أجرى مدير وكالة الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز، أمس، مشاورات في ليبيا مع القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، لمناقشة عدد من الملفات، في مقدمتها محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، إضافة لمناقشة مستجدات المسارين العسكري والسياسي المنبثقين عن مؤتمر برلين. وزيارة رئيس الاستخبارات الأميركية إلى ليبيا أوّل زيارة لدبلوماسي أميركي رفيع منذ أن تولى الرئيس الأميركي جون بايدن السلطة. وبحث الدبيبة مع بيرنز، تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين، وأشاد المسؤول الأميركي بحالة الاستقرار والنمو الذي تشهده ليبيا خلال الفترة الأخيرة. من جهته، أكد رئيس الوزراء الليبي أن الهدف هو استقرار بلاده ودعمها دولياً من أجل الوصول للانتخابات. في بنغازي، بحث المشير خليفة حفتر، مع بيرنز ملف مكافحة الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة، إلى جانب تطورات الوضع العسكري في البلاد، والأزمة السياسية التي تعصف بليبيا خلال السنوات الماضية، حسبما أكد مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد». وفي طرابلس، أكد المبعوث الأممي لدى ليبيا عبدالله باتيلي أن المصالحة الوطنية لن تكتمل إلا بحكومة ليبية موحدة ونظام اقتصادي واجتماعي وسياسي موحد، مشيراً في ختام الاجتماع التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية إلى أنّه على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم للتوصل إلى حلول. وشدد باتيلي على أن الأمم المتحدة تدعم المصالحة الوطنية مشروعاً مهماً، وتأمل أن يمضي قدماً باعتباره «خطوة جيدة»، كاشفاً عن اجتماعه المرتقب مع أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» مطلع الأسبوع المقبل في مدينة سرت. وأوضح عضو المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي أن الملتقى التحضيري للمصالحة لا يوجد فيه قرارات بل مقترحات للوصول إلى المؤتمر الجامع خلال شهرين أو ثلاثة، مشدداً على أن كل المسؤولين الليبيين يتمسكون بالسلطة والمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية طريقاً سريعاً إلى إجراء الانتخابات. في سياق آخر، بحث رئيس مجلس الدولة خالد المشري مع السفير الألماني لدى ليبيا ميخائيل أونماخت، تطورات المشهد السياسي، وجهود المجلس لحل الأزمة الراهنة من خلال التواصل مع مجلس النواب والاتفاق على أساس دستوري، في أقرب الآجال، تجرى من خلاله انتخابات عامة ونزيهة، تحقق السلام والاستقرار، وتنهي المراحل الانتقالية، حسبما أفاد المكتب الإعلامي لمجلس الدولة. ويجري السفير الألماني لدى ليبيا اجتماعات مكثفة مع كافة الأطراف السياسية والعسكرية الفاعلة في المشهد، استعداداً للمؤتمر الدولي حول ليبيا «برلين 3» المقرر تنظيمه في ألمانيا خلال العام الجاري. وفي روندا، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن حكومة الوحدة الليبية أبلغت أنقرة تمسكها بمذكرة التفاهم المبرمة بين البلدين في مجال الهيدروكربون، جاء ذلك في تصريح أدلى به في العاصمة كيغالي تعليقاً على قرار محكمة بطرابلس بوقف تنفيذ مذكرة التفاهم في مجال الموارد الهيدروكربونية الموقعة بين حكومة الوحدة والجانب التركي. وأوضح أوغلو أن أنقرة تواصلت على الفور مع الدبيبة، عقب القرار الذي صدر عن محكمة استئناف طرابلس الثلاثاء الماضي، مؤكداً أن الجانبين وقعا المذكرة خلال زيارته إلى طرابلس في 3 أكتوبر 2022، مبيناً أنها مثل بقية مذكرات التفاهم التي وقعتها ليبيا مع الدول الأخرى لا تحتاج إلى تمريرها من البرلمان.
مشاركة :