قال المهندس محمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، إن شركته تخطط لتكون من ضمن اللاعبين العالميين في سباق استغلال الغاز الصخري عندما تتوافر الفرص. وأضاف، الغاز الصخري سيسهم في تعزيز تنافسية المنتجات البتروكيماوية في الأسواق العالمية، لافتا إلى أن هناك عدة مصانع تعتمد على الغاز الصخري في أمريكا عبر تسعة مصانع ايثلين ستنتج خلال الفترة من 2016-2018، وسيكون لها تأثير كبير على السوق من ضخ كميات كبيرة من البلاستيك والمواد الكيماوية بأسعار تنافسية. وذكر الماضي، ردا على سؤال لـ "الاقتصادية" خلال مؤتمر صحافي عقده عقب تدشينه "مركز تطوير التطبيقات البلاستيكية لسابك" بوادي التقنية في جامعة الملك سعود في الرياض، أن الاتجاه التصنيعي سيكون في الصين، الهند، أمريكا الشمالية، السعودية، وهي إما أماكن للتسويق أو توافر المواد الخام. وأشار إلى أن الغاز الصخري موجود بطرق تجارية في أمريكا نظرا لتطور شبكة التوزيع الداخلية وتطور التقنية لاستخراجه. وفي رده على سؤال آخر، عن صناعة السيارات مع أمريكا، أوضح أن "سابك" لن تدخل في صناعة السيارات، بل في تصنيع قطع غيار السيارات مثل الصدامات الممتصة للاهتزاز، استبدال الزجاج بالبلاستيك، عبر استخدامات شتى للبلاستيك. وتطرق في مؤتمره الصحافي إلى أن سابك شركة عالمية 50 في المائة من عملياتها حاليا خارج السعودية والنسبة المتبقية في الداخل، مشيرا إلى أنها عالمية بأبحاثها ومنتجاتها ومبيعاتها وتصنيعها ومواردها البشرية. وذكر أن "سابك" لديها 18 مركزا بحثيا في العالم للوصول للعقول في أماكن وجودها والاستفادة من تعدد العقول حول العالم، هناك جهات تهتم بصناعة السيارات أو الفحم أو البلاستيك، وأضاف، أن "سابك" تستفيد من هذا التمايز والتنوع في المنتجات. وأوضح أن الابتكار يحتاج إلى قوى بشرية عالية المستوى ومدربة بشكل متميز، لافتا إلى أن الشركة قامت بابتعاث الكثير من الشباب السعودي للجامعات العالمية وتسعى لاستقطاب المتميزين وإرسالهم للحصول على الماجستير والدكتوراة ثم يعملون في المدن البحثية الخاصة بـ "سابك" حول العالم لابتكار مواد جديدة. وحول ارتفاع تكلفة النقل وتأثيراتها التنافسية قال الماضي: "إن تكلفة النقل عندما تزيد تكون على الجميع .. ونحن موجودون في الشرق الأوسط، حيث نستطيع أن نصل إلى كل العالم بمنتجاتنا وهي بالفعل موجودة في أنحاء العالم كافة". وكان الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض، دشن "مركز سابك لتطوير التطبيقات البلاستيكية"، وقال في تصريحات عقب الحفل، أمس: "سابك" تسهم كغيرها من الشركات الوطنية في مسيرة التنمية في السعودية، وما اطلعت عليه من بحوث وتطبيقات عملية التي تتم في هذا المركز تعتبر فعلا مفخرة لأبناء السعودية". وقدم شكره للقائمين على المركز من شركة سابك ووزارة البترول والثروة المعدنية وجامعة الملك سعود. وأكد أمير الرياض، أن التعاون القائم في المركز بين هذه الجهات يعكس للجميع كيفية عمل فريق العمل الواحد الذي يجمع القطاعين الخاص والعام، مشيرا إلى أن هذا التعاون يعكس الطاقة التي تحتضنها هذه البلاد من الشباب الذي يدير هذا المركز وهذه البحوث والتطبيقات العملية. الأمير خالد بن بندر يقبِّل نسخة من القرآن الكريم قدمها له الأمير سعود بن ثنيان خلال افتتاح مركز «سابك» الجديد. فيما قال الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورئيس مجلس إدارة "سابك" في كلمته خلال الحفل، إن المركز الجديد الذي أنشأته "سابك" بمبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية ومساندة من جامعة الملك سعود، هو ثمرة للدعم المتواصل الذي تتلقاه الشركة من الحكومة السعودية لتعزيز مكانة البلاد في مجال بحوث البتروكيماويات, وأضاف، أن هذا المركز أقيم للتركيز على مطالب الزبائن وتحقيقها، ولإيجاد الحلول التقنية لهم، ويعد أحدث مراكز "سابك" البحثية عقب افتتاح مركزيها التقنيين في كل من الهند والصين. وأشار إلى أن ما يرسخ مكانة "سابك" على المستوى الدولي هو قوة الإمكانات التقنية والبحثية التي تتمتع بها، وتتمثل في العمل المشترك ما بين مراكز الشركة البحثية في كل من الرياض والجبيل، والمراكز الأخرى المنتشرة حول العالم ومن أهمها في هولندا، وإسبانيا، وأمريكا، واليابان، والصين، ما يعزز من إمكاناتها لتقديم منتجات تقنية متميزة تستفيد منها المشاريع الصناعية في المستقبل. وأوضح أن هناك مثالا آخر على الأعمال الابتكارية التي تقوم بها "سابك" بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية، وهو مركز البحث والابتكار المقام في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، إلى جانب عملها على الدوام مع المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية لإنتاج مجموعات واسعة من الحلول التقنية للتحديات التي تواجهها في المنطقة. فيما علق الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية على أهمية الدور الريادي لهذا المركز الجديد، وما يقدمه للسعودية من ناحية تطوير الصناعات التحويلية الوطنية، لإضافة قيمة إلى المصادر الهيدروكربونية ويدعم اقتصاد البلاد ويعزز من تنوعه. وتمنى أن يكون هذا المركز إضافة لاستثمارات "سابك" في مجال الأبحاث والتطوير في جامعة الملك سعود، وأن تكون الجامعات السعودية وجهة لبرامج واستثمارات الأبحاث والتطوير التي تقوم بها الشركات السعودية والأجنبية، وأن يعمل الجميع بإخلاص لتحقيق ذلك بما فيه فائدة للمملكة واقتصادها وتنافسية مؤسساتها العلمية وشركاتها. من جانبه أوضح وليد الشلفان مدير عام مركز تطوير التطبيقات البلاستيكية لسابك، أن تكلفة المركز بلغت 472 مليون ريال تشمل المبنى والمختبرات والمعدات، وخطوط الإنتاج التجريبية، مشيرا إلى أنه يعد من الاستثمارات المهمة والمكملة لمراكز الأبحاث في العالم. وبين أن أهم ما يميز المركز هو قربه من احتياجات عملاء "سابك" والمستهلك النهائي، وقال إنه يعتبر الأول من نوعه في المنطقة من الناحية التقنية والبحثية وهو يدعم الابتكار ومكمل لمنظومة سابك حول العالم، وذكر أنه يطور التطبيقات ويسعى إلى حل مشكلات عملاء "سابك".
مشاركة :