"بيبي" اللبنانية أحدث جنون على تيك توك في إسرائيل

  • 1/13/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اجتازت الأغاني العربية الحديثة حدود إسرائيل عبر تيك توك، خصوصا السطحية منها التي لا تحمل رسائل سياسية وتمثل العرب الذين لا يشكلون تهديدا أمنيا لإسرائيل ولا يتخذون موقفا سياسيا قويا. فصورتها تعكس صورة عرب إسرائيل المحبوبين. القدس - يكتسب العالم الافتراضي قوة وتزداد شعبية الموسيقى العربية على تيك توك داخل إسرائيل، في ظل حكومة متطرفة تدعو إلى إلغاء الأحداث الثقافية التي تتعارض مع الرواية الإسرائيلية الرسمية وتحد من حرية التعبير للفنانين العرب. وعلى شبكة تيك توك تحظى أغاني الموسيقى العربية الحديثة والبعيدة عن السياسة والأكثر تفاهة بشعبية أكبر بين شباب إسرائيل، مقارنة بالموسيقى العربية التقليدية. شيرين فلاح صعب: شبكة تيك توك تكسر التحيز ضد العرب وتغير قواعد اللعبة شيرين فلاح صعب: شبكة تيك توك تكسر التحيز ضد العرب وتغير قواعد اللعبة ومن المحتمل أن يؤدي الانفتاح إلى تخفيف التوترات ولكنه يحبس العرب في صورة نمطية معينة، كما كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية. وتقول الصحيفة الإسرائيلية اليومية إن الصيحة بدأت الصيف الماضي مع أغنية “وش جابك” للمغني الليبي جودي الحوتي، وأغنية “بوم بوم” لمحمد رمضان، وفي الأشهر الأخيرة غزت أغنية سارة زكريا “بيبي” تيك توك العبري، حيث راح شباب إسرائيليون، نساء ورجالاً، ومجندون في الجيش ينشرون مقاطع مسجلة بينما يرقصون على أنغام الأغنية ويرددون كلماتها. وعلى مدى عدة أسابيع انتشرت في تيك توك مقاطع فيديو لشباب ونساء إسرائيليين، بمن في ذلك المجندات، كما الأطفال، حيث كثيرا ما يشاهد طفل يتمايل على الإيقاع الشرقي المفعم بالحيوية. وعزت خبيرة الاتصالات السياسية رونيت كامبف ذلك إلى أنه “على عكس الشبكات الاجتماعية مثل إنستغرام، حيث يتم تشكيل موجز المستخدم بشكل أكبر حسب التفضيلات الشخصية، فإن تيك توك معني أساسا بالجغرافيا. ونتيجة لذلك يجد الإسرائيليون أنفسهم معرضين للمزيد من محتويات الشرق الأوسط هناك”. بدورها قالت الصحافية شيرين فلاح صعب، المتخصصة في الثقافة العربية، “شبكة تيك توك تكسر التحيز ضد العرب وتغير قواعد اللعبة”. وتابعت “يعد هذا تطورًا مرحبًا به” ، في ظل التوترات بين العرب واليهود. وأوضحت أن أغنية “بيبي” لسارة زكريا ليست من الموسيقى العربية التقليدية التي تعود إلى المغنيات العظيمات مثل أم كلثوم أو فيروز التي “غنت على وجه الخصوص لتحرير فلسطين”. وأضافت “سارة تغني حبًا ممنوعًا لموسيقى البوب الحديثة المحررة من قيود التقاليد العربية”، مما يعكس “صوت جيل الشباب”. ويستخدم ثلث الشباب الإسرائيليين شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن 54 في المئة منهم ينشطون على تيك توك، ويتعلمون الموسيقى العربية دون أي وسيط. وترى الصحيفة أن المغنية سارة تمثل العرب الذين لا يشكلون تهديدا أمنيا ولا يتخذون موقفا سياسيا قويا؛ “فصورتها تعكس تمامًا صورة عرب إسرائيل المحبوبين: سطحية، مرحة، رائعة، وخالية من أي رأي سياسي”. ويختار جيل جديد من المغنّين الإسرائيليين، وعدد كبير منهم ينتمي إلى عائلات تنحدر من بلدان عربية، الغناء باللغة العربية إحياءً لجذورهم. وأصبحت الموسيقى الإسرائيلية، التي طالما هيمنت عليها الأشكال الغربية لموسيقى الروك والبوب، فجأة مشبعة بالإيقاعات الموسيقية من البلدان العربية مثل المغرب والعراق واليمن، حيث دمجت الأصوات والإيقاعات لتخرج بموسيقى خاصة جدا. وتستند أغاني هؤلاء الفنانين إلى تأثيرات مثل الألحان الأندلسية والعربية اليهودية التقليدية والبلوز والجاز والموسيقى من أفريقيا وأميركا اللاتينية. وغالبا ما تحتوي على كلمات عربية وعبرية. وفي الشرق الأوسط، حيث غالبا ما تكون الجنسيات وحدودها تحت الحراسة، فإن هذا الشكل الجديد من الموسيقى المشرقية يدور حول هدم الجدران الثقافية والموسيقية. ويعد الجزء الأكبر من فناني الأداء في إسرائيل اليوم من الجيل الثاني والثالث من أحفاد يهود العراق ومصر والمغرب واليمن الذين وصلوا إلى إسرائيل في العقد الذي تلا قيام إسرائيل عام 1948، مما ضاعف عدد سكان إسرائيل. تيك توك معني أساسا بالجغرافيا، لذلك يجد الإسرائيليون أنفسهم معرضين للمزيد من محتويات الشرق الأوسط ووفقا ليوفال إيفري الأستاذ المساعد في الدراسات اليهودية - العثمانية والمزراحي والسفارديم في جامعة برانديز الأميركية، فقد تلقى اليهود الشرقيون استقبالا متناقضا في إسرائيل. ومن ناحية، كان يُنظر إليهم على أنهم تحقيق للآمال الصهيونية، وجزء من لقاء اليهود الذي كان مؤسسو إسرائيل يحلمون به لإنشاء دولة يهودية. وفي الوقت نفسه كان هؤلاء المؤسسون، ومعظمهم من اليهود الأشكناز (أوروبا الشرقية) ينظرون إلى اليهود من الدول العربية بطريقة عنصرية بسبب بشرتهم الداكنة وانتمائهم لثقافة الشرق الأوسط وأفريقيا. كما أنهم حملوا معهم الثقافات العربية التي عاشوا فيها لقرون، وهي إشكالية عميقة في بلد كان لا يزال في حالة حرب مع الدول العربية المجاورة. وقال إيفري إنه من أجل “نزع تعريب” هؤلاء اليهود، ابتكر الإسرائيليون مصطلحا جديدا لهم “المزراحيون”، أي “من الشرق”، فيما كان مصطلح “السفارديون” يشير إلى اليهود الذين انتقلوا إلى شمال أفريقيا والإمبراطورية العثمانية بعد طردهم من إسبانيا عام 1492، ولكن غالبا ما يتم استخدام المصطلحات بالتبادل الآن. نشأ المزراحيون في إسرائيل التي كانت ثقافتها الأشكناز المهيمنة متجذرة. وقال إيفري إن الحكومة الإسرائيلية أرادت أن يندمج هؤلاء المهاجرون، مما يعني الالتزام بالمعايير الثقافية الأشكنازية وقمع جذورهم اليهودية - العربية، لكن من خلال جمعهم معا، انتهى الأمر بالحكومة إلى تعزيز إحساسهم بالهوية الثقافية. وأضاف أن هؤلاء الموسيقيين من الجيل الأصغر عازمون الآن على “استعادة جذورهم العربية”.

مشاركة :