضح أوستن أنه «بحلول 2025 سنستبدل كتيبة مدفعية بهذه القوة التي ستكون أكثر فتكاً وأكثر قدرة على الحركة» في «بيئة أمنية متزايدة الصعوبة». وشدّد على أن هذه الوحدة «ستقدّم مساهمة كبيرة في تعزيز الدفاع عن اليابان وضمان أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرّة ومفتوحة». وخلال مؤتمرهم الصحافي، قال الوزراء الأربعة إن محادثاتهم تطرّقت إلى ملفّي تايوان وكوريا الشمالية. وقال أوستن: «لن أتكهّن بشأن ما يدور في خلد الرئيس الصيني شي جينبينغ، لكن يمكنني أن أقول لكم إنّ ما نراه منذ بعض الوقت هو سلوك استفزازي للغاية من جانب القوات الصينية». لكنّه طمأن بأنّ الولايات المتحدة ليست لديها «شكوك جدية» بشأن خطر تعرّض تايوان لهجوم وشيك. وفيما رحّب الوزراء الأربعة بهذا «التحالف المطوّر» في مواجهة حقبة جديدة من «المنافسة الاستراتيجية مع الصين»، أكد وزير الخارجية الياباني أن الصين «تمثّل تحدياً كبيراً وغير مسبوق، معتبراً في الوقت نفسه، أن «إقامة علاقة بناءة ومستقرة بين اليابان والصين أمر ضروري للسلام والاستقرار في المجتمع الدولي، بما في ذلك المحيطان الهندي والهادئ». واجتمع الوزراء الأربعة قبل يومين من قمّة أميركية - يابانية ستعقد في واشنطن اليوم بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء فوميو كيشيدا، الذي يقوم حالياً بجولة أوروبية - أميركية شمالية. ووصل كيشيدا إلى كندا أمس، على أن يختتم جولته في الولايات المتّحدة اليوم في إطار جولة بدأها من باريس وروما، قبل أن يوقّع في لندن «اتفاق وصول متبادل» بين الجيشين البريطاني والياباني.
مشاركة :