قالت روسيا، اليوم الجمعة" إن قواتها سيطرت على بلدة سوليدار التي تشتهر بمناجم الملح في شرق أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يكون أول مكسب كبير لموسكو في ساحة المعركة منذ نحو ستة أشهر، ولكن كييف قالت: إن قواتها ما زالت تقاتل في البلدة. وقللت كييف والغرب من أهمية الاستيلاء على البلدة، وأكدت أن روسيا دفعت بموجات متتالية من الجنود والمرتزقة إلى قتال بلا جدوى للسيطرة على أرض قاحلة دمرها القصف في سوليدار، وهي منطقة من غير المرجح أن تؤثر في الحرب الأشمل إلا من حيث الخسائر الفادحة في الأرواح التي تكبدها الطرفان. وقالت وزارة الدفاع الروسية: "أمكن الاستيلاء على سوليدار بفضل القصف المستمر على العدو من جانب قوات الطيران الهجومي والحربي والصواريخ ومدفعية مجموعة من القوات الروسية". وأضافت الوزارة أن الاستيلاء على سوليدار يمكنه قطع طرق الإمدادات الأوكرانية إلى مدينة باخموت القريبة الأكبر حجما، وحصار القوات الأوكرانية المتبقية هناك. وتحاول روسيا الاستيلاء على باخموت منذ شهور في حرب ضارية. لكن سيرهي تشيريفاتي المتحدث العسكري الأوكراني للمنطقة الشرقية، قال: إن سوليدار لم يتم الاستيلاء عليها، ووحداتنا موجودة هناك، والبلدة غير خاضعة للسيطرة الروسية. وأكد مسؤولون أوكرانيون، أمس الخميس، أن أكثر من 500 مدني محاصرين داخل سوليدار، من بينهم 15 طفلا. وفي خطاب مصور خلال الليل، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحدتين في سوليدار وقال إنهما "صامدتان في مواقعهما وتكبدان العدو خسائر فادحة". وفي غضون ذلك، تحولت المعارك حول باخموت وسوليدار إلى ما أطلق عليها الطرفان "مفرمة لحم"، إذ باتت حرب استنزاف وحشية تحصد أرواح آلاف من الجنود. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، لصحفيين في البيت الأبيض أمس الخميس: "حتى وإن سقطت باخموت وسوليدار في يد الروس، لن يكون لذلك أثر استراتيجي في الحرب نفسها، ومن المؤكد أن ذلك لن يوقف الأوكرانيين أو يثبطهم".
مشاركة :